عاشوراء في السنة النبوية
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
عاشوراء
في السنة النبوية
عاشوراء
هو الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ.
عن أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها :"إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بصيام يوم عاشوراء يوم العاشر".
ومن
عظيم ثوابه أنه يكفر السنة الماضية فقد سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ؟ فَقَالَ
ﷺ :"يُكَفِّرُ السَّنَةَ
الْمَاضِيَةَ".
وتكفير
صوم عاشوراء للذنوب لا يدخل فيه حقوق الناس فلا بد من أدائها في الدنيا وإلا ففي
الآخرة بالحسنات والسيئات .
وصيام
عاشوراء مستحب، وليس بواجب قالت عائشة رضي الله عنها :"أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :"مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ
أَفْطَرَ".
وكان
عَبْدُاللَّهِ بن عمر لاَ يَصُومُهُ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ.
وهذا
يدل على استحباب صيام عاشوراء وعدم وجوبه، ولا ينكر على من أفطره
ومع
ذلك يحرص المسلم على صيامه، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال
َ:"مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ
ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ
عَاشُورَاءَ".
ومن
باب مخالفة أهل الكتاب شرع النبي ﷺ صيام اليوم التاسع قبله قال عَبْدُاللهِ بْنُ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ
بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :"فَإِذَا
كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ".
قَالَ:
فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ .
ثلاثة تنبيهات :
التنبيه الأول : بعض الناس يظن أن عاشوراء هو اليوم التاسع، وهذا خطأ، قال أهل العلم
: إِفْرَادُ اليوم التَّاسِعِ بالصيام مِنْ نَقْصِ فَهْمِ الْآثَارِ، وَهُوَ بَعِيدٌ
مِنَ الشَّرْعِ.
التنبيه الثاني : يشرع صيام عاشوراء ولو وافق يوم السبت؛ والنهي عن صيام السبت، محله
من أفرده بالصيام في غير ما شرع.
التنبيه الثالث : لم يشرع في يوم عاشوراء غير الصيام باتفاق علماء المسلمين فكل ما يفعل
فيه غير ذلك بنية التقرب إلى الله هو من البدع المحدثة في الدين لم يشرعها رسول
الله ﷺ ولم يستحبها أحد من السلف الصالح .
أعده
أد. أحمد بن عمر بن سالم بازمول
| حمل الملف |