حكم قول أقامها الله وأدامها
: بعد قول المؤذن في الإقامة
قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
حكم
قول أقامها الله وأدامها
بعد
قول المؤذن في الإقامة :
قد
قامت الصلاة قد قامت الصلاة
إعداد
أد.
أحمد بن عمر بازمول
قسم
الكتاب والسنة – جامعة أم القرى
مكة
المكرمة
لا
يشرع قول أقامها الله وأدامها
بعد
قول المؤذن : قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة؛
لأن
الحديث الوارد في ذلك ضعيف لا يثبت.
قال العلامة ابن
باز رحمه الله تعالى :"قول: أقامها الله وأدامها أو: اللهم
أقمها وأدمها. هذا لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه حديث ضعيف لا يصح، والسنة
أن يفعلوا بالإقامة مثل ما يفعلون بالأذان سواء بسواء إلا أن في الإقامة يقول: قد قامت
الصلاة، قد قامت الصلاة"([1]).
ولفظ الحديث : أَنَّ بِلَالًا أَخَذَ
فِي الْإِقَامَةِ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ: النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم :"أَقَامَهَا اللَّهُ وَأَدَامَهَا"([2]).
والحديث ضعفه جماعة من أهل
العلم :
1-
فقد أشار البيهقي إلى تضعيفه([3]).
2-
وقال
الحافظ النووي :"حديث ضعيف"([4]).
3-
وقال
الحافظ ابن حجر :"ضعيف"([5]).
4-
وقال
العلامة ابن باز رحمه الله تعالى :"حديث ضعيف لا يعتمد عليه"([6]).
5-
وقال
العلامة محمد ناصر الدين الألباني :"حديث ضعيف
اتفاقًا"([7]).
6-
وقال
العلامة محمد العثيمين رحمه الله تعالى :"ضعيف؛
لا تقوم به الحجة"([8]).
فإن قيل ماذا يقول السامع
للإقامة ؟
فالجواب : يقول مثل ما يقول
المقيم، قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى
:"قول بعض الناس: أقامها الله وأدامها. أو اللهم أقمها وأدمها. عند قوله: قد قامت
الصلاة. هذا لم يكن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما جاء في حديث ضعيف: أقامها
الله وأدامها. ولكن المستحب أن يقول: قد قامت الصلاة. مثل المؤذن سواء وأما كلمة: أقامها
الله وأدامها. فلم تحفظ ولم تثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، فالأولى تركها، وأن
يقول بدلها: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. مثل ما يقول المؤذن"([9]).
وقال العلامة
الألباني رحمه الله تعالى :"إجابة المقيم كإجابة المؤذن سواء
إلا أنه يقول مثل قول المقيم: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة لعموم قوله :"فقولوا
مثل ما يقول"([10]). هذا
هو الذي يقتضيه عموم هذا الحديث"([11]).
فإن قيل : الحديث ولو كان ضعيفًا
فيجوز أن يعمل به في فضائل الأعمال، وهذا القول من فضائل الأعمال([12]) ؟
فالجواب عنه كما قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى :"هذا الحديث
الضعيف معارض لعموم الحديث الصحيح :"فقولوا مثل ما يقول"([13]). فمثله
لا يجوز العمل به عند من يقول بجواز العمل بالحديث الضعيف ... والذي أعتقده وأدين الله
به أن الحق في هذه المسألة مع العلماء الذين ذهبوا إلى ترك العمل بالحديث الضعيف في
فضائل الأعمال وذلك لأمور:
أولا: أن الحديث الضعيف لا يفيد
إلا الظن اتفاقًا والعمل بالظن لا يجوز.
ثانيًا: أن النبي صلى الله عليه
وسلم أمرنا باجتناب الرواية عنه إلا ما علمنا صحته عنه؛ فإذا كان عليه الصلاة والسلام
ينهانا عن رواية ما لم يثبت عنه فمن باب أولى أن ينهى عن العمل به. وهذا بَيِّنٌ واضح.
ثالثًا: أن فيما ثبت عنه صلى
الله عليه وسلم غُنْية عما لم يثبت كما هو الأمر في هذه المسألة فإن هذا الحديث الصحيح
بعمومه يغني عن الحديث الضعيف"([14]).
وقال العلامة
محمد العثيمين رحمه الله تعالى :"الحديث الضعيف لا يعمل به
عند جماعة من العلماء، ولهذا فلا يقال: أقامها الله وأدامها لا بعد قوله: قد قامت الصلاة،
ولا بعد انتهائه من الإقامة"([15]).
وقال أيضًا رحمه
الله تعالى :"الحديث الضعيف لا يمكن أن يُثْبَت به حكم من
الأحكام، حتى عبارة (قد قامت الصلاة) لا نثبتها بالحديث الضعيف"([16]).
([7]) الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب (1/216).
وانظر : إرواء الغليل (1/258رقم241).
قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى
كما في فتاوى نور على الدرب (6/360) :"هو حديث ضعيف عند أهل العلم".
([10]) متفق عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:"إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ".
حمل الملف | |
File Size: | 505 kb |
File Type: |