مختصر
وجوب اتباع الكتاب والسنة
على فهم ونهج الصحابة رضوان الله عليهم
وتحريم مخالفتهم والابتداع في الدين
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
يجب على كل مسلم ومسلمة اتباع السنة
والحذر من البدع
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم :"وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي"([1]).
- قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :"مَنْ
عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
وفي
لفظ :" مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ"([2]).
قال النووي رحمه
الله تعالى :"هَذَا الْحَدِيثُ قَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ
الْإِسْلَامِ وَهُوَ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ
صَرِيحٌ فِي رَدِّ كُلِّ الْبِدَعِ وَالْمُخْتَرَعَاتِ"([3]).
وقال الألباني رحمه الله تعالى :"هذا
الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام , وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه
صريح فى رد وإبطال كل البدع والمحدثات, واللفظ الأول أعم فى الرد؛ فإنه يشمل كل
عمل بالبدعة ولو كان المحدث لها غيره بخلاف اللفظ الآخر"([4]).
- وعَن الْعِرْبَاض بن
سَارِيَة رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى بِنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ
عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ
وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ
هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ :"أُوصِيكُمْ
بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا،
فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا
بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ
الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"([5]).
- وعَنْ أَنَسٍ رضي الله
عنه، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ،
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى
فِرَاشٍ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَقَالَ :"مَا بَالُ أَقْوَامٍ
قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ،
وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"([6]).
لا تجوز الزيادة على ما ورد في السنة
- عَنْ نَافِعٍ،
أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ،
وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ !
فقَالَ
ابْنُ عُمَرَ: وَأَنَا أَقُولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ، وَلَيْسَ هَكَذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، عَلَّمَنَا أَنْ نَقُولَ :"الحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ"([7]).
- وعَنِ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا
يُكَرِّرُ الرُّكُوعَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَنَهَاهُ، فَقَالَ :"يَا
أَبَا مُحَمَّدٍ أَيُعَذِّبُنِي اللَّهُ عَلَى الصَّلَاةِ؟" قَالَ :"لَا،
وَلَكِنْ يُعَذِّبُكَ عَلَى خِلَافِ السُّنَّةِ"([8]).
قال الألباني رحمه
الله تعالى :"هذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى, وهو
سلاح قوى على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً من البدع باسم أنها ذكر وصلاة , ثم
ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم, ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة! !
وهم فى الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة فى الذكر والصلاة ونحو ذلك"([9]).
وجوب اتباع فهم الصحابة رضي الله عنهم للكتاب والسنة ونهجهم الواضح في
فَهْمِ الدين وتحريم مخالفتهم في فَهْمِهِم ونَهْجِهِم
قال العلامة موفق الدين ابن قدامة الحنبلي رحمه الله تعالى
:"قد ثَبت وجوب اتِّبَاع السّلف رَحْمَة الله عَلَيْهِم بِالْكتاب وَالسّنة
وَالْإِجْمَاع"([10]).
1-
قال
تعالى
﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ
جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾.
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى
:"الله عز وجل في هذه الآية يأمر باتباع سبيل المؤمنين، ويحذر من مخالفة سبيل
المؤمنين، ويعتبر مشاققة ومخالفة سبيل المؤمنين مشاقة للرسول عليه الصلاة والسلام" ([11]).
وقال أيضًا رحمه الله تعالى :"أي من
سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام
بأنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو
من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم" ([12]).
وقال أيضًا رحمه الله تعالى :"من
اتبع سبيل المؤمنين: فهو الناجي عند رب العالمين ومن خالف سبيل المؤمنين : فحسبه
جهنم وبئس المصير
من
هنا ضلت طوائف كثيرة جدًا - قديمًا وحديثًا - لأنهم لم يكتفوا بعدم التزام سبيل
المؤمنين فحسب ولكن ركبوا عقولهم واتبعوا أهواءهم في تفسير الكتاب والسنة ثم بنوا
على ذلك نتائج خطيرة جدا خرجوا بها عما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله تعالى
عليهم جميعا"([13]).
2-
قال
تعالى ﴿وَالسَّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ﴾.
قال العلامة ابن قدامة الحنبلي رحمه الله تعالى
:"وعد المتبعين لَهُم بِإِحْسَان بِمَا وعدهم بِهِ من رضوانه وجنته والفوز
الْعَظِيم"([14]).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :"أَهْلُ السُّنَّةِ
يَتَرَضُّونَ عَمَّنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيَسُبُّونَ مَنْ سَبَّهُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ، وَيُوَالُونَ مَنْ يُوَالِي اللَّهَ، وَيُعَادُونَ مَنْ يُعَادِي
اللَّهَ، وَهُمْ مُتَّبِعُونَ لَا مُبْتَدِعُونَ، وَيَقْتَدُونَ وَلَا يَبْتَدُونَ
وَلِهَذَا هُمْ حِزْبُ اللَّهِ الْمُفْلِحُونَ وَعِبَادُهُ الْمُؤْمِنُونَ"([15]).
