عدم مشروعية قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
عَدَمُ مَشْرُوْعِيةِ
قَوْلِ صَدَقَ اللهُ الْعَظِيْمُ
بَعْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
أَعَدَّهُ
أد. أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ سَالِم بازْمُوْل
جَامِعَةُ
أُمِّ الْقُرَى – كُلِّيةِ الْدَّعْوَةِ وَأُصُولِ الْدِّيْنِ
قِسْمُ
الْكِتَابِ وَالْسُنَّةِِ
لا
يشرع قول صدق الله العظيم
بعد قراءة
القرآن
إذ
لا دليل عليه من الكتاب والسنة وفعل الصحابة رضي الله عنهم
قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم :"مَنْ
عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
وفي لفظ :"مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ
فَهُوَ رَدٌّ"([1]).
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله
عنه :"اتَّبِعُوا وَلَا تبتدعوا فَقَدْ
كُفِيتُمْ، وُكلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"([2]).
وقال الشافعي
رحمه الله تعالى :"مَنْ اسْتَحْسَنَ فَقَدْ شَرَّعَ"([3]).
قال عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ
رضي الله عنه: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم :"اقْرَأْ عَلَيَّ"، قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ :"نَعَمْ"
فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: âفَكَيْفَ
إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًاá، قَالَ
:"حَسْبُكَ الآنَ" فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ"([4]).
قال العلامة ابن
باز رحمه الله تعالى :"لم ينقل أحد من أهل العلم فيما
نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي:
حسبك"([5]).
وقال العلامة
محمد العثيمين رحمه الله تعالى :"دل هذا على أنه ليس من
هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا هدي أصحابه أن يقولوا عند انتهاء القراءة صدق
الله العظيم لا في الصلاة ولا خارج الصلاة"([6]).
وقالت اللجنة الدائمة :"قول
(صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة؛ لأنه لم يفعله النبي صلى
الله عليه وسلم، ولا الخلفاء الراشدون، ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم، ولا أئمة
السلف رحمهم الله، مع كثرة قراءتهم للقرآن، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه، فكان قول ذلك
والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة"([7]).
وقالت أيضًا :"اتخاذ
كلمة (صدق الله العظيم) ونحوها ختامًا لتلاوة القرآن بدعة؛ لأنه لم يثبت عن الرسول
صلى الله عليه وسلم أنه قالها عقب تلاوته القرآن، ولو كانت مشروعة ختامًا للتلاوة
لقالها عقبها"([8]).
وقال العلامة ابن
باز رحمه الله تعالى :"اعتياد الكثير من الناس أن
يقولوا: صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له، ولا
ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة
فينبغي ترك ذلك، وأن لا يعتاده لعدم الدليل.
وأما قوله تعالى: âقُلْ
صَدَقَ اللَّهُá
فليس في هذا الشأن، وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في
كتبه العظيمة من التوراة وغيرها، وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم
القرآن، ولكن ليس هذا دليلًا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد
قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتًا ولا معروفًا عن النبي صلى الله عليه
وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم"([9]).
وقال أيضًا رحمه
الله تعالى :"تركها أولى؛ لأنه لا دليل عليها، وما كان
النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها ولا الصحابة، وإذا فرغ من القراءة لا يحتاج أن
يقول: صدق الله، هذا ليس له أصل فيما نعلم"([10]).
وقال العلامة
الألباني رحمه الله تعالى :"لا أصل لهذا الذي اعتاده
القرّاء اليوم ... عبارة لم ترد مطلقًا في الشريعة أن يقال بمناسبة ما، صدق الله
العظيم وإنما هو كلام يمكن أن يقوله الإنسان بمناسبة أن يستشهد بآية في أثناء محاضرة
أو خطبة وما شابه ذلك فيقول ابتداءً أو انتهاءً يقول صدق الله العظيم فيما قال أو
إذ قال أو يتلو الآية ويقول صدق الله العظيم لا بأس من هذا بمناسبة ما شريط ألا
يتخذ ذلك عادة، فإذا كانت هذه الجملة ليس لها أصل في الشريعة مطلقًا وإنما هي
كالكلمة إذا وضعت في مكانها بمناسبة ما فلا بأس أما التزامها دائمًا وأبدًا فهي
بلا شك بدعة ضلالة وحكمها معروف في الحديث الصحيح كل ضلالة في النار"([11]).
وقال أيضًا رحمه
الله تعالى :"صدق الله العظيم هذا ما له أصل في السنة "([12]).
وقال العلامة
محمد العثيمين رحمه الله تعالى :"قول صدق الله العظيم
بعد قراءة القرآن لا أصل له من السنة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم وإنما حدث
أخيرًا ... وإذا لم يكن هناك دليل من الشرع كان ختم التلاوة به غير مشروع ولا
مسنون فلا يسن للإنسان عند انتهاء القرآن أن يقول صدق الله العظيم.
فإن قال قائل أليس الله يقول âقُلْ
صَدَقَ اللَّهُá
؟
فالجواب بلى قد قال الله ذلك
ونحن نقول ذلك لكن هل قال الله ورسوله إذا أنهيتم القراءة فقولوا صدق الله وقد صح
عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقرأ ولم ينقل عنه أنه كان يقول صدق الله
العظيم"([13]).
وقال أيضًا رحمه
الله تعالى :"ختم تلاوة القرآن بقول صدق الله العظيم
بدعة وذلك لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا
يختمون قراءتهم بقول صدق الله العظيم وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه
قال :"عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ
الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"([14]). وعلى
هذا فينبغي للقارئ إذا انتهى من قراءته أن ينهيها بآخر آية يتلوها بدون أن يضيف
إليها شيئًا"([15]).
وقال أيضًا رحمه
الله تعالى :"قول صدق الله العظيم بعد انتهاء التلاوة في
الصلاة أو في غيرها بدعة وذلك لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن
أصحابه أنهم كانوا إذا انتهوا من القراءة قالوا صدق الله ... لا يجوز أن نشرع من
العبادات ما لم يشرعه الله ورسوله فإن فعلنا ذلك كان بدعة وكل بدعة ضلالة وعلى هذا
فالقارئ إذا انتهى من قراءته يسكت ولا يقول صدق الله العظيم ولا غيرها لأن ذلك لم
يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم"([16]).
وقال أيضًا رحمه
الله تعالى :"وأما ختم القراءة بصدق الله العظيم فهذه لا
أصل لها من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من عمل سلف هذه الأمة وإنما هي
محدثة ولا ينبغي للإنسان أن يختم بها تلاوته"([17]).
وقال أيضًا رحمه
الله تعالى :"الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يختم
قراءته بقول: صدق الله العظيم، ومن المعلوم أن صدق الله العظيم ثناء على الله
تعالى بالصدق، فهو عبادة، والعبادة لا تكون مشروعة إلا حيث شرعها النبي صلى الله
عليه وسلم،وعلى هذا فنقول: لا ينبغي للقارئ أن يختم قراءة القرآن بقول: صدق الله
العظيم"([18]).
وقال أيضًا رحمه
الله تعالى :"تجد بعض الناس كلما قرأ وانتهى من القراءة
قال: صدق الله العظيم، هذه من المحدثات التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم، ولا في عهد أصحابه"([19]).

حمل الملف | |
File Size: | 483 kb |
File Type: |