10 سلسلة احذر أيها السلفي
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
احذر أيها السلفي :
أن تتعامل مع العلماء أو غيرهم
معاملة الحاكم فالسلطة خاصة بولي الأمر الشرعي
قال تعالى âيَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْá. (النساء:59).
وقال صلى الله
عليه وسلم :"اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا
ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم"([1]).
والمراد بأولي
الأمر هم الأمراء، قال أبو هريرة رضي الله عنه في قوله âوَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْá :"هم الأمراء منكم"([2]).
وقد رجح
الشافعي أنهم الأمراء، واحتج له بأن قريشًا كانوا لا يعرفون الإمارة ولا ينقادون
إلى أمير فأمروا بالطاعة لمن ولي الأمر([3]).
وقال ابن جرير
:"أولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: هم الأمراء والولاة, لصحة الأخبار
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان طاعة
وللمسلمين مصلحة"([4]).
وقال النووي :" المراد بأولي الأمر من
أوجب الله طاعته من الولاة والأمراء هذا قول جماهير السلف والخلف من المفسرين
والفقهاء وغيرهم" ([5]) .
وهذا ما تدل
عليه الأحاديث من ذلك :
-
قول النبي صلى
الله عليه وسلم :"كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ
رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"([6]).
فقسم رسول
الله صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم إلى : راعٍ، ورعية. والعلماء من الرعية.
-
وقول النبي
صلى الله عليه وسلم :"مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ،
فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُوَ بِهِ،
فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ"([7]).
فالعالم ينصح
للسلطان، ولا سلطة له عليه، وبنصيحته برئت ذمته.
-
وقول النبي
صلى الله عليه وسلم :"لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال"([8]).
فالأمير هو
الحاكم، والمأمور هو مأذون له من الحاكم، والمختال هو المتكبر الذي يتصدر دون إذن
الحاكم.
قال عبيد الله
المباركفوري :"في الحديث الزجر عن الوعظ بغير إذن الإمام؛ لأنه أعرف بمصالح
الرعية، فمن رأى فيه حسن العقيدة وصدق الحال يأذن له أن يعظ الناس وإلا فلا"([9]).
-
وقول النبي r :" من أتاكم وأمركم
جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من
كان"([10]).
فتأمل قوله
صلى الله عليه وسلم :"على رجل واحد". وهو ولي الأمر.
وقد تتابعت
كلمات العلماء في ذلك :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"النبي صلى
الله عليه وسلم أمر بطاعة الأئمة الموجودين المعلومين الذين لهم سلطان يقدرون به
على سياسة الناس لا بطاعة معدوم ولا مجهول، ولا من ليس له سلطان، ولا قدرة على شيء
أصلًا، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتماع، والائتلاف، ونهى عن الفرقة،
والاختلاف، ولم يأمر بطاعة الأئمة مطلقًا، بل أمر بطاعتهم في طاعة الله دون معصيته"([11]).
وقال
الشيخ صالح الفوزان :"لا يجوز لأحد أن ينصب نفسه مرجعاً للناس دون ولي الأمر؛
لأن هذا من مباديء الخروج على ولي الأمر "([12]).
وقال الشيخ محمد العنجري :"إنَّ السلطة لولي
الأمر فقط ! لا للشعب ولا للأغلبية ولا لأهل الحل والعقد ولا
للعالم ولا لطالب علم ولا لجاهل إنما السلطة للسلطان وهو ولي الأمر الشرعي"
.
وقد
اعتبر العلماء أن التقدم على ولي الأمر، والتدخل في شؤونه بغير إذنه، وما يختصه به
من التجرؤ والافتيات عليه، وأنه :"
معصية ومشاقة لله ورسوله ومخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة السلف الصالح" ([13]).
وكذا التدخل في أمور المسلمين، وكذا تأمير بعض
الشباب في بعض المناطق داخليًا أو خارجيًا، وكذا الاشتغال بالناس وتجميع الكراتين
والملفات ضدهم، وتهديدهم، وإجبارهم على الانصياع لهم داخليًا أو خارجيًا : كل هذا
مخالف لمنهج السلف الصالح، مشابه لمنهج الخوارج إن لم يكن هو ، هو .
فاحذر أيها السني ذا النهج الواضح : أن تعامل
العالم معاملة الحاكم؛ فإن هذا مخالف للكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة رضي الله
عنهم.
حمل الملف | |
File Size: | 801 kb |
File Type: |