التنبيه على خطأ منتشر في مواقع التواصل أن هذا الدعاء المخترع مستجاب
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
التنبيه
على خطأ
منتشر
في مواقع التواصل
أن
هذا الدعاء المخترع مستجاب
إعداد
أد.
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
أستاذ
الحديث وعلومه - الدراسات العليا
جامعة
أم القرى
الأحد
4 رجب 1446هجري
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمدلله،
والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد :
فبعض الناس
يأتي بدعاء يجتهد به من تلقاء نفسه ثم يقول هذا الدعاء مستجاب، فمن أراد أن يستجاب
دعاؤه فليدع به !!!
وهذا لا يجوز
وهو من الأخطاء المنتشرة وذلك لأمور :
- منها
: أن القول بأن هذا الدعاء مستجاب أمر غيبي طريقه الوحي.
-
ومنها : أن
هذا الدعاء المخترع لا دليل عليه !!!
-
والعجيب
الغريب أنه ثبتت أذكار في السنة النبوية من قالها يستجاب له بإذن الله تعالى .
-
فكيف تترك
السنة الثابتة اليقينية لهذه الأدعية المخترعة !!!
-
ومنها : أن من
حَثَّ الناس على الإتيان بهذا الدعاء المخترع فقد استحسنه بلا دليل !!!
والقاعدة
عند العلماء أن من استحسن شيئًا فقد شرع.
قال
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما :"كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ
حَسَنَةً".
-
ومنها : أنه أمر محدث مبتدع والرسول ﷺ يقول
:"مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ". متفق
عليه .
-
ومنها : أن
الصحابة رضوان عليهم أمروا من جاء بعدهم بأن يتبعوا ما جاء به الرسول ﷺ ولا يزيدوا
على ما جاء به ﷺ قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :"اتَّبِعُوا،
وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ".
-
فإن قيل : كيف
استجيب لقائل هذه الأدعية المخترعة ؟
-
فالجواب : أنه
استجيب له لأمر آخر ليس لذات الدعاء المخترع قال ابن قيم
الجوزية في الداء والدواء (15) :"كَثِيرًا مَا تَجِدُ أَدْعِيَةً دَعَا بِهَا
قَوْمٌ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ، فَيَكُونُ قَدِ اقْتَرَنَ بِالدُّعَاءِ ضَرُورَةُ صَاحِبِهِ
وَإِقْبَالُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ حَسَنَةٌ تَقَدَّمَتْ مِنْهُ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ
إِجَابَةَ دَعْوَتِهِ شُكْرًا لِحَسَنَتِهِ، أَوْ صَادَفَ وَقْتَ إِجَابَةٍ، وَنَحْوُ
ذَلِكَ، فَأُجِيبَتْ دَعْوَتُهُ، فَيَظُنُّ الظَّانُّ أَنَّ السِّرَّ فِي لَفْظِ ذَلِكَ
الدُّعَاءِ فَيَأْخُذُهُ مُجَرَّدًا عَنْ تِلْكَ الْأُمُورِ الَّتِي قَارَنَتْهُ مِنْ
ذَلِكَ الدَّاعِي، وَهَذَا كَمَا إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلٌ دَوَاءً نَافِعًا فِي الْوَقْتِ
الَّذِي يَنْبَغِي اسْتِعْمَالُهُ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَنْبَغِي، فَانْتَفَعَ
بِهِ، فَظَنَّ غَيْرُهُ أَنَّ اسْتِعْمَالَ هَذَا الدَّوَاءِ بِمُجَرَّدِهِ كَافٍ فِي
حُصُولِ الْمَطْلُوبِ، كَانَ غَالِطًا.
وَهَذَا
مَوْضِعٌ يَغْلَطُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ".
تنبيه
: لا مانع أن يدعو المسلم أحيانًا بأدعية لم ترد في السنة النبوية بشروط منها أن
لا يلتزم بها ولا يستمر عليها، وأن لا يدعو الناس إليها، وأن لا يزعم بأن لها
فضلًا معينًا كاستجابة الدعاء؛ فهذا طريقه الوحي لا التجربة والمكاشفات.
حمل الملف | |
File Size: | 682 kb |
File Type: |