حديث موضوع مكذوب مشتهر في مواقع التواصل
في فضل شهر رمضان
مع الإجابة على خمسة أسئلة متعلقة بالحديث
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
حديث
موضوع مكذوب مشتهر في مواقع التواصل
في فضل شهر رمضان
مع الإجابة على خمسة أسئلة متعلقة بالحديث
عَنْ عُبَادَةَ
بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ يَوْمًا، وَحَضَرَ رَمَضَانُ
:"أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ , فِيهِ خَيْرٌ
يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا، وَيُسْتَحَبُّ
فِيهَا الدَّعْوَةُ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلَائِكَةٍ،
فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ
مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ".
أخرجه الشاشي
في المسند (3/150رقم1224)، الطبراني في المعجم الكبير (4/536رقم5716- جامع المسانيد)،
وفي مسند الشاميين (3/271رقم2238)، والخلال في المجالس العشرة الأمالي (64رقم66) عن محمد بن أبي قيس، عن عبادة بن نسي،
عن جنادة بن أبي آمنة، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
والحديث ضعفه جدًا الحافظ ابن حجر في حاشيته على مجمع
الزوائد (2/822 -عجالة الإملاء).
وقال الألباني
في ضعيف الترغيب والترهيب (1/299رقم592) :"موضوع".
وتغني عنه أحاديث كثيرة ثابتة في فضل شهر رمضان.
وقد
سئلت عدة اسئلة عن هذا الحديث :
- السؤال الأول : أن هناك من يقول بأنه صحيح !؟
الجواب : أن هذا القول غير صحيح فالحديث موضوع فيه محمد
المصلوب الشامي قال عنه الحافظ في تقريب التهذيب (480رقم5907) :"كذبوه وقال أحمد
بن صالح وضع أربعة آلاف حديث وقال أحمد قتله المنصور على الزندقة وصلبه",
- السؤال الثاني : أن المنذري قال في الترغيب والترهيب (1/300-الضعيف)
:"رواه الطبراني، ورواته ثقات؛ إلا أن محمد بن أبي قيس لا يحضرني فيه جرح ولا
تعديل".
الجواب : نعم قال المنذري ذلك وتعقبه الألباني في ضعيف الترغيب
والترهيب (1/300حاشية1) بقوله :"قلت: هو محمد بن سعيد الشامي الكذاب المصلوب في
الزندقة".
- السؤال الثالث : أن الهيثمي قال في مجمع الزوائد (3/142) :"رواه الطبراني
في الكبير، وفيه محمد بن أبي قيس؛ ولم أجد من ترجمه".
الجواب : تعقب الحافظُ ابنُ حجر؛ الهيثمي في حاشية نسخته بمجمع
الهيثمي أن محمدًا المذكور هو المصلوب، وهو محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشامي
روى له الترمذي وابن ماجه".
انظر : عجالة الإملاء للناجي (2/822).
- السؤال الرابع : أن الشيخ ابن باز رحمه الله ذكره ولم يضعفه كما في
مجموع فتاوى ابن باز (15/26)، وقال :"رواه الطبراني".
الجواب : أن سكوت العلامة ابن باز عن تضعيف الحديث ليس
تصحيحًا بل حتى عمل العالم بالحديث ليس تصحيحًا، بل حتى روايته بالإسناد ليس
تصحيحًا ما لم يصرح بأنه صحيح أو يشترط على نفسه أنه لا يذكر إلا أحاديث ثابتة كما
هو مقرر في علوم الحديث.
- السؤال الخامس : أن هناك من يقول بجواز ذكره في فضائل الأعمال على ضعفه
؟!!
والجواب : نعم قال ابن علان في الفتوحات الربانية على الأذكار
النواوية (7/245) :"يحتج به في المقام؛ لأنه من الفضائل".
ومراده في المقام أي فضائل رمضان !
لكن فاته رحمه الله أن من يُجَوِّزُ ذكر الحديث الضعيف في
فضائل الأعمال يشترط أن لا يكون الحديث شديد الضعف وهذا شديد الضعف جدًا؛ شر أنواع
الضعيف فهو مكذوب على رسول الله ﷺ !!!
كتبه
:
أد.
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

حمل الملف | |
File Size: | 475 kb |
File Type: |