استغلال العشر الأواخر في الطاعة
وعلامات ليلة القدر
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
استغلال
العشر الأواخر في الطاعة
وعلامات
ليلة القدر
إعداد
أد
. أحمد بن عمر بن سالم بازمول
بسم الله
الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله .
âيَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَá
âيَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا
اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبًاá.
âيَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ
لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاá.
إنَّ أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي
هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
الحرص على العمل الصالح في
العشر الأواخر :
يستحب للمسلم استغلال العشر الأواخر من
رمضان فعن عائشة رضي الله عنها قالت :"كان النبي ﷺ إذا دخل العشر شد مئزره
وأحيا ليله وأيقظ أهله".
وقالت رضي الله عنها :" كان رسول
الله ﷺ يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد
في غيره".
أي يكثر فيها من العبادة لما في العشر
الأواخر من فضل وما فيها من ليلة القدر
وعن علي رضي الله عنه قال:" إن
النبي ﷺ كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان"
أي ينامون قليلاً ثم يقومون للصلاة
والعبادة
ففي هذا الحديث أنه يستحب أن تحيا
ليالي العشر الأواخر من رمضان بالعبادات .
وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من
ليالي عشر ذي الحجة فإن فيها ليلة القدر وكان رسول الله ﷺ يجتهد في تلك الليالي
ما لا يجتهد في غيرها من الليالي.
تحري ليلة القدر :
وتتحرى ليلة القدر في أوتار العشر
الأواخر من رمضان قال ﷺ عن رمضان :" فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها
فقد حرم".
وقال ﷺ :" التمسوا ليلة القدر في
العشر الأواخر من رمضان في وتر".
علامات ليلة القدر الثابتة
في السنة :
ولليلة القدر علامات قد بينتها السنة
الصحيحة:
1-
فوقتها في أوتار العشر الأواخر .
2-
أن الشمس تطلع
في صبيحتها بلا شعاع ضعيفة حمراء حتى ترتفع ثم يأتي الشعاع بعد ارتفاعها فقد قال
أبي بن كعب أن رسول الله ﷺ أخبرهم بأمرتها : فأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة
يومها بيضاء لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع".
وفي
رواية بلفظ :" تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء".
3-
كثرة الملائكة ليلتها في الأرض قال ﷺ :"إن الملائكة تلك الليلة في
الأرض أكثر من عدد الحصى".
4-
أن ليلتها
مشرقة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم قال ﷺ :"ليلة القدر
ليلة بلجة ـ أي مشرقة ـ لا حارة ولا باردة
ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها".
وقال
ﷺ :" ليلة القدر ليلة سمحة طلقة ـ أي سهلة طيبة ـ لا حارة و لا باردة تصبح
الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء".
الدعاء المأثور ليلة القدر :
ويشرع للمسلم أن يقول الدعاء المأثور
الوارد في ليلة القدر فعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن
وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
ولا يزيد كلمة كريم لعدم ثبوتها في السنة ,
الحكمة من إخفاء ليلة القدر :
ليلة القدر أخفاها الله لحكمة أرادها
لأجل أن يجتهد المسلم في العشر الأواخر من ليالي رمضان طلباً لهذه الليلة فيكثر
عمله ويجمع بين كثرة العمل في سائر ليالي العشر الأواخر من رمضان مع مصادفة ليلة
القدر بفضائلها وكرائمها وثوابها فيكون جمع بين الحسنين .
فإن قيل:
جاء تحديدها بليلة سبع وعشرين قال ﷺ :"التمسوا ليلة القدر ليلة سبع و عشرين"
؟
فالجواب : أن
الرسول ﷺ ذكر أن ليلة غير محددة :
قال ﷺ :"إني أريت ليلة القدر ثم
أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر".
وقال ﷺ :" تحروا ليلة القدر في
السبع الأواخر".
وقال ﷺ :"تحروا ليلة القدر ليلة
ثلاث وعشرين".
وقال ﷺ :"اطلبوا ليلة القدر في
العشر الأواخر من رمضان".
فهذه الأحاديث أفادت أن ليلة القدر
متنقلة في أوتار العشر الأواخر .
تنبيه مهم :
إذا قال الناس في ليلة مضت بأنها ليلة
القدر فلا يعني هذا أن المسلم يهمل التماسها في بقية الليالي ويترك العبادة وإحياء
ليالي العشر؛ لأنه قد يظن أنها ليلة القدر وليست كذلك فتكون ليلة القدر لم تأت بعد
علامات لليلة القدر لا دليل
عليها :
هناك علامات لم تثبت في السنة فلا
ينبغي إثباتها ولا نفيها إلا بدليل: منها
أ-
أن ماء البحر
يكون عذبًا .
ب-
وأن الواحد
يرى النور فيها ساطعًا حتى في الأماكن المظلمة .
ت-
وأن الملائكة
تسلم على أهل المساجد .
ث-
وأنهم يرون
قناديل ومصابيح تنزل من السماء .
ج-
وأن السماء
تتشقق .
فهذه علامات لم يرد في السنة ما
يدل عليها فلا يجوز للمسلم أن يخوض في هذه الأمور بل يتركها ويسكت عنها.

حمل الملف | |
File Size: | 853 kb |
File Type: |