وقال العلامة السعدي رحمه الله تعالى
:"﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾ بالاعتقادات والأقوال والأعمال،
فهؤلاء، هم الذين سلموا من الذم، وحصل لهم نهاية المدح، وأفضل الكرامات من الله"([16]).
وقال العلامة الألباني رحمه الله تعالى
:"هذه الآية الكريمة هي الأساس الذي ينبغي لكل مسلم أن ينطلق منها لمعرفة
الدعوة التي اصطلح بعض العلماء قديمًا وحديثًا على تسميتها بالدعوة السلفية.
فالفرقة
الناجية علامتها أنهم ينتمون إلى التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم من أتباعهم وأتباع أتباعهم
ألا وهم القرون المشهود لهم بالخيرية. ... فلا يجوز للمسلم باسم اتباع الكتاب
والسنة أن يتبع آراءًا أو أقوالًا تخالف ما كان عليه سلفنا الصالح ذلك لأن ما
كانوا عليه هو تبيانٌ للكتاب والسنة. ... فلا سبيل إلى أن يكون المسلم من الفرقة
الناجية إلا بأن يتبع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح، هذا الأمر
الثالث يجب أن يكون ثابتاً في أذهان المسلمين كلهم إذا كانوا صادقين في أن يكونوا
من الناجين يوم القيامة"([17]).
3-
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
:"إِنَّ بني إسرائيل تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً،
وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ
إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً"، قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ :"مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي"([18]).
قال العلامة ابن قدامة الحنبلي رحمه الله تعالى
:"أخْبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الْفرْقَة النَّاجِية هِيَ
الَّتِي تكون على مَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابه فمتبعهم إِذا يكون من
الْفرْقَة النَّاجِية لِأَنَّهُ على مَا هم عَلَيْهِ ومخالفهم من الاثنتين
وَالسبْعين"([19]).
4-
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا
بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ
الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"([20]).
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى
:"الحديث من الأحاديث الهامة التي تحض المسلمين على التمسك بالسنة وسنة الخلفاء
الراشدين الأربعة ومن سار سيرتهم، والنهي عن كل بدعة، وأنها ضلالة، وإن رآها الناس
حسنة، كما صح عن ابن عمر رضي الله عنه. والأحاديث في النهي عن ذلك كثيرة معروفة،
ومع ذلك فقد انصرف عنها جماهير المسلمين اليوم، لا فرق في ذلك بين العامة والخاصة،
اللهم إلا القليل منهم، بل إن الكثيرين منهم ليعدون البحث في ذلك من توافه الأمور،
وأن الخوض في تمييز السنة عن البدعة، يثير الفتنة، ويفرق الكلمة، وينصحون بترك ذلك
كله، وترك المناصحة في كل ما هو مختلف فيه ناسين أو متناسين أن من المختلف فيه بين
أهل السنة وأهل البدعة كلمة التوحيد، فهم لا يفهمون منها وجوب توحيد الله في العبادة،
وأنه لا يجوز التوجه إلى غيره تعالى بشيء منها، كالاستغاثة والاستعانة بالموتى من
الأولياء والصالحين ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾"([21]).
وقال أيضًا رحمه الله تعالى :"هذا
الحديث وذاك([22])
يبينان لنا بوضوح أننا لا يمكننا أن نستغني عن فهم ما كان عليه سلفنا الصالح
وبخاصة منهم الصحابة رضي الله عنهم لأنهم كانوا أقرب منّا إليه صلى الله عليه وسلم
فَهْمًا وعِلْمًا ومشاهدة ورؤية وتطبيقًا وكل شيء من هذا القبيل"([23]).
5-
وقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ
رحمه الله تعالى :"عَلَيْكَ بِآثَارِ
مَنْ سَلَفَ، وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ، وَإِيَّاكَ وَآرَاءِ الرِّجَالِ، وَإِنْ
زَخْرَفُوا لَكَ بِالْقَوْلِ"([24]).
6-
وقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل
رحمه الله تعالى :"أصُول السّنة عندنَا
التَّمَسُّك بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء
بهم وَترك الْبدع وكل بِدعَة فَهِيَ ضَلَالَة"([25]).
7-
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
:"من عَدَل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئًا
في ذلك، بل مبتدعًا، وإن كان مجتهدًا مغفورًا له خطؤه"([26]).
8-
وقال الألباني رحمه الله تعالى
:"نحن مأمورون باتباع الكتاب والسّنة وما كان عليه الصحابة"([27]).
حمل الملف | |
File Size: | 341 kb |
File Type: |