تنبيهات على حديث أبي ذر وهو ثاني رجله
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
حول
حديث أبي ذر رضي الله عنه
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
أما
بعد : فقد أوردت حديث أَبِي عَيَّاشٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ
:"مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ
لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ
لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ
عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ
الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ
حَتَّى يُصْبِحَ".
حديث
صحيح أخرجه أبو داود في السنن (4/319رقم5077).
وصححه
الألباني في مشكاة المصابيح (2/740رقم2395).
فسئلت
هل الذكر يقال مرة واحدة أم عشر مرات ؟
فجوابًا
عليه أقول : نعم يقولها عشر مرات لأنه
وردت رواية عند الخرائطي في مكارم الأخلاق (281رقم863) بسند جيد بلفظ :"من قال
حين يصبح: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء
قدير عشر مرات ...".
فائدة : ورد الذكر أيضًا بقوله مائة
مرة :
فعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ :"مَنْ قَالَ: لَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ
رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ
لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ
أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ:
سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ
كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".
أخرجه
البخاري في الصحيح (4/126رقم3293)، ومسلم في الصحيح (4/2071رقم2691).
تنبيه :
أوردت
في مقالي السابق أن العلامة الألباني رحمه الله تعالى ضَعَّف لفظة "وهو ثان
رجله" بتفرد واضطراب شهر بن حوشب بها.
وكان
نقلي من الطبعة السابقة للسلسلة الصحيحة (1/180رقم114)
ثم
أوقفني أخي الشيخ أبو حسان سمير القيسي حفظه الله على زيادة في الطبعة الجديدة من
سلسلة الأحاديث الصحيحة تفيد تقوية هذه الزيادة!
حيث
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة (1/1/232رقم114)
:"ثم ثبت عندي القيد المذكور بمجيئه من حديث أبي أمامة وعبدالرحمن بن غنم،
ولذلك أوردتهما في صحيح الترغيب والترهيب (474و475)".
وجوابًا
على تقوية العلامة الألباني رحمه الله تعالى للقيد المذكور :
إن
القيد المذكور ضعيف لا يصح؛ لأنه من رواية شهر بن حوشب، قد اضطرب فيه. قال
الدارقطني في العلل (6/248) :"يشبه أن يكون الاضطراب فيه من شهر". وقال
الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/201) :"وقع في حديث أبي ذر تقييده بأن ذلك في
دبر صلاة الفجر قبل أن يتكلم لكن قال عشر مرات وفي سندهما شهر بن حوشب! وقد اختلف عليه
وفيه مقال".
كتبه
أد.
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الجمعة
3 ربيع الأول 1446هجري
حمل الملف | |
File Size: | 107 kb |
File Type: |