صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي | الحلقة الثالثة عشرة
لفضيلة الشيخ أ د أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي - بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ"منهج السلف الصالح".
وقد سبق في الحلقة الثانية عشرة مناقشة الحلبي في دفاعه المستميت عن جمعية إحياء التراث الإسلامي .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من دفاع الحلبي عن جمعية إحياء التراث الإسلامي !
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يدافع فيه عن جمعية إحياء التراث الإسلامي :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص40) ( انْتَقَدْتُ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة) -عِنْدَ بَعْضِ رُؤُوسِها، وَكِبَارِ أَفْرَادِهَا - مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً- ثَلاَثَةَ انْتِقَادَاتٍ كُبْرَى:
أَوَّلها: انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي واستغراقهم فيه.
وَثَانِيهَا: بعض المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم -وَقَد اعْتَرَفَ بِهَا كَبِيرٌ مِنْ كُبَرَائِهِم أَمَامِي-.
وَثَالِثُها: عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! نازعاً منزع التكفير! وَهُمْ يَعْرِفُون-!! ) انتهى
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته.
وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم ) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي انتقد هذه الانتقادات عليهم قبل عشرين سنة ! فكيف حالهم اليوم والبدعة تجر أختها، فأصحاب حلق الذكر في المساجد الذين أنكر عليهم ابن مسعود قاتلوا الصحابة يوم النهروان، قال البربهاري في شرح السنة (61رقم7) : واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً " انتهى فقل لي بربك كيف حالهم الآن ! وهم لم يرجعوا ويتوبوا ولا هم يذكرون .
2- وقول الحلبي (انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي واستغراقهم فيه) انتهى
فيه تلبيس؛ لأن حقيقة انشغالهم بالسياسة هو دخولهم في البرلمانات التي يبدعها العلماء السلفيون ومنهم الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني، ويراها بدعة ضلالة، كما سبق النقل عنه في ( الحلقة الثانية عشرة ) .
وهذا وحده عند أولي العلم والورع كافٍ في تبديع هؤلاء فكيف إذا انضم إليها أمور أخرى !
3- قول الحلبي (وثانيها: بعض المسالك الحزبية) في النسخة المتداولة القديمة (وَثَانِيهَا: المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم). وقال الحلبي في جلسة (69-تنبيه الفطين) : (عندهم ممارسات وسلوكيات حزبية ) انتهى .
فلا أدري لماذا غَيَّر الحلبي كلامه الأول الذي يصدق نوعاً ما على جمعية إحياء التراث بخلاف كلامه الآخر الذي لا يصدق على الجمعية؛ فليست مسالك القائمين على الجمعية قليلة بل الغالب إن لم يكن الكل.
وليست القضية عندهم أنها مجرد مسالك وممارسات كما يصورها الحلبي تدليساً وتلبيساً بل القضية أنهم حزبيون ضالون منحرفون عن منهج السلف الصالح المحقق للمصالح والمطوح للمفاسد والقبائح.
ومن حزبيتهم ما عندهم الأمارة والبيعة والتحزب والولاء والبراء للحزب وهي أمور عدَّها أهل العلم من البدع والضلالات، بل الحلبي نفسه يعترف في منهجه بأنه كتب في ردها ونقدها إذ يقول الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص45) (مَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ الحِزْبِيّ المبني على الولاء والبراء مَعْرُوف. وَقَدْ كَتَبْتُ رِسَالَة «البَيْعَةِ بَيْنَ السُّنَّة وَالبِدْعَة- عِنْدَ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّة-» قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْن! ومثلها بعدها بيسير كتابي : الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي). انتهى
فلماذا يخالف قول الحلبي فعله ! ألازالت المصالح المرعية (الشخصية) قائمة عنده !
4- وقول الحلبي (عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! نازعاً منزع التكفير! وَهُمْ يَعْرِفُون-!! )
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته.
وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم ) انتهى .
الحلبي يعترف بأمرين :
الأول : أن عبد الرحمن عبد الخالق منهجه تكفيري.
والثاني : أن جمعية إحياء التراث، لم تتبرأ من هذا التكفيري المنسوب إليها .
إلا أن الحلبي لبَّس بقوله في عبد الرحمن عبدالخالق (من رؤوسهم السابقين) أي أن هذا التكفيري لا دخل له في الجمعية ولا يعمل معها !!
وإنما جعله من السابقين حتى لا تدان الجمعية به، ولا حتى لا يدان من يزكيها ويدافع عنها مع علمه بحالها !!
وهذا فيه تلبيس وتضليل؛ لأنه خلاف الحقيقة والواقع؛ فالمعروف أن عبد الرحمن عبد الخالق لا زال مع هذه الجمعية يديرها ويؤمر وينهى بل هو الأب الروحي لهذه الجمعية وله اتخاذ القرارات وقد شارك معهم في مؤتمراتهم وندواتهم ؟ ومن أواخرها مشاركة عبد الرحمن عبد الخالق في ندوة عامة بعنوان ( مأساة غزة محنة ومنحة ) وكانت هذه الندوة بتاريخ الخامس عشر من شهر الله المحرم عام ثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية كما أعلنته جريدة الوطن الكويتية في التاريخ السابق . أي في هذه السنة، وبعد صدور كتاب الحلبي الذي ذكر فيه أن عبد الرحمن عبد الخالق من رؤوسهم السابقين ! فأي تلبيس وتدليس تقع فيه يا حلبي دفاعاً عنهم .
وقد بَيَّن أهل العلم كذب ادعاء عدم علاقة عبد الرحمن عبد الخالق بجمعية إحياء التراث الإسلامي . وإليك أخي القارئ كلام الشيخ عبيد الجابري والشيخ أحمد السبيعي الكويتي في كشف حقيقة هذا الكذب :
فقد سئل الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى كما في لقاء مع الشيخ عبيد الجابري في دورة الحفر : قضية عبد الرحمن بنعبد الخالق فالرجل نحن نتفق معكم في خطأه لكن الأخوة في إدارة الجمعية فعلوا شيئاً جميلاً وكبيراً و هو تهميش عبد الرحمن بن عبد الخالق؟
فأجاب حفظه الله تعالى : هذا ليس بصحيح إلا أمامك بل هو القائم على اللجنة الشرعية وعندي على ذلك مستند ولكنهم أحياناً جميعالجماعات الدعوية الحديثة - وهي كلها منحرفة - عندهم مناورة تكتيك في العمل يظهرونأشياء ويبطنون خلافها فعبد الرحمن بن عبد الخالق القطبي هو قطبي محترق أنا عنديعليه وثائق هو إحدى البوابتين لإحياء التراث! وإحياءالتراث لها بوابتان:
إحداهما عبد الله السبت .
والآخر عبد الرحمن بنعبد الخالق .
فمن خرج عن طريق السبت دخل عن طريق ابن عبد الخالق !
ومن خرج عن طريق ابنعبد الخالق دخل عن طريق السبت !!
مناورات، لكني أنا أنصحكم إن كان لكم بهم حاجة أنتُفاصلوا هذه الجمعية وأن لا تنتموا إلى أحد !
كونوا سلفيين اجتمعوا مع إخوانكمالسلفيين الصافيين من التحزب ... انتهى
وقال الشيخ أحمد السبيعي الكويتي حفظه الله تعالى في ( الدفاع عن الشيخ محمد العنجري – وفقه الله – وبيان بعض حقيقة نزاعنا مع ( التراث ) جماعة الأستاذ عبدالخالق ) : هنا مسألة فشا الضرر على طلابالعلم فيها بدعوى لا تثبت عند التحقيق، رفعها سياسياً بعض منسوبي التراث خاصة خارج الكويت، ألا وهي مسألة إقصاء عبد الرحمن عبد الخالق وإبعاده من التراث .
والذي يظهر لي أن هذه الدعوى قد زال الحماس لها بعد موت الأئمة الذين يحسب لهم ألف حساب ، و قد بدت تباشير الاعتداد بعبد الخالق والمدافعة عنه يعلن بها هنا وهناك،وقد حدثني من أثق به أنه ذهب إلى عبد الخالق نفسه فقال له : أنت أخرجت من الجمعيةفضحك، و قد رأيته بعيني في داخل الجمعية في مكتبته وقد حدثني أيضاً من أثق بهأنهم سألوا رئيس الجمعية عن استضافة عبد الخالق فقال : إن الأمر يرجع إلى المنطقة.
وهب أن بدن عبد الخالق قد أخرج من هذه الجمعية ، فماذا عن اعتقاده ومذاهبه وأقواله التي امتزجت بقلوب الأجيال وتربى عليها منسوبي الجمعية ؟
فكيف بمسؤوليةالملايين من نسخ كتيباته التي بثت في مشارق الأرض ومغاربها على عين ورعاية هذهالجمعية ؟
كيف بالمذهب والمنهج الذي اختطه عبد الخالق و سارت عليه الجمعية حذوالقذة بالقذة ؟
هل كل ذلك يسقط بدعوى لا يشفع معها ولا حتى قرطاس واحد فيه الإعلان بالبراءة من مذهب عبد الخالق - ومن على شاكلته - ؟ " انتهى .
ثم هل وجود عبد الرحمن عبدالخالق هو المشكلة الوحيدة أم أن هناك مخالفات كباراً، مثل الفكر التكفيري والحزبية والأمارة والبيعة والبرلمانات وغيرها من الضلالات التي أصلها عبدالرحمن عبدالخالق في فكرهم وخطة سيرهم في الدعوة.
5- ثم هذه الانتقادات يا حلبي وحدها تكفي للطعن في جمعية إحياء التراث، ولرد مسالكها الغوية وعدم الدفاع عنها . فكيف تنتقد من حذر منها وبَيَّن حالها؛ نصحاً للمسلمين . وكيف تكون في صف المدافعين عنها وهي على هذا المنهج المنحرف باعترافك من أكثر من عشرين سنة . يا هذا اتق الله في نفسك وفي السلفية وفي السلفيين.
وقول الحلبي في التعليق (سمعت عدداً من فضلائهم)
أعجب جداً من أدبه وليونته مع المخالفين باعترافه، وسوء أدبه وبذاءة لسانه مع السلفيين الذي يدعي موافقتهم في المنهج!!
وقول الحلبي في التعليق ( فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته)
هذا الإنكار منهم يلزم القائمين على جمعية إحياء التراث الإسلامي أن يحذروا منه ومن كتبه ومنهجه وأن يبدعوه ويضللوه وإلا ألحقوا به كما هو منهج السلف الصالح، كما في ( الحلقة السابعة ) فالمنهج التكفيري منهج خطير؛ فأين "صيحة نذير" وأين "التحذير من فتنة التكفير" أم أنك صرت لمصالحك لا في العير ولا في النفير .
ولكن معلوم أن هذا منهم جرياً على قاعدتهم المخالفة لمنهج السلف في التعامل مع أهل البدع (( نصحح ولا نجرح )) والتي يطبقها الحلبي والتراثيون .
وقول الحلبي ( وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم )
سبحان الله هل القائمون على هذه الجمعية تبرؤوا من عبد الرحمن عبد الخالق فعلياً وفي الخفاء !
وكيف جعلوه على رأس الإفتاء !
ما هذا التلبيس وما هذا التدليس !
وهل اجتهادهم الخاص يعذرون فيه لمخالفة منهج السلف الصالح ؟
وهل هم أهل للاجتهاد ؟
ألست القائل أيها الحلبي في جلسة كما في (69-تنبيه الفطين) عن موقفهم من عبدالرحمن عبدالخالق : " هم يقرون بهذا لكن كأنهم يستصعبون إظهار هذه المفارقة ... وهذا الاستصعاب خطأ، أنا أقول يجب أن يفاصلوا لكن قد يعرفون أكثر مما نعرف " انتهى .
أقول : سبحان الله ما هذا التناقض والتلاعب بالقضية ! موقفهم خطأ ويجب أن يفاصلوا هذا الرجل ثم لهم عذر ما هو العذر الاستصعاب وأنت تراه خطأ ثم تعود وتعتذر عن ما تراه خطأ ...
ولو فتح هذا الباب والتأويلات الفاسدة لرد الحق وضاع وانتشر الباطل وذاع !
ثانياً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص41) (وَهَذِهِ فُرْصَةٌ أُكَرِّرُ فِيهَا نُصْحِي لِهَؤُلاءِ الإِخْوَةِ -رُغْمَ مُخَالَفَتِي لَهُم- بِلُزُومِ التَّبَرُّؤِ مِنْ هَذا الرَّأْس؛ لِمَا يَنْتُجُ مِنْ عَدَمِ التَّبَرُّؤِ -مِنْهُ- مِنْ شَدِيدِ البلاء والبَأْس!!
فضلاً عن المُلاحظات الأخرى التي فَتَحَتْ عليهم أبوابَ شرٍّ كثيرة -عافانا اللهُ وإيَّاهُم مِنها-؛ هم -لِدَعْوَتِهِم- في غِنىً عنها.
... لعلهم يستجيبون ويتجاوبون! وليس ذلك ببعيد عنهم جزاهم الله خيراً فقد رأينا منهم بعض التجاوب عياناً زادهم الله توفيقاً .
وَلِلشَّيْخ مُقْبِل بِن هَادِي -رحمهُ اللهُ- فِي «قَمْعِ المُعَانِد» (ص149-153) رِسَالَةُ مُناصَحَة لهذه (الجَمْعِيَّة)-نَفْسِهَا- تَضَمَّنَت نَقْدَ (عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الخَالِق)!).
أقول مستعيناً بالله تعالى:
1- الحلبي يترفق كثيراً مع من يخالفهم بخلاف من يوافقهم فيما يزعم من السلفيين، فله معهم أسلوب شديد، غير سديد.
2- هل مخالفات جمعية التراث يسيرة أم شديدة ومستنكرة ؟ ظاهر كلام الحلبي أنها يسيرة لأنها ليست هي شر، ولكنها فتحت أبواب شر . وهذا خلاف الواقع كما سبق بيانه من كلام أهل العلم في هذه الجمعية .
3- ويلزم أتباع جمعية إحياء التراث التبرؤ من عبدالرحمن عبد الخالق قولاً وفعلاً، أما أن يتبرؤوا قولاً ويتعاملون معه فهذا لا ينفع بل هذا تلاعب ومراعاة للخلق لا للحق.
4- وما أظنك يا حلبي صادقاً في دعوة جمعية إحياء التراث إلى التبرؤ من عبدالرحمن عبدالخالق؛ لأنك تتولى من هو شر من عبدالرحمن، وتدافع عنهم !
5- هذا التجاوب الذي رأيته لا يخرجهم عن تضليل العلماء لهم وتبديعهم لهم، لأنه من باب ذر الرماد على العيون، فمنهجهم هو : هو ، ومحاربتهم للسلفيين هي: هي! فأي تجاوب تزعم أيها الحلبي .
6- ثم قولك (رأينا منهم بعض التجاوب)
هل كان السلف يتعاملون مع المخالفين للحق ببعض تجاوبهم أم كانوا يطالبونهم بالرجوع عن باطلهم كلياً ؟!
ثم أين هو هذا التجاوب المزعوم ولو في نصف ورقة ؟!!
7- ثم هؤلاء يرون أن ما هم عليه هو حق وأن غيرهم على الباطل ! فأي تجاوب تريد منهم يا حلبي ! كفاك تلاعباً بعقول الناس ومشاركة لمن يحاول الضحك على أهل الحق بمثل هذه التلبيسات !!!
8- ومن تلبيسك يا حلبي أنك نقلت أن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى نصح هذه الجمعية في تعاملها مع عبد الرحمن عبد الخالق ! وكأنه هو فقط نقطة الخلاف بين السلفيين والجمعية ! بينما الحقيقة أن عبد الرحمن عبدالخالق هو أحد نقاط الخلاف الكبيرة ولكن هناك نقاط أخرى منتقدة على الجمعية تدل على وقوعهم في الباطل .
9- ثم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى يبدعهم ويضلل ويحرم التعامل معهم ويحذر منهم . وقد سبق نقل شيءٍ من كلامه في الحلقة الثانية عشرة .
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص41-42) ( وَمَعَ هَذِهِ الانْتِقَادَات -جَمِيعاً- إِلاَّ أَنِّي لاَ أَرَى مُعادَاتَها، وَلاَ وَمُخاصَمَتَهَا..وَلاَ أُقِرُّ -البَتَّةَ- ادِّعَاءَ أَنَّها (قُطْبِيَّة)، أَوْ (تَكْفِيرِيَّة)! -بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهم - على عَكْس ذَلِك-.
وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} .
وَحَالِي مَعَهُم -وَمَعَ مَشَايِخِهِم- مَعَ الفَارِق!- كَمَا قَالَ أَحْمَدُ فِي إِسْحَاقَ بن رَاهويه: «لَمْ يَعْبُر الجِسْرَ -مِنْ خُرَاسَان- مِثْلُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهويه - وَإِنْ كَانَ يُخالِفُنا فِي أَشْيَاءَ -؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَل يُخالِفُ بَعْضُهُم بَعْضاً» كما في سير أعلام النبلاء (11/371) .
ومثله معهم ومع مشايخهم أيضاً مع الفارق ما قاله الإمام يونس الصدفي رحمه الله :" ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال :" يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة" كما في سير أعلام النبلاء (10/16).
وقال عقبها :" هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون".
وعلق الحلبي في الحاشية بقوله (بل قد يكون الأمر أحياناً أعظم من ذلك فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/229) إلى بعض المسائل العلمية العقدية والمسائل العملية ثم قال : " وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية..."
وقال أيضاً في (19/123) منه : وتنازعوا أي الصحابة في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة ... " انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي مع اعترافه بوقوع الجمعية في مخالفة الحق في مسائل كبار إلا أنه لا يرى معاداتها ومخاصمتها !!! بينما الحلبي يشن هجوماً شرساً قذراً على بعض المشايخ السلفيين الذين كشفوا عواره ومخالفته للحق، ويطعن في هؤلاء المشايخ في مجالسه الخاصة ليس بين شباب بلده بل حتى في أمريكا وأوربا وغيرها .
2- لكن فات الحلبي أمر مهم أن هذه القضايا لا دخل فيها للرأي والاجتهاد، فمن خالف منهج السلف الصالح فحكمه عند السلف الهجر والتبديع بعد النصيحة والبيان .
3- ولم يكتفِ الحلبي بعدم المعاداة والمخاصمة حتى نفى رميها بالقطبية والتكفيرية، بل أثبت لها خلاف ذلك بقوله ( بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهم - على عَكْس ذَلِك-.)
وفي النسخة المتداولة القديمة (بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهُم -بِالجُمْلَةِ- عَكْس ذَلِك.).
فلا أدري لماذا حذف الحلبي كلمة (بالجملة) التي تفيد أنهم وقعوا في شيء من منهج التكفير والقطبية !!!
ولا شك أن هذا القول منه إن كان مع علمه بحال جمعية إحياء التراث، يدل على خطورة حال الحلبي؛ لأنه يوافقهم فيما هم عليه من ضلال ويراه حقاً .
وإن كان مع جهله بحقيقة أمرهم فما كان ينبغي له التكلم في مسألة لم يحط بها علماً، وقد أحسن من انتهى إلى ما قد علم، وقد أساء من تكلم فيما لا يعلم وظلم.
4- وهذا الكلام من الحلبي فيه سوء أدب، وعدم لزوم منهج السلف الصالح ولا القواعد العلمية من عدة جهات :
الأولى : أنه بهذا الموقف – وبعد معرفته بحالهم ومنهجهم الفاسد واطلاعه عليه من أكثر من عشرين سنة – وعلمه باستمرارهم في ما هم عليه ! بل يزدادون بُعداً عن منهج السلف وتفريقاً بين السلفيين في العالم مع كل هذا هو يخالف من ينتقدها بحق ونصح من أهل العلم وخاصة من بلديهم الذين سبروا حالهم فجاء الحلبي ليضرب بقولهم عرض الحائط، ولم يعتبره أصلاً !
خالف جماعات من أهل العلم وجملة منهم من بلديهم أو من سار معهم فترة من الزمان خابراً لحالهم، فجاء الحلبي بكل صلافة فضرب بقولهم عرض الحائط، ولم يعتبره أصلاً .
الثانية : جعل الحلبي أهل العلم الذين خالفوا وردوا على جمعية إحياء التراث ظالمين لهم وأنهم فعلوا ذلك لهوى نفسهم .بقوله ( وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه ).
وما أبعد الحلبي عما ادعاه .
الثالثة : أن الحلبي تقدم بين يدي العلماء الكبار ومنهم العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - فلم يحترم كلمتهم وتوجيهاتهم ونصائحهم.
الرابعة : قول الحلبي (لا أرى) أقول : رأي الجماعة - الذين خبروا حال إحياء التراث - أحب إلينا من رأي الواحد الثقة. فكيف إذا كان مثلك ممن هو معروفة حاله ومواقفه التي ليس فيها نصرة للحق، بل خذلانه ونصرة أهل الباطل !!!
الخامسة : كيف تقول إنك على يقين وعندهم البيعة والحزبية والأمارة وأنت تضلل من وقع في هذه الأمور فأي ثقة في يقينك أيها الحلبي.
5- والحلبي لبس باستدلاله بكلام الإمام أحمد والإمام يونس الصدفي، فكلامهما في الاختلاف في المسائل الاجتهادية الفرعية التي لا نص فيها، وليس كلامهما في الاختلاف في الأصول والمنهج ولا في اختلاف الحق مع الباطل.
6- وقد أشار الذهبي بقوله (فما زال النظراء يختلفون) إلى أن الاختلاف سببه : الاجتهاد في المسألة لعدم الوقوف على الدليل أو لسبب آخر - كما ذكره ابن تيمية في رفع الملام - مع طلبهم للحق بلا هوى .
7- ويؤكده أن الإمام الشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه ويونس الصدفي كلهم أئمة في السنة والعلم .
8- ومما يبطل كلامك يا حلبي موقف هؤلاء الأئمة ممن خالفوا الحق، فقد سأل أَبُو دَاوُد الإمامَ أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ : أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ ؟
فقَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ".أخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/160).
وقال الحميدي ذكر الشافعي حديثاً. فقال له رجل: تأخذ به يا أبا عبد الله ؟
فقال : أفي الكنيسة أنا أو ترى على وسطي زناراً نعم أقول به وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت به " .
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وغيره .
وقال البيهقي في مناقب الشافعي (1/469) : كان الشافعي رضي الله عنه شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرتهم " انتهى .
فأين ما تدعيه أيها الحلبي من التسوية بين أهل الحق والباطل .
ثم يقال للحلبي : أرأيت لو خالف أحدٌ (أحمد أو إسحاق أو يونس أو الشافعي) الحق معانداً أتكون مواقفهم منه مثل مواقفك أيها الحلبي وأمثالك من التمييع والمداهنات والدفاع عنه بالباطل؟
إن قلت : نعم ! فقد طعنت فيهم .
وإن قلت : لا ؛ فقد رددت على نفسك .
9- ولبس الحلبي إذ أوهم أن موقف السلف مع من خالف الحق، المصافاة والليونة والتمييع بينما كان موقف السلف مع من خالف الحق شديداً، وقد سبق تقريره كما في (الحلقة السابعة) .
10- وأساء الحلبي الأدب في مقارنته بين حاله وحال أولئك الأئمة : ففرق بينهم وبين جمعية إحياء التراث والحلبي فأولئك من أئمة السنة وأعلام الهدى أما الحلبي فمخالف للسنة ومنهج السلف الصالح وجمعية إحياء التراث فهي على ضلال بل ومحاربة لمنهج السلف .
11- ثم ما هذا الرفق واللين مع المخالفين للحق! والشدة والعنف على أهل الحق .
12- وأما قول الحلبي (بل قد يكون الأمر أحياناً أعظم من ذلك فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/229) إلى بعض المسائل العلمية العقدية والمسائل العملية ثم قال : " وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية ..."
وقال أيضاً في (19/123) منه : وتنازعوا - أي الصحابة - في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحى وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة ... " انتهى
أقول : هذا من تلبيس الحلبي وتدليسه عامله الله بما يستحق .
فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية الأول في اختلاف السلف في المسائل العملية والعلمية مع طلبهم للحق، وحرصهم عليه لا لهوى ، ولا لبدعة وضلالة، لكن من خالف الحق ممن بعد الصحابة وقامت عليه الحجة فإنه يوصف بما يستحقه، من غير تمييع ولا تضييع.
ويدل عليه قوله قبل هذا الكلام في نفس الصحيفة التي نقل منها ما يريد :هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك منى أنى من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية"
ولكن الحلبي من تدليسه لم ينقل كلام شيخ الإسلام الذي يبطل عليه استدلاله، وقد أحال على الجزء التاسع عشر بينما كلام شيخ الإسلام في الجزء الثالث من الفتاوى من نفس الصحيفة !!!
ثم هذه جزئيات فليس الخلاف بينهم في عذاب القبر، وليس الخلاف بينهم في رؤية الله في الدار الآخرة .
أرأيت أيها الحلبي لو كان الخلاف بينهم على هذا الوجه الأصولي أيتساهل فيه الصحابة أو شيخ الإسلام أو أحد من أئمة السنة .
ثم أليس لشيخ الإسلام ابن تيمية عشرات المجلدات في الرد على أهل الأهواء!
أليست حياته كلها جهاداً لأهل البدع ويرى أنه لا يسعه السكوت عنها وعنهم!
أتريد أن يترك أهل السنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليكونوا كمن قال الله فيهم{ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } .
فيا لها من محنة ! ويا له من بلاء من أناس يزعمون أنهم سلفيون وهذا حالهم !
وأما كلام شيخ الإسلام الثاني فهو في مقام الكلام عن المسائل الاجتهادية التي تنازع فيها الصحابة رضوان الله عليهم واتفقوا على عدم تضليل المخالف، حيث قال رحمه الله تعالى (19/122-124) : " وأما ما يشبه ذلك – أي تنوع شرائع الأنبياء - من وجه دون وجه فهو ما تنازعوا فيه مما اقروا عليه وساغ لهم العمل به من اجتهاد العلماء والمشايخ والأمراء والملوك كاجتهاد الصحابة في قطع اللينة وتركها واجتهادهم في صلا ة العصر لما بعثهم النبي إلى بني قريظة وأمرهم أن لا يصلوا العصر إلا في بني قريظة فصلى قوم في الطريق في الوقت وقالوا إنما أراد التعجل لا تفويت الصلاة وأخرها قوم إلى أن وصلوا وصلوها بعد الوقت تمسكا بظاهر لفظ العموم فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدة من الطائفتين وقال : " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " .
وقد اتفق الصحابة في مسائل تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم كمسائل في العبادات والمناكح والمواريث والعطاء .... وهم الأئمة الذين ثبت بالنصوص أنهم لا يجتمعون على باطل ولا ضلالة ودل الكتاب والسنة على وجوب متابعتهم
وتنازعوا في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة
وهذه المسائل منها ما أحد القولين خطأ قطعاً ومنها ما المصيب في نفس الأمر واحد عند الجمهور إتباع السلف والآخر مؤدٍ لما وجب عليه بحسب قوة إدراكه ... فهذا النوع يشبه النوع الأول من وجه دون وجه أما وجه المخالفة فلأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن الإقرار على الخطأ بخلاف الواحد من العلماء والأمراء فانه ليس معصوما من ذلك ولهذا يسوغ بل يجب أن نبين الحق الذي يجب إتباعه وإن كان فيه بيان خطأ من أخطأ من العلماء والأمراء وأما الأنبياء فلا يبين أحدهما ما يظهر به خطأ الآخر وأما المشابهة فلأن كلا مأمور بإتباع ما بان له من الحق بالدليل الشرعي كأمر النبي بإتباع ما أوحي إليه .
وليس لأحدهما أن يوجب على الآخر طاعته كما ليس ذلك لأحد النبيين مع الآخر وقد يظهر له من الدليل ما كان خافياً عليه فيكون انتقاله بالاجتهاد عن الاجتهاد ويشبه النسخ في حق النبي لكن هذا رفع للاعتقاد وذاك رفع للحكم حقيقة.." انتهى
فظهر بهذا الكلام الفارق السحيق العميق فالصحابة لم يخالفوا الحق متعمدين، بل هم مأجورون وإن أخطؤوا؛ لاجتهادهم وطلبهم للحق.
وقوله ليس لأحد أن يوجب على الآخر طاعته أي في المسائل الاجتهادية التي اختلفوا فيها وساغ فيها الاختلاف، أما من خالف الحق فإنه يرد عليه ويبين له، فإن رجع وإلا ضلل .
تنبيه : في مجموع الفتاوى (وتعذيب الميت ببكاء أهله) ولكن وقع في كتاب الحلبي (وتعذيب الحي ببكاء أهله) وهو خطأ ظاهر .
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص43) : وَقَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين -كَمَا فِي «جَرِيدَة المُسْلِمُون» (4730)- : «وَالوَاجِبُ عَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يُقَوِّمَ شَخْصاً -تَقْوِيماً كَامِلاً -إِذَا دَعَتِ الحَاجَةُ- أَنْ يَذْكُرَ مَسَاوِئَه، وَمَحاسِنَه». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي أورد هذا الكلام ليدافع عن جمعية إحياء التراث الإخوانية القطبية، وليسوغ لنفسه ذكر ما عند هذه الجمعية من حسنات .
2- وليت الحلبي استعمل هذا المنهج مع بعض المشايخ السلفيين والشباب السلفي الذي شن عليهم حملة شعواء بلا هوادة ولكنها باءت بالخسران بحول الله وقوته.
3- وقد سبق في (الحلقة الرابعة) بيان أنه لا يوجد دليل من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح على إيجاب ذكر الحسنات مع السيئات في حال التقويم وحال الترجمة.
رابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص43-) : وَلَسْتُ فِي هَذا المَوْقِفِ بِدْعاً مِنَ النَّاسِ -وَأَيُّ نَاس
1- فَهَذا فَضِيلَةُ الشَّيْخ صَالِح الفُوزَان -وَفَّقَهُ الله- يُقَرِّظُ كِتَاب «حُكْم العَمَل الجَمَاعِي» لِلشَّيْخ عَبْد الله السَّبْت، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشَايِخِ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة)-.
2- وَهَذَا فَضِيلَةُ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ ابْن عُثَيْمِين-رَحِمَهُ الله- يُسْأَلُ- فِي «لِقَاء البَاب المَفْتُوح» (رَقَم: 104/11):
«بِخُصُوصِ الدَّعْوَةِ عِنْدَنا بِالتَّنْظِيم خَاصَّة؛ فَنُوَزِّعُ المَنْطِقَةَ عِنْدَنا -خَاصَّة (جَمْعِيَّة إِحْيَاء التُّرَاث)-، حَيْثُ تَتَوَزَّعُ عَلَى عِدَّةِ قِطَع، وَكُلُّ قِطْعَةٍ لَها مَسْؤُول، وَهَذا المَسْؤُولُ يَرْجِعُ إِلَى مَسْؤُولٍ أَعْلَى مِنْه، كَتَنْظِيمٍ دَعَوِيٍّ -مِنْ نَاحِيَةِ دُرُوسٍ وَغَيْرِه-، فَالسُّؤَالُ هُنا:
هَلْ هَذا المَسْؤُولُ طَاعَتُهُ وَاجِبَة؟
فَأَجَابَ فَضِيلَتُهُ -رَحْمَةُ الله عَلَيْه-:
«إِذَا كَانَ هَذا التَّنْظِيمُ مِنْ قِبَل وَلِيِّ الأَمْر: فَإِنَّهُ يَجِبُ التَّمَشِّي بِما يَقُول؛ لِأَنَّهُ نَائِب عَنْ وَلِيِّ الأَمْر الَّذِي تَجِبُ طَاعَتُهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله.
وَأَمَّا إِذَا كَانَ تَنْظِيماً دَاخِلِيًّا؛ لاَ عَلاَقَةَ لِلحُكُومَةِ فِيه؛ فَهَؤُلاءِ إِنْ رَضُوا أَنْ يَكُونَ هَذَا أَمِيرَهُم: فَطَاعَتُهُ وَاجِبَةٌ؛ وَإِنْ لَمْ يَرْضُوا: فَلاَ يَجِبُ طَاعَتُه ». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- من العجيب الغريب في حال الحلبي أنه يستدل بأمر لا يقول به بل يراه خطئاً بل بدعة، فالعمل الجماعي والأمارة والبيعة عند الحلبي من الأمور المبتدعة.
فلا أدري كيف استساغ لنفسه الاستدلال بأمر يراه خطأ، أليس هذا من التقليد الذي يحاربه الحلبي فيما يزعم ؟!
أم أنه من الكيل بمكيالين والوزن بميزانين ؟!
2- وقد نقض الحلبي غزله بنفسه حيث قال في كتابه (ص45) : " أَمَّا الأُولَى: فَقَدْ طَلَبَ مِنِّي الشَّيْخُ عَبْدُ الله السَّبْت -نَفْسُهُ- تَقْرِيظَ كِتَابِهِ هَذا -قَبْلَ طَلَبِهِ مِنَ الشيخ الفُوزَان-، وَرَفَضْتُ -وَذَلِكَ فِي (دُبَيّ)-.
فَمَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ المبني على الولاء والبراء ! مَعْرُوف.
وَقَدْ كَتَبْتُ رِسَالَة «البَيْعَةِ بَيْنَ السُّنَّة وَالبِدْعَة- عِنْدَ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّة-» قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْن! ومثلها بعدها بيسير كتابي : " الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي" .
أَمَّا الثَّانِيَّة: فَكَلاَمُ الشَّيْخ ابْنُ عُثَيْمِين -فِي فَتْوَاه- لاَ يَخْرُجُ-تَفْصِيلاً- عَمَّا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ السَّبْتُ فِي رِسَالَتِه -تَأْصِيلاً-، وَقَرَّظَهَا لَهُ الشَّيْخ الفُوزَان!
وَمَا قُلْتُهُ هُناك أَقُولُهُ هُنا! "
فَمَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ الحِزْبِيّ مَعْرُوف.
وإني على يقين بأنه : لا واجب إلا ما وجب بالنص الشرعي، والدليل المرعي ..
ولم يدخل الحزبيون على أشياعهم بالتعصب إلا من باب الرضا بالإمارة ووجوب طاعة أربابها!!
نعم قد يكون تجويز الشيخين الفاضلين لهذا الأمر من باب الترتيب، والتنسيق، والنظام الإداري .. لا من باب الإمارة الحزبية أو البيعة غير الشرعية، والإلزام بما لا يلزم !! فتنبه " انتهى
1- أقول هذا الكلام بطوله هو رد الحلبي على الحلبي .
2- وكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى والشيخ الفوزان من باب الترتيب والتنسيق لا من باب الإمارة الحزبية والبيعة غير الشرعية جزماً عند أهل العلم ! بخلاف ما أوهمه قولك أيها الحلبي (قد يكون تجويز الشيخين ....) فلا تستعمل القد قدة! التي يستعملها أهل السياسة والحيل للمرواغة. كما يقوله العلامة الألباني رحمه الله تعالى. وكلام الشيخ العلامة ابن عثيمين والشيخ العلامة الفوزان في هذه القضية مشهور معلوم عند صغار السلفيين.
3- ثم لماذا التلبيس أيها الحلبي بمثل هذا الكلام، فهل يفيد تقديم الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى لكتاب عبد الله السبت أنه يقر حال الجمعية أو أنه يشجعها على بث الفتن بين السلفيين وتمزيق شملهم .
4- وهل تدل فتوى الشيخ ابن عثيمين على أنه اطلع على ما عندهم من انحراف ومخالفة للحق وأيدهم .
5- أنت بهذا تصور هاذين العالمين السلفيين بأنهما يؤيدان أهل الفتنة والبدع والضلال، مع أن كلامهما لا ينطبق على واقع جمعية إحياء التراث الإسلامي الإخواني القطبي، والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان يريان أن جماعة الإخوان من الاثنتين والسبعين فرقة .
6- والعجيب أن تذكر أنك ألفت كتابين في الرد على من يرى البيعة والتنظيم الحزبي الدعوي وترى أنه من البدع والضلال، ثم تزكي وتدافع عمن وقع فيهما ! فلماذا خالف فعلك كتابتك ! نعم صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " إذا لم تستح فاصنع ما شئت ". أم أنه من التغير والتبدل الذي حصل لك ! نعم صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث كان يدعو : " يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دِينِكَ ".
خامساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص44) : "
3- وَهَؤُلاءِ أَئِمَّةُ الحَرَمِ المَكِّي -وَفَّقَهُم الله- يَزُورُونَ (الجَمْعِيَّة) -مِثْل الشَّيْخ مُحَمَّد السُّبَيِّل، وَالشَّيْخ صَالِح بِن حُمَيد، وَالشَّيْخ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدَيْس- وَيُثْنُونَ عَلَيْهَا.
مِنْ ذَلِك: كَلاَمُ الشَّيْخ السُّدَيْس -وَفَّقَهُ الله- فِي (الجَمْعِيَّة)،وَأَنَّهَا: «عَلَم مِنْ أَعْلاَمِ المَنْهَج السَّلَفِيِّ المُتَمَيِّز، وَالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة..» -كَمَا هُوَ مقطوعٌ عَنْهُ-.
4- وَأَمَّا تَزْكِياتُ الشَّيْخ ابْن بَاز، وَالشَّيْخ العُبَيْكَان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح آل الشيخ لِلْجَمْعِيَّة؛ فَمَشْهُورَة لا تدفع.) "
وعلق الحلبي فوق اسم الشيخ محمد السبيل في الحاشية رقم (1) بقوله:
انْظُر ثَناءَ فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي -وَفَّقَهُ الله- عَلَيْهِ فِي مُقَدِّمَتِهِ لِكِتابِهِ «النَّصْر العَزِيز...» (ص11) ، وكذا كتابه المجموع الواضح (ص463) .
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (2) بقوله : " وَلاَ شَكَّ أَنَّهُمْ مُزَكَّوْنَ مِنْ قِبَلِ أَوْلِيَاءِ الأُمُور -أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ-، إذ َلاَ يُمْكِنُ في الغالب أَنْ يَتَبَوَّأوا مِثْلَ هَذا المَنْصِبِ الفَخْم دُونَ أَهْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ عَقَائِدِيَّةٍ مأمونةٍ..
فَالطَّعْنُ بِهِم -وَالحَالَةُ هَذِهِ- طَعْنٌ بِمَنْ زَكَّاهُم، وَبَوَّأَهُم..
نعم يخطئ الجميع؛ لكن البحث في البدع والتبديع".
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- لا أدري ما الذي أوقع الحلبي في مثل هذا الاستدلال الذي لا يستدل بمثله إلا من أفلست حجته ! فالحجة في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
2- والعجيب أن الحلبي نفسه رد على الصابوني في صلاة التراويح حين استدل الصابوني بمشروعية صلاة عشرين ركعة لا بزيارة أئمة الحرم ولكن بصلاة أئمة الحرم! وليس في العصر السعودي بل عبر العصور حيث قال الحلبي في الكشف الصريح (61) وما بين القوسين مني لإلزام الحلبي بقوله : نحن أهل السنة والحديث من المسلمين قدوتنا كتاب الله سبحانه، وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم!!
والحرمان فأئمتهما غير معصومين، فهم معرضون للخطأ والصواب .
ثم ما الذي أعلم (الحلبي أن أئمة الحرم المكي الذين زاروا إحياء التراث الإسلامي كانوا يعلمون بحال جمعية إحياء التراث الإخواني ).
هل لديه (علم عن كل إمام) أم اطلع الغيب أم هو التهويش والتشويش.
ثم لو أن (أئمة الحرم المكي) جدلاً أقروا (حال الجمعية) فهل مجرد إقرارهم (حال الجمعية) يكون مسوغاً للأخذ بهذا القول دون دليل ؟!
الجواب على هذا عند أهل التحقيق : لا .
أما عند أهل التقليد الذين ارتضوا بالتقليد حكماً على دينهم ومنهجاً لهم فهو نعم !! وهذا عين الغلط والسقم " انتهى .
فهذا من درر ردَّ الحلبي على الحلبي .
3- ومن زكى الجمعية من العلماء السلفيين فتزكيتهم صدرت على حسب ما جاءهم من الوصف لهذه الجمعية ولم يطلعوا على ما فيها من خبايا أو أنهم زكوها قبل أن تعرف حقيقتها أو ينقلب حالهم . ولذلك جزم الشيخ مقبل الوادعي أن العلامة الإمام ابن باز لو وقف على ما عند جمعية إحياء التراث من فتن وضلالات لتركهم حيث قال رحمه الله تعالى :وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح لهأمرهم سيتبرأ منهم " انتهى .
وقال الشيخ مقبل رحمه الله أيضاً : " إنه لا يكفي انتقاد الشيخ عبدالعزيز بن باز في قضايا يسيرة ، بل الرجل أضلّ أمماً وفرّق كلمة أهل السنة، وغرّ الناس بديناره لا بأفكاره. فجمعية إحياء التراث بالكويت هي التي تجمع الأموال ثم ترسل عبدالرحمن عبدالخالق ليضل الناس ويشتت شملهم، فالدعوة غنية عن عبدالرحمن وعن أفكاره، فعليه بالجلوس في بيته! وإن كان غيوراً على الإسلام فليذهب إلى مصر ، فإنها محتاجة إلى دعاة، ولعله سيتفق مع الأزهريين في آرائهم، أفكار الضياع والميوعة". انتهى
وقال أيضاً رحمه الله تعالى كما في تحفة المجيب (198) عن جمعية إحياء التراث :"هم يتلونون فقد ردَّ عليهم الشيخ عبد العزيز بن باز، ثم يأتي عبد الرحمن عبد الخالق، وأنا متأكد أنه ما أجاب بما أجاب به ولا تراجع عما تراجع عنه إلا أنه يخشى من الحكومة الكويتية؛ فإنها تثق بالشيخ ابن باز وتحبه، فلو قال لهم : رحلوه، هذا لا خير فيه، لرُحل .
من أجل هذا تراجع، ونحن نقول لعبدالرحمن عبدالخالق : هل تراجعت عن قولك أنه لا بأس بالتحالف مع العلمانيين ... وقد عمَّ الفساد وطم في الكويت، وعبد الرحمن عبد الخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.
وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن ..... جمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان ...وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا فلا بارك الله في عبدالرحمن عبد الخالق " .
والعجيب أن الحلبي قال فيما سماه بـ "منهج السلف الصالح" (ص107) : وَفِي «تَهْذِيب التَّهْذِيب» (9/131) عَن أَبِي عَلِيٍّ النِّيسَابُورِيّ، قَال: «قُلْتُ لابْنِ خُزَيْمَة: لَوْ حَدَّثَ الأُسْتَاذُ عَنْ مُحَمَّد بن حُمَيد؛ فَإِنَّ أَحْمَد قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْه؟!
فَقَال: إِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْه؛ وَلَو عَرَفَهُ -كَمَا عَرَفْنَاه-مَا أَثْنَى عَلَيْهِ -أَصْلاً-».
وعلق الحلبي على قوله ( لو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه ) بقوله (وقد لا يفعل)
أي أن الإمام أحمد لا يقبل الجرح المفسر ولو وقف عليه !! كحال التراثيين وأتباعهم من المميعين والمضيعين لكن ثبت عن الإمام أحمد قبوله للجرح المفسر وتراجعه عن تعديله !
فهذه حجة تدين الحلبي وأمثاله ممن لا يقبل جرح العلماء المفسر، ويرده لهواه لا بحجة وبرهان . وقد سبق في (الحلقة السادسة) الرد على الحلبي في تعقيبه المتهافت .
4- ويدل على ذلك أن العلماء السلفيين الذين زكوا الجمعية يرون أن الإخوان المسلمين من فرق الضلال .
5- ثم من زكى الجمعية من العلماء فقولهم معارض بالجرح المفسر الواضح الصريح لهذه الجمعية، فكلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن كلام العلماء يستدل له ولا يستدل به.
6- فهل يصح لك أيها الحلبي أن تجعل دليلك التقليد دون طلب الحجة والدليل!!! فهل الحق معلق بالأشخاص!!!
7- ثم هل مجرد الزيارة لهذه الجمعية تعتبر تزكية! أم أن الجمعية والقائمين عليها يحكم عليهم على حسب أعمالهم وأقوالهم بالميزان السلفي القويم .
ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما قاله الحلبي لسماحة المفتي في مقال ( مَعَ كلمة فضيلة الشيخ المُفتي في (سيّد قُطب) تأْييد ؛ لا تقليد! ) : " وَالظَّنُّ الحَسَنُ بِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفْتِي -نَفَعَ اللَّهُ بِه- لَوْ أُوقِفَ عَلَى هَذِهِ الحَقائِقِ-أَو بَعْضِهَا- أَنْ لا يُخَالَفَ فَتَاوَى مَشايِخِ العَصْرِ وَعُلَمائِهِ -مِمَّنْ هُم فِي طَبَقَةِ شُيُوخِه-؛ وَأَوَّلُهُم وَأَوْلاهُم سَلَفُهُ فِي مَنْصِبِ الإِفْتاءِ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بِن باز -رَحِمَهُ اللَّهُ-تَعالَى- وَهوَ مَن هو - …
فعندما نُقل لسماحتِه -رحمه الله - كلامُ ( سيّد قطب) في نبيِّ الله موسى -عليه السلام -، وَقَوْلُهُ فِيهِ؛ أنّه: «نموذجٌ للزعيمِ المُنْدَفعِ العصبيِّ المزاجِ» !! قال سماحتُهُ : «الاستهزاء بالأنبياء ردَّةٌ مستقلةٌ» …
فَالظَّنُّ الحَسَنُ بِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفْتِي -زَادَهُ اللَّهُ تَوْفِيقاً- أَنَّهُ لَوْ عُرِّفَ القَائِلَ (الحَقِيقِيَّ) لِهَاتيك البَلايَا -وَأنّه (سَيِّد قُطب)- لَثَبَتَ عَلَى أَحْكَامِهِ، وَلاَ غَيَّرَ فِيهَا، وَلاَ تَغَيَّرَ بِسَبَبِهَا؛ نُصْرَةً لِلْحَقِّ -نَصَرَهُ اللهُ بالحقِّ ، ونَصَر الحقَّ به- .
وَاللَّهُ العَاصِمُ...
وَقَدْ عَلَّقَ على فَتْوَى فَضِيلَتِهِ (البَعْضُ!) -قائِلاً -: ( فَلا شَكَّ أَنَّ رَأْيَهُ يَلْقَى قَبُولاً عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ المُسْلِمينَ..)!!
فَنقُول : هَذَا -هَكَذا- صَنِيعُ العَوَامِّ وَالمُقَلِّدَةِ ؛ أَمَّا أَهْلُ العِلْمِ المُحَقِّقُون -وَطُلاَّبُهُ المُتْقِنُون - : فَعِنْدَهُمْ مِيزَانُ الحَقِّ المُسْتَقِيم الَّذي يَقِيسُونَ بِهِ مَقَالاَتِ الخَلْقِ -صِحَّةً وَخَطَأً ، صَوَابَاً وَغَلَطاً!!
فَالكَبيرُ هُوَ الحَقّ بِبَهَائِهِ ، لا الأَسْمَاءُ ولا الأَشْخَاصُ -سِوَى رُسُلِ اللهِ وَأَنبيائِهِ -. ) انتهى
فلا أدري هل يعتبر الحلبي نفسه من العوام والمقلدة أم أنه من طلبة العلم !!!
8- وتعليق الحلبي في الحاشية بنقل ثناء الشيخ ربيع المدخلي على الشيخ محمد السبيل فيه دسيسة من الحلبي للطعن في الشيخ ربيع المدخلي؛ لأنه يريد أن يقول إن الشيخ ربيع المدخلي لم يطعن في الشيخ محمد السبيل لزيارته للجمعية وطعن فيمن له زيارة أو علاقة بالجمعية فهو يكيل بمكيالين ويزن بميزانين !!
وما درى الحلبي المسكين أن هذا هو العدل والإنصاف والمنهج السلفي، فالشيخ محمد السبيل معروف بسلفيته وتضليله لمنهج الإخوان المسلمون مما يدل على أنه لم يطلع على حال جمعية إحياء التراث الإخوانية، وقد يكون وصله الخبر بتزكيتهم فمثله والحال هذه يعذر بخلاف حالك أيها الحلبي الذي تعرف حالهم وخباياهم ولكنك تماحل بالباطل . لكن الله يعلم السرائر والخفايا فاعدد للسؤال جواباً !
فهل تريد من السلفيين أن يكونوا كالحدادية غلاة في التجريح !
أليس هذا ما تنكره فلماذا تريد أن نواقعه !
ما هذا التلبيس والتدليس يا حلبي !
9- وتعليق الحلبي في الحاشية بقوله (وَلاَ شَكَّ أَنَّهُمْ مُزَكَّوْنَ مِنْ قِبَلِ أَوْلِيَاءِ الأُمُور -أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ-، إذ َلاَ يُمْكِنُ في الغالب أَنْ يَتَبَوَّأوا مِثْلَ هَذا المَنْصِبِ الفَخْم دُونَ أَهْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ عَقَائِدِيَّةٍ مأمونةٍ.. فَالطَّعْنُ بِهِم -وَالحَالَةُ هَذِهِ- طَعْنٌ بِمَنْ زَكَّاهُم، وَبَوَّأَهُم.. نعم يخطئ الجميع؛ لكن البحث في البدع والتبديع".
هو أيضاً : من نميمته ودسائسه؛ فالحلبي يريد أن يوقع العداوة بين السلفيين وبين ولاة أمرهم، ويظهرهم في مظهر السوء لكن سيرد الحلبي على نفسه فالحق ليس معلقاً بالأشخاص فقد نقل الحلبي في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح (ص52-53) عن الشيخ محمد بازمول أنه قال (... الأَصْل أَلاَّ يُرَدَّ الكَلاَمُ بِالأَشْخَاص، بَلْ يُقْبَلُ الكَلاَمُ وَيُرَدُّ بِحَسْبِ مُوافَقَتِهِ لِلحَقِّ؛ أَوْ مُخالَفَتِهِ لَهُ؛ فَإِن وَافَقَ الحَقَّ قِبْلِنَاه، وَإِنْ خَالَفَ الحَقَّ رَدَدْنَاه.
أَمَّا أَنْ يُرَدَّ الكَلاَمُ عَلَى قَائِلِهِ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: فَلا؛ لِمُخالَفَتِهِ الأَصْلَ، وَهُو أَنَّ الحَقَّ لاَ يُعْرَفُ بِالرِّجَال).
وَمِنْهَا: أَنَّ كَوْنَ القائِلِ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: لاَ يَعْنَي أَنَّ كُلَّ كَلاَمِهِ حَقّ، وَكَذَا كَوْنُهُ مِنَ المَشَايِخِ الَّذِينَ لَمْ يَصِلُوا إِلَى دَرَجَةٍ العُلَمَاءِ الكِبَار: لاَ يَعْنِي أَنَّ كُلَّ كَلاَمِهِ بَاطِل.
وَكَمَا جَاءَ عَنِ الإِمَام مَالِك -رَحِمَهُ الله-: «مَا مِنَّا إِلاَّ رادٌّ وَمَرْدُودٌ عَلَيْهِ إِلاَّ صَاحِبُ هَذا القَبْر».
فَعَادَ الأَمْرُ إِلى النَّظَرِ فِي دَلِيلِ هَذا القَائِل، وَمَدَى مُوافَقَتِهِ لِلحَقِّ أَوْ مُخالَفَتِه". انتهى
وعلق الحلبي على قول الشيخ محمد بازمول (أَمَّا أَنْ يُرَدَّ الكَلاَمُ عَلَى قَائِلِهِ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: فَلا)
بقوله في الحاشية رقم (1) (أَوْ أَنْ يَقْبَلَهُ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ مِن العُلَمَاءِ الكِبَار؛ فَلاَ!) انتهى
فهذا الكلام يبطل على الحلبي دسيسته التي حاول أن يوقع السلفيين فيها فالله حسيبه .
10- ثم إن المنصب ليس دليلاً على أن صاحبه من العلماء، أو أن الحق معه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع ( 27/296) :" المنصب والولاية لا يجعل من ليس عالماً مجتهداً؛ عالماً مجتهداً، ولو كان الكلام في العلم والدين بالولاية والمنصب؛ لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلم والدين، وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم والدين"
11- ثم لو كنت صادقاً منصفاً لماذا رددت في عدة مؤلفات على هيئة كبار العلماء وهم صفوة من أهل العلم باختيار ولاة الأمور، وأزبدت وأرجفت ولم تقبل توجيههم ونصائحهم . أم أنه الكيل بمكيالين والوزن بميزانين !
سادساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص46) (صلاتي العلمية بمشايخها كما أشرت قبلاً حسنة أناصحهم، وأتواصى وإياهم بالحق والصبر من غير تبديع ولا تضليل ... نعم انتقدهم برفق، وأناصحهم بشفقة. وقد يقع الانتقاد والمناصحة منهم إليَّ فكلنا ذوو خطأ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي له صلة حسنة مع مشايخ جمعية إحياء التراث وهو يعرف أنهم على منهج إخواني حزبي إلا أنه يكابر ويماحل بالباطل .
2- وهذا من الحلبي نصرة لأهل الباطل، وتكثير لسوادهم وتغرير العوام بهم .
3- الحلبي لا يغار على دين الله فيخالط من خالف الحق مصراً عليه لأكثر من عشرين سنة ويصفها بالعلاقة الحسنة، بينما كان السلف يهجرون من خالف الحق ولو لم يكن عن بدعة . فعن سَالِم بن عبد اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إذا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا قال فقال بِلَالُ بن عبد اللَّهِ والله لَنَمْنَعُهُنَّ قال فَأَقْبَلَ عليه عبد اللَّهِ [فزبره] فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا ما سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مثله قَطُّ وقال أُخْبِرُكَ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ والله لَنَمْنَعُهُنَّ " . أخرجه مسلم في الصحيح . وعن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللَّهِ بن مُغَفَّلٍ خَذَفَ قال فَنَهَاهُ وقال إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الْخَذْفِ وقال إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا ولا تَنْكَأُ عَدُوًّا وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ قال فَعَادَ فقال أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثُمَّ تَخْذِفُ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له.
4- والحلبي صاحب لين ورفق مع المخالفين، وصاحب عنف مع السلفيين فلا أدري ما السبب !!! أهما المكيلان
5- والحلبي يقبل من القائمين على الجمعية المناصحة والانتقاد، بينما لما نصحه بعض المشايخ السلفيين هاج وماج واضطرب، وأخرج السم الزعاف في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح.
سابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص46) (... لَمْ يصدر عني تزكية مطلقة للجَمْعِيَّة -قَطُّ-؛ بَل انْتَقَدْتُها عدة انْتِقَاداتٍ -مِنْ غَيْرٍ تَبْديعٍ وَلا تَضْلِيل-كَمَا قَدَّمْتُ-.
وَلَكِنِّي -لِلحَقِّ- (قد) أُدافِعُ عَنْهَا- كَمَا (قد) أُدافِعُ عَنْ غَيْرِهَا -بِالحَقّ-؛ وَذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُ مَا تُظْلَمُ بِهِ، أَوْ يُقَالُ فِيهَا بِغَيْرِ صَواب -كَتُهْمَةِ (القُطْبِيَّة)، وَ(التَّكْفِير)...وَهَذا -عِنْدِي- أَقْرَبُ إِلَى الحَقِّ مِن إِعْلاَنِ المُعادَاةِ لَهَا، وَإِشْهَارِ المُخاصَمَةِ مَعَهَا، وَجَعْلِ المَوْقِفِ مِنْهَا امْتِحاناً بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّة، وَفِتْنَةً لَهُم؛ مِمَّا يَزِيدُ الفِتْنَة، وَيُعْظِمُ البَلاَء ... وليس هذا من مقاصد الإسلام في شيء) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يزعم أنه لم يزكِ جمعية إحياء التراث تزكية مطلقة؛ لأنه زكاها لكن مع الانتقادات الكبرى التي وجهها لها، وهذا بناء على أصله الفاسد نصحح ولا نجرح، الذي جارى وشابه فيه فرقة الإخوان المسلمون .
2- ولم يطلب السلفيون من الحلبي أن يبدع الجمعية لكن طلبوا منه أن يسكت عن الدفاع عنها والثناء عليها مطلقاً أو مقيداً أو مقدقداً .
3- ولا يزال الحلبي يرمي العلماء السلفيين بأنهم يظلمون جمعية إحياء التراث بوصفها بالإخوانية القطبية، مع أن السلفيين تكلموا في هذه الجمعية بالحجة والبرهان وأثبتوا فضائحهم من إصدارات وكلام القائمين على الجمعية ولم يتكلموا جزافاً أو ظلماً وعدواناً كما يرميهم به الحلبي افتراء عليهم .
4- وقد سبق في الحلقة الثانية عشرة مناقشة الحلبي في اتهامه للسلفيين بأنهم ظلموا جمعية إحياء التراث في حكمهم عليها.
5- وقول الحلبي (وليس هذا من مقاصد الإسلام في شيء) انتهى
أقول : بل من مقاصد المنهج السلفي الحفاظ على أهل السنة من أهل الشر والفتنة، وليست مخالطة أهل البدعة والفتنة، والمخالفين والمحاربين للمنهج السلفي من مقاصد الإسلام في شيء.
والفتنة والتفرقة ليست من مقاصد الإسلام في شيء صحيح
وليس السكوت وعدم التحذير من أهل البدع مقصداً للإسلام في شيء.
وليس قلب الحقائق والطعن في السلفيين من الإسلام في شيء .
والقواعد المخالفة لمنهج السلف ليست من الإسلام في شيء .
ثامناً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص47) (..... وَلَسْتُ أَلُومُ غَيْرِي إِذا رَأَى غَيْرَ رَأْيِي؛ لَكِنْ: لِيَعْذِرْنِي...)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- هل هذا هو المقصود من تأليفك للكتاب؛ ألا يتكلم عليك أحد ؟!
2- ماذا تريد: تريد أن تكون سلفياً موالياً لأهل البدع . تريد أن تكون السلفية منهجاً أفيح واسعاً يسع الجميع = موافقين ومخالفين ؟!.
3- وهذا تطبيق لقاعدة الإخوان (نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)، وقاعدتك الموافقة لهم (لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا) وكلاهما باطل من القول عند أهل العلم.
4- ثم هل دين الله مبني على الآراء فتحرف وتبدل على ما تريد وتريد من العلماء السلفيين أن يسكتوا عن تبديلك وتحريفك وتغييرك للحق بالباطل .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
يوم الاثنين ظهراً
22 / 6 / 1430هـ
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي - بحمد الله تعالى – والتي كشفت فيها عن بعض وسوسة الحلبي وتلبيساته في كتابه الذي سماه بـ"منهج السلف الصالح".
وقد سبق في الحلقة الثانية عشرة مناقشة الحلبي في دفاعه المستميت عن جمعية إحياء التراث الإسلامي .
وفي هذه الحلقة – إن شاء الله تعالى – استكمل شيئاً من دفاع الحلبي عن جمعية إحياء التراث الإسلامي !
وأسوق لك أخي القارئ كلام الحلبي الذي يدافع فيه عن جمعية إحياء التراث الإسلامي :
أولاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص40) ( انْتَقَدْتُ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة) -عِنْدَ بَعْضِ رُؤُوسِها، وَكِبَارِ أَفْرَادِهَا - مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً- ثَلاَثَةَ انْتِقَادَاتٍ كُبْرَى:
أَوَّلها: انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي واستغراقهم فيه.
وَثَانِيهَا: بعض المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم -وَقَد اعْتَرَفَ بِهَا كَبِيرٌ مِنْ كُبَرَائِهِم أَمَامِي-.
وَثَالِثُها: عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! نازعاً منزع التكفير! وَهُمْ يَعْرِفُون-!! ) انتهى
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته.
وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم ) انتهى .
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي انتقد هذه الانتقادات عليهم قبل عشرين سنة ! فكيف حالهم اليوم والبدعة تجر أختها، فأصحاب حلق الذكر في المساجد الذين أنكر عليهم ابن مسعود قاتلوا الصحابة يوم النهروان، قال البربهاري في شرح السنة (61رقم7) : واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً " انتهى فقل لي بربك كيف حالهم الآن ! وهم لم يرجعوا ويتوبوا ولا هم يذكرون .
2- وقول الحلبي (انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي واستغراقهم فيه) انتهى
فيه تلبيس؛ لأن حقيقة انشغالهم بالسياسة هو دخولهم في البرلمانات التي يبدعها العلماء السلفيون ومنهم الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني، ويراها بدعة ضلالة، كما سبق النقل عنه في ( الحلقة الثانية عشرة ) .
وهذا وحده عند أولي العلم والورع كافٍ في تبديع هؤلاء فكيف إذا انضم إليها أمور أخرى !
3- قول الحلبي (وثانيها: بعض المسالك الحزبية) في النسخة المتداولة القديمة (وَثَانِيهَا: المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم). وقال الحلبي في جلسة (69-تنبيه الفطين) : (عندهم ممارسات وسلوكيات حزبية ) انتهى .
فلا أدري لماذا غَيَّر الحلبي كلامه الأول الذي يصدق نوعاً ما على جمعية إحياء التراث بخلاف كلامه الآخر الذي لا يصدق على الجمعية؛ فليست مسالك القائمين على الجمعية قليلة بل الغالب إن لم يكن الكل.
وليست القضية عندهم أنها مجرد مسالك وممارسات كما يصورها الحلبي تدليساً وتلبيساً بل القضية أنهم حزبيون ضالون منحرفون عن منهج السلف الصالح المحقق للمصالح والمطوح للمفاسد والقبائح.
ومن حزبيتهم ما عندهم الأمارة والبيعة والتحزب والولاء والبراء للحزب وهي أمور عدَّها أهل العلم من البدع والضلالات، بل الحلبي نفسه يعترف في منهجه بأنه كتب في ردها ونقدها إذ يقول الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص45) (مَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ الحِزْبِيّ المبني على الولاء والبراء مَعْرُوف. وَقَدْ كَتَبْتُ رِسَالَة «البَيْعَةِ بَيْنَ السُّنَّة وَالبِدْعَة- عِنْدَ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّة-» قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْن! ومثلها بعدها بيسير كتابي : الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي). انتهى
فلماذا يخالف قول الحلبي فعله ! ألازالت المصالح المرعية (الشخصية) قائمة عنده !
4- وقول الحلبي (عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ! نازعاً منزع التكفير! وَهُمْ يَعْرِفُون-!! )
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (1) بقوله (فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته.
وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم ) انتهى .
الحلبي يعترف بأمرين :
الأول : أن عبد الرحمن عبد الخالق منهجه تكفيري.
والثاني : أن جمعية إحياء التراث، لم تتبرأ من هذا التكفيري المنسوب إليها .
إلا أن الحلبي لبَّس بقوله في عبد الرحمن عبدالخالق (من رؤوسهم السابقين) أي أن هذا التكفيري لا دخل له في الجمعية ولا يعمل معها !!
وإنما جعله من السابقين حتى لا تدان الجمعية به، ولا حتى لا يدان من يزكيها ويدافع عنها مع علمه بحالها !!
وهذا فيه تلبيس وتضليل؛ لأنه خلاف الحقيقة والواقع؛ فالمعروف أن عبد الرحمن عبد الخالق لا زال مع هذه الجمعية يديرها ويؤمر وينهى بل هو الأب الروحي لهذه الجمعية وله اتخاذ القرارات وقد شارك معهم في مؤتمراتهم وندواتهم ؟ ومن أواخرها مشاركة عبد الرحمن عبد الخالق في ندوة عامة بعنوان ( مأساة غزة محنة ومنحة ) وكانت هذه الندوة بتاريخ الخامس عشر من شهر الله المحرم عام ثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية كما أعلنته جريدة الوطن الكويتية في التاريخ السابق . أي في هذه السنة، وبعد صدور كتاب الحلبي الذي ذكر فيه أن عبد الرحمن عبد الخالق من رؤوسهم السابقين ! فأي تلبيس وتدليس تقع فيه يا حلبي دفاعاً عنهم .
وقد بَيَّن أهل العلم كذب ادعاء عدم علاقة عبد الرحمن عبد الخالق بجمعية إحياء التراث الإسلامي . وإليك أخي القارئ كلام الشيخ عبيد الجابري والشيخ أحمد السبيعي الكويتي في كشف حقيقة هذا الكذب :
فقد سئل الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى كما في لقاء مع الشيخ عبيد الجابري في دورة الحفر : قضية عبد الرحمن بنعبد الخالق فالرجل نحن نتفق معكم في خطأه لكن الأخوة في إدارة الجمعية فعلوا شيئاً جميلاً وكبيراً و هو تهميش عبد الرحمن بن عبد الخالق؟
فأجاب حفظه الله تعالى : هذا ليس بصحيح إلا أمامك بل هو القائم على اللجنة الشرعية وعندي على ذلك مستند ولكنهم أحياناً جميعالجماعات الدعوية الحديثة - وهي كلها منحرفة - عندهم مناورة تكتيك في العمل يظهرونأشياء ويبطنون خلافها فعبد الرحمن بن عبد الخالق القطبي هو قطبي محترق أنا عنديعليه وثائق هو إحدى البوابتين لإحياء التراث! وإحياءالتراث لها بوابتان:
إحداهما عبد الله السبت .
والآخر عبد الرحمن بنعبد الخالق .
فمن خرج عن طريق السبت دخل عن طريق ابن عبد الخالق !
ومن خرج عن طريق ابنعبد الخالق دخل عن طريق السبت !!
مناورات، لكني أنا أنصحكم إن كان لكم بهم حاجة أنتُفاصلوا هذه الجمعية وأن لا تنتموا إلى أحد !
كونوا سلفيين اجتمعوا مع إخوانكمالسلفيين الصافيين من التحزب ... انتهى
وقال الشيخ أحمد السبيعي الكويتي حفظه الله تعالى في ( الدفاع عن الشيخ محمد العنجري – وفقه الله – وبيان بعض حقيقة نزاعنا مع ( التراث ) جماعة الأستاذ عبدالخالق ) : هنا مسألة فشا الضرر على طلابالعلم فيها بدعوى لا تثبت عند التحقيق، رفعها سياسياً بعض منسوبي التراث خاصة خارج الكويت، ألا وهي مسألة إقصاء عبد الرحمن عبد الخالق وإبعاده من التراث .
والذي يظهر لي أن هذه الدعوى قد زال الحماس لها بعد موت الأئمة الذين يحسب لهم ألف حساب ، و قد بدت تباشير الاعتداد بعبد الخالق والمدافعة عنه يعلن بها هنا وهناك،وقد حدثني من أثق به أنه ذهب إلى عبد الخالق نفسه فقال له : أنت أخرجت من الجمعيةفضحك، و قد رأيته بعيني في داخل الجمعية في مكتبته وقد حدثني أيضاً من أثق بهأنهم سألوا رئيس الجمعية عن استضافة عبد الخالق فقال : إن الأمر يرجع إلى المنطقة.
وهب أن بدن عبد الخالق قد أخرج من هذه الجمعية ، فماذا عن اعتقاده ومذاهبه وأقواله التي امتزجت بقلوب الأجيال وتربى عليها منسوبي الجمعية ؟
فكيف بمسؤوليةالملايين من نسخ كتيباته التي بثت في مشارق الأرض ومغاربها على عين ورعاية هذهالجمعية ؟
كيف بالمذهب والمنهج الذي اختطه عبد الخالق و سارت عليه الجمعية حذوالقذة بالقذة ؟
هل كل ذلك يسقط بدعوى لا يشفع معها ولا حتى قرطاس واحد فيه الإعلان بالبراءة من مذهب عبد الخالق - ومن على شاكلته - ؟ " انتهى .
ثم هل وجود عبد الرحمن عبدالخالق هو المشكلة الوحيدة أم أن هناك مخالفات كباراً، مثل الفكر التكفيري والحزبية والأمارة والبيعة والبرلمانات وغيرها من الضلالات التي أصلها عبدالرحمن عبدالخالق في فكرهم وخطة سيرهم في الدعوة.
5- ثم هذه الانتقادات يا حلبي وحدها تكفي للطعن في جمعية إحياء التراث، ولرد مسالكها الغوية وعدم الدفاع عنها . فكيف تنتقد من حذر منها وبَيَّن حالها؛ نصحاً للمسلمين . وكيف تكون في صف المدافعين عنها وهي على هذا المنهج المنحرف باعترافك من أكثر من عشرين سنة . يا هذا اتق الله في نفسك وفي السلفية وفي السلفيين.
وقول الحلبي في التعليق (سمعت عدداً من فضلائهم)
أعجب جداً من أدبه وليونته مع المخالفين باعترافه، وسوء أدبه وبذاءة لسانه مع السلفيين الذي يدعي موافقتهم في المنهج!!
وقول الحلبي في التعليق ( فقد سمعت عدداً من فضلائهم ينكر عليه مخالفاته ويشدد عليه في انحرافاته)
هذا الإنكار منهم يلزم القائمين على جمعية إحياء التراث الإسلامي أن يحذروا منه ومن كتبه ومنهجه وأن يبدعوه ويضللوه وإلا ألحقوا به كما هو منهج السلف الصالح، كما في ( الحلقة السابعة ) فالمنهج التكفيري منهج خطير؛ فأين "صيحة نذير" وأين "التحذير من فتنة التكفير" أم أنك صرت لمصالحك لا في العير ولا في النفير .
ولكن معلوم أن هذا منهم جرياً على قاعدتهم المخالفة لمنهج السلف في التعامل مع أهل البدع (( نصحح ولا نجرح )) والتي يطبقها الحلبي والتراثيون .
وقول الحلبي ( وقد فهمت منهم سددهم الله أن لهم اجتهاداً خاصاً في عدم البراءة منه علناً لأسباب خاصة بهم متعلقة ببلدهم )
سبحان الله هل القائمون على هذه الجمعية تبرؤوا من عبد الرحمن عبد الخالق فعلياً وفي الخفاء !
وكيف جعلوه على رأس الإفتاء !
ما هذا التلبيس وما هذا التدليس !
وهل اجتهادهم الخاص يعذرون فيه لمخالفة منهج السلف الصالح ؟
وهل هم أهل للاجتهاد ؟
ألست القائل أيها الحلبي في جلسة كما في (69-تنبيه الفطين) عن موقفهم من عبدالرحمن عبدالخالق : " هم يقرون بهذا لكن كأنهم يستصعبون إظهار هذه المفارقة ... وهذا الاستصعاب خطأ، أنا أقول يجب أن يفاصلوا لكن قد يعرفون أكثر مما نعرف " انتهى .
أقول : سبحان الله ما هذا التناقض والتلاعب بالقضية ! موقفهم خطأ ويجب أن يفاصلوا هذا الرجل ثم لهم عذر ما هو العذر الاستصعاب وأنت تراه خطأ ثم تعود وتعتذر عن ما تراه خطأ ...
ولو فتح هذا الباب والتأويلات الفاسدة لرد الحق وضاع وانتشر الباطل وذاع !
ثانياً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص41) (وَهَذِهِ فُرْصَةٌ أُكَرِّرُ فِيهَا نُصْحِي لِهَؤُلاءِ الإِخْوَةِ -رُغْمَ مُخَالَفَتِي لَهُم- بِلُزُومِ التَّبَرُّؤِ مِنْ هَذا الرَّأْس؛ لِمَا يَنْتُجُ مِنْ عَدَمِ التَّبَرُّؤِ -مِنْهُ- مِنْ شَدِيدِ البلاء والبَأْس!!
فضلاً عن المُلاحظات الأخرى التي فَتَحَتْ عليهم أبوابَ شرٍّ كثيرة -عافانا اللهُ وإيَّاهُم مِنها-؛ هم -لِدَعْوَتِهِم- في غِنىً عنها.
... لعلهم يستجيبون ويتجاوبون! وليس ذلك ببعيد عنهم جزاهم الله خيراً فقد رأينا منهم بعض التجاوب عياناً زادهم الله توفيقاً .
وَلِلشَّيْخ مُقْبِل بِن هَادِي -رحمهُ اللهُ- فِي «قَمْعِ المُعَانِد» (ص149-153) رِسَالَةُ مُناصَحَة لهذه (الجَمْعِيَّة)-نَفْسِهَا- تَضَمَّنَت نَقْدَ (عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الخَالِق)!).
أقول مستعيناً بالله تعالى:
1- الحلبي يترفق كثيراً مع من يخالفهم بخلاف من يوافقهم فيما يزعم من السلفيين، فله معهم أسلوب شديد، غير سديد.
2- هل مخالفات جمعية التراث يسيرة أم شديدة ومستنكرة ؟ ظاهر كلام الحلبي أنها يسيرة لأنها ليست هي شر، ولكنها فتحت أبواب شر . وهذا خلاف الواقع كما سبق بيانه من كلام أهل العلم في هذه الجمعية .
3- ويلزم أتباع جمعية إحياء التراث التبرؤ من عبدالرحمن عبد الخالق قولاً وفعلاً، أما أن يتبرؤوا قولاً ويتعاملون معه فهذا لا ينفع بل هذا تلاعب ومراعاة للخلق لا للحق.
4- وما أظنك يا حلبي صادقاً في دعوة جمعية إحياء التراث إلى التبرؤ من عبدالرحمن عبدالخالق؛ لأنك تتولى من هو شر من عبدالرحمن، وتدافع عنهم !
5- هذا التجاوب الذي رأيته لا يخرجهم عن تضليل العلماء لهم وتبديعهم لهم، لأنه من باب ذر الرماد على العيون، فمنهجهم هو : هو ، ومحاربتهم للسلفيين هي: هي! فأي تجاوب تزعم أيها الحلبي .
6- ثم قولك (رأينا منهم بعض التجاوب)
هل كان السلف يتعاملون مع المخالفين للحق ببعض تجاوبهم أم كانوا يطالبونهم بالرجوع عن باطلهم كلياً ؟!
ثم أين هو هذا التجاوب المزعوم ولو في نصف ورقة ؟!!
7- ثم هؤلاء يرون أن ما هم عليه هو حق وأن غيرهم على الباطل ! فأي تجاوب تريد منهم يا حلبي ! كفاك تلاعباً بعقول الناس ومشاركة لمن يحاول الضحك على أهل الحق بمثل هذه التلبيسات !!!
8- ومن تلبيسك يا حلبي أنك نقلت أن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى نصح هذه الجمعية في تعاملها مع عبد الرحمن عبد الخالق ! وكأنه هو فقط نقطة الخلاف بين السلفيين والجمعية ! بينما الحقيقة أن عبد الرحمن عبدالخالق هو أحد نقاط الخلاف الكبيرة ولكن هناك نقاط أخرى منتقدة على الجمعية تدل على وقوعهم في الباطل .
9- ثم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى يبدعهم ويضلل ويحرم التعامل معهم ويحذر منهم . وقد سبق نقل شيءٍ من كلامه في الحلقة الثانية عشرة .
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص41-42) ( وَمَعَ هَذِهِ الانْتِقَادَات -جَمِيعاً- إِلاَّ أَنِّي لاَ أَرَى مُعادَاتَها، وَلاَ وَمُخاصَمَتَهَا..وَلاَ أُقِرُّ -البَتَّةَ- ادِّعَاءَ أَنَّها (قُطْبِيَّة)، أَوْ (تَكْفِيرِيَّة)! -بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهم - على عَكْس ذَلِك-.
وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} .
وَحَالِي مَعَهُم -وَمَعَ مَشَايِخِهِم- مَعَ الفَارِق!- كَمَا قَالَ أَحْمَدُ فِي إِسْحَاقَ بن رَاهويه: «لَمْ يَعْبُر الجِسْرَ -مِنْ خُرَاسَان- مِثْلُ إِسْحَاقَ بنِ رَاهويه - وَإِنْ كَانَ يُخالِفُنا فِي أَشْيَاءَ -؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَل يُخالِفُ بَعْضُهُم بَعْضاً» كما في سير أعلام النبلاء (11/371) .
ومثله معهم ومع مشايخهم أيضاً مع الفارق ما قاله الإمام يونس الصدفي رحمه الله :" ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال :" يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة" كما في سير أعلام النبلاء (10/16).
وقال عقبها :" هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون".
وعلق الحلبي في الحاشية بقوله (بل قد يكون الأمر أحياناً أعظم من ذلك فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/229) إلى بعض المسائل العلمية العقدية والمسائل العملية ثم قال : " وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية..."
وقال أيضاً في (19/123) منه : وتنازعوا أي الصحابة في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة ... " انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي مع اعترافه بوقوع الجمعية في مخالفة الحق في مسائل كبار إلا أنه لا يرى معاداتها ومخاصمتها !!! بينما الحلبي يشن هجوماً شرساً قذراً على بعض المشايخ السلفيين الذين كشفوا عواره ومخالفته للحق، ويطعن في هؤلاء المشايخ في مجالسه الخاصة ليس بين شباب بلده بل حتى في أمريكا وأوربا وغيرها .
2- لكن فات الحلبي أمر مهم أن هذه القضايا لا دخل فيها للرأي والاجتهاد، فمن خالف منهج السلف الصالح فحكمه عند السلف الهجر والتبديع بعد النصيحة والبيان .
3- ولم يكتفِ الحلبي بعدم المعاداة والمخاصمة حتى نفى رميها بالقطبية والتكفيرية، بل أثبت لها خلاف ذلك بقوله ( بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهم - على عَكْس ذَلِك-.)
وفي النسخة المتداولة القديمة (بَلْ أَنَا عَلَى (يَقِين) أَنَّهُم -بِالجُمْلَةِ- عَكْس ذَلِك.).
فلا أدري لماذا حذف الحلبي كلمة (بالجملة) التي تفيد أنهم وقعوا في شيء من منهج التكفير والقطبية !!!
ولا شك أن هذا القول منه إن كان مع علمه بحال جمعية إحياء التراث، يدل على خطورة حال الحلبي؛ لأنه يوافقهم فيما هم عليه من ضلال ويراه حقاً .
وإن كان مع جهله بحقيقة أمرهم فما كان ينبغي له التكلم في مسألة لم يحط بها علماً، وقد أحسن من انتهى إلى ما قد علم، وقد أساء من تكلم فيما لا يعلم وظلم.
4- وهذا الكلام من الحلبي فيه سوء أدب، وعدم لزوم منهج السلف الصالح ولا القواعد العلمية من عدة جهات :
الأولى : أنه بهذا الموقف – وبعد معرفته بحالهم ومنهجهم الفاسد واطلاعه عليه من أكثر من عشرين سنة – وعلمه باستمرارهم في ما هم عليه ! بل يزدادون بُعداً عن منهج السلف وتفريقاً بين السلفيين في العالم مع كل هذا هو يخالف من ينتقدها بحق ونصح من أهل العلم وخاصة من بلديهم الذين سبروا حالهم فجاء الحلبي ليضرب بقولهم عرض الحائط، ولم يعتبره أصلاً !
خالف جماعات من أهل العلم وجملة منهم من بلديهم أو من سار معهم فترة من الزمان خابراً لحالهم، فجاء الحلبي بكل صلافة فضرب بقولهم عرض الحائط، ولم يعتبره أصلاً .
الثانية : جعل الحلبي أهل العلم الذين خالفوا وردوا على جمعية إحياء التراث ظالمين لهم وأنهم فعلوا ذلك لهوى نفسهم .بقوله ( وَلاَ أَظْلِمُ مَنْ أُخَالِفُ -مَا اسْتَطَعْتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً-؛ مُتَبَرِّئاً إِلى الله مِنَ الخُنُوعِ لِمَا أَهْوَاه ).
وما أبعد الحلبي عما ادعاه .
الثالثة : أن الحلبي تقدم بين يدي العلماء الكبار ومنهم العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - فلم يحترم كلمتهم وتوجيهاتهم ونصائحهم.
الرابعة : قول الحلبي (لا أرى) أقول : رأي الجماعة - الذين خبروا حال إحياء التراث - أحب إلينا من رأي الواحد الثقة. فكيف إذا كان مثلك ممن هو معروفة حاله ومواقفه التي ليس فيها نصرة للحق، بل خذلانه ونصرة أهل الباطل !!!
الخامسة : كيف تقول إنك على يقين وعندهم البيعة والحزبية والأمارة وأنت تضلل من وقع في هذه الأمور فأي ثقة في يقينك أيها الحلبي.
5- والحلبي لبس باستدلاله بكلام الإمام أحمد والإمام يونس الصدفي، فكلامهما في الاختلاف في المسائل الاجتهادية الفرعية التي لا نص فيها، وليس كلامهما في الاختلاف في الأصول والمنهج ولا في اختلاف الحق مع الباطل.
6- وقد أشار الذهبي بقوله (فما زال النظراء يختلفون) إلى أن الاختلاف سببه : الاجتهاد في المسألة لعدم الوقوف على الدليل أو لسبب آخر - كما ذكره ابن تيمية في رفع الملام - مع طلبهم للحق بلا هوى .
7- ويؤكده أن الإمام الشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه ويونس الصدفي كلهم أئمة في السنة والعلم .
8- ومما يبطل كلامك يا حلبي موقف هؤلاء الأئمة ممن خالفوا الحق، فقد سأل أَبُو دَاوُد الإمامَ أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ : أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ ؟
فقَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ".أخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/160).
وقال الحميدي ذكر الشافعي حديثاً. فقال له رجل: تأخذ به يا أبا عبد الله ؟
فقال : أفي الكنيسة أنا أو ترى على وسطي زناراً نعم أقول به وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت به " .
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وغيره .
وقال البيهقي في مناقب الشافعي (1/469) : كان الشافعي رضي الله عنه شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرتهم " انتهى .
فأين ما تدعيه أيها الحلبي من التسوية بين أهل الحق والباطل .
ثم يقال للحلبي : أرأيت لو خالف أحدٌ (أحمد أو إسحاق أو يونس أو الشافعي) الحق معانداً أتكون مواقفهم منه مثل مواقفك أيها الحلبي وأمثالك من التمييع والمداهنات والدفاع عنه بالباطل؟
إن قلت : نعم ! فقد طعنت فيهم .
وإن قلت : لا ؛ فقد رددت على نفسك .
9- ولبس الحلبي إذ أوهم أن موقف السلف مع من خالف الحق، المصافاة والليونة والتمييع بينما كان موقف السلف مع من خالف الحق شديداً، وقد سبق تقريره كما في (الحلقة السابعة) .
10- وأساء الحلبي الأدب في مقارنته بين حاله وحال أولئك الأئمة : ففرق بينهم وبين جمعية إحياء التراث والحلبي فأولئك من أئمة السنة وأعلام الهدى أما الحلبي فمخالف للسنة ومنهج السلف الصالح وجمعية إحياء التراث فهي على ضلال بل ومحاربة لمنهج السلف .
11- ثم ما هذا الرفق واللين مع المخالفين للحق! والشدة والعنف على أهل الحق .
12- وأما قول الحلبي (بل قد يكون الأمر أحياناً أعظم من ذلك فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (9/229) إلى بعض المسائل العلمية العقدية والمسائل العملية ثم قال : " وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية ..."
وقال أيضاً في (19/123) منه : وتنازعوا - أي الصحابة - في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحى وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة ... " انتهى
أقول : هذا من تلبيس الحلبي وتدليسه عامله الله بما يستحق .
فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية الأول في اختلاف السلف في المسائل العملية والعلمية مع طلبهم للحق، وحرصهم عليه لا لهوى ، ولا لبدعة وضلالة، لكن من خالف الحق ممن بعد الصحابة وقامت عليه الحجة فإنه يوصف بما يستحقه، من غير تمييع ولا تضييع.
ويدل عليه قوله قبل هذا الكلام في نفس الصحيفة التي نقل منها ما يريد :هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك منى أنى من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية"
ولكن الحلبي من تدليسه لم ينقل كلام شيخ الإسلام الذي يبطل عليه استدلاله، وقد أحال على الجزء التاسع عشر بينما كلام شيخ الإسلام في الجزء الثالث من الفتاوى من نفس الصحيفة !!!
ثم هذه جزئيات فليس الخلاف بينهم في عذاب القبر، وليس الخلاف بينهم في رؤية الله في الدار الآخرة .
أرأيت أيها الحلبي لو كان الخلاف بينهم على هذا الوجه الأصولي أيتساهل فيه الصحابة أو شيخ الإسلام أو أحد من أئمة السنة .
ثم أليس لشيخ الإسلام ابن تيمية عشرات المجلدات في الرد على أهل الأهواء!
أليست حياته كلها جهاداً لأهل البدع ويرى أنه لا يسعه السكوت عنها وعنهم!
أتريد أن يترك أهل السنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليكونوا كمن قال الله فيهم{ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } .
فيا لها من محنة ! ويا له من بلاء من أناس يزعمون أنهم سلفيون وهذا حالهم !
وأما كلام شيخ الإسلام الثاني فهو في مقام الكلام عن المسائل الاجتهادية التي تنازع فيها الصحابة رضوان الله عليهم واتفقوا على عدم تضليل المخالف، حيث قال رحمه الله تعالى (19/122-124) : " وأما ما يشبه ذلك – أي تنوع شرائع الأنبياء - من وجه دون وجه فهو ما تنازعوا فيه مما اقروا عليه وساغ لهم العمل به من اجتهاد العلماء والمشايخ والأمراء والملوك كاجتهاد الصحابة في قطع اللينة وتركها واجتهادهم في صلا ة العصر لما بعثهم النبي إلى بني قريظة وأمرهم أن لا يصلوا العصر إلا في بني قريظة فصلى قوم في الطريق في الوقت وقالوا إنما أراد التعجل لا تفويت الصلاة وأخرها قوم إلى أن وصلوا وصلوها بعد الوقت تمسكا بظاهر لفظ العموم فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدة من الطائفتين وقال : " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " .
وقد اتفق الصحابة في مسائل تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم كمسائل في العبادات والمناكح والمواريث والعطاء .... وهم الأئمة الذين ثبت بالنصوص أنهم لا يجتمعون على باطل ولا ضلالة ودل الكتاب والسنة على وجوب متابعتهم
وتنازعوا في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة
وهذه المسائل منها ما أحد القولين خطأ قطعاً ومنها ما المصيب في نفس الأمر واحد عند الجمهور إتباع السلف والآخر مؤدٍ لما وجب عليه بحسب قوة إدراكه ... فهذا النوع يشبه النوع الأول من وجه دون وجه أما وجه المخالفة فلأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن الإقرار على الخطأ بخلاف الواحد من العلماء والأمراء فانه ليس معصوما من ذلك ولهذا يسوغ بل يجب أن نبين الحق الذي يجب إتباعه وإن كان فيه بيان خطأ من أخطأ من العلماء والأمراء وأما الأنبياء فلا يبين أحدهما ما يظهر به خطأ الآخر وأما المشابهة فلأن كلا مأمور بإتباع ما بان له من الحق بالدليل الشرعي كأمر النبي بإتباع ما أوحي إليه .
وليس لأحدهما أن يوجب على الآخر طاعته كما ليس ذلك لأحد النبيين مع الآخر وقد يظهر له من الدليل ما كان خافياً عليه فيكون انتقاله بالاجتهاد عن الاجتهاد ويشبه النسخ في حق النبي لكن هذا رفع للاعتقاد وذاك رفع للحكم حقيقة.." انتهى
فظهر بهذا الكلام الفارق السحيق العميق فالصحابة لم يخالفوا الحق متعمدين، بل هم مأجورون وإن أخطؤوا؛ لاجتهادهم وطلبهم للحق.
وقوله ليس لأحد أن يوجب على الآخر طاعته أي في المسائل الاجتهادية التي اختلفوا فيها وساغ فيها الاختلاف، أما من خالف الحق فإنه يرد عليه ويبين له، فإن رجع وإلا ضلل .
تنبيه : في مجموع الفتاوى (وتعذيب الميت ببكاء أهله) ولكن وقع في كتاب الحلبي (وتعذيب الحي ببكاء أهله) وهو خطأ ظاهر .
ثالثاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص43) : وَقَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين -كَمَا فِي «جَرِيدَة المُسْلِمُون» (4730)- : «وَالوَاجِبُ عَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يُقَوِّمَ شَخْصاً -تَقْوِيماً كَامِلاً -إِذَا دَعَتِ الحَاجَةُ- أَنْ يَذْكُرَ مَسَاوِئَه، وَمَحاسِنَه». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي أورد هذا الكلام ليدافع عن جمعية إحياء التراث الإخوانية القطبية، وليسوغ لنفسه ذكر ما عند هذه الجمعية من حسنات .
2- وليت الحلبي استعمل هذا المنهج مع بعض المشايخ السلفيين والشباب السلفي الذي شن عليهم حملة شعواء بلا هوادة ولكنها باءت بالخسران بحول الله وقوته.
3- وقد سبق في (الحلقة الرابعة) بيان أنه لا يوجد دليل من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح على إيجاب ذكر الحسنات مع السيئات في حال التقويم وحال الترجمة.
رابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص43-) : وَلَسْتُ فِي هَذا المَوْقِفِ بِدْعاً مِنَ النَّاسِ -وَأَيُّ نَاس
1- فَهَذا فَضِيلَةُ الشَّيْخ صَالِح الفُوزَان -وَفَّقَهُ الله- يُقَرِّظُ كِتَاب «حُكْم العَمَل الجَمَاعِي» لِلشَّيْخ عَبْد الله السَّبْت، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ مَشَايِخِ هَذِهِ (الجَمْعِيَّة)-.
2- وَهَذَا فَضِيلَةُ أُسْتَاذِنا الشَّيْخ ابْن عُثَيْمِين-رَحِمَهُ الله- يُسْأَلُ- فِي «لِقَاء البَاب المَفْتُوح» (رَقَم: 104/11):
«بِخُصُوصِ الدَّعْوَةِ عِنْدَنا بِالتَّنْظِيم خَاصَّة؛ فَنُوَزِّعُ المَنْطِقَةَ عِنْدَنا -خَاصَّة (جَمْعِيَّة إِحْيَاء التُّرَاث)-، حَيْثُ تَتَوَزَّعُ عَلَى عِدَّةِ قِطَع، وَكُلُّ قِطْعَةٍ لَها مَسْؤُول، وَهَذا المَسْؤُولُ يَرْجِعُ إِلَى مَسْؤُولٍ أَعْلَى مِنْه، كَتَنْظِيمٍ دَعَوِيٍّ -مِنْ نَاحِيَةِ دُرُوسٍ وَغَيْرِه-، فَالسُّؤَالُ هُنا:
هَلْ هَذا المَسْؤُولُ طَاعَتُهُ وَاجِبَة؟
فَأَجَابَ فَضِيلَتُهُ -رَحْمَةُ الله عَلَيْه-:
«إِذَا كَانَ هَذا التَّنْظِيمُ مِنْ قِبَل وَلِيِّ الأَمْر: فَإِنَّهُ يَجِبُ التَّمَشِّي بِما يَقُول؛ لِأَنَّهُ نَائِب عَنْ وَلِيِّ الأَمْر الَّذِي تَجِبُ طَاعَتُهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله.
وَأَمَّا إِذَا كَانَ تَنْظِيماً دَاخِلِيًّا؛ لاَ عَلاَقَةَ لِلحُكُومَةِ فِيه؛ فَهَؤُلاءِ إِنْ رَضُوا أَنْ يَكُونَ هَذَا أَمِيرَهُم: فَطَاعَتُهُ وَاجِبَةٌ؛ وَإِنْ لَمْ يَرْضُوا: فَلاَ يَجِبُ طَاعَتُه ». انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- من العجيب الغريب في حال الحلبي أنه يستدل بأمر لا يقول به بل يراه خطئاً بل بدعة، فالعمل الجماعي والأمارة والبيعة عند الحلبي من الأمور المبتدعة.
فلا أدري كيف استساغ لنفسه الاستدلال بأمر يراه خطأ، أليس هذا من التقليد الذي يحاربه الحلبي فيما يزعم ؟!
أم أنه من الكيل بمكيالين والوزن بميزانين ؟!
2- وقد نقض الحلبي غزله بنفسه حيث قال في كتابه (ص45) : " أَمَّا الأُولَى: فَقَدْ طَلَبَ مِنِّي الشَّيْخُ عَبْدُ الله السَّبْت -نَفْسُهُ- تَقْرِيظَ كِتَابِهِ هَذا -قَبْلَ طَلَبِهِ مِنَ الشيخ الفُوزَان-، وَرَفَضْتُ -وَذَلِكَ فِي (دُبَيّ)-.
فَمَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ المبني على الولاء والبراء ! مَعْرُوف.
وَقَدْ كَتَبْتُ رِسَالَة «البَيْعَةِ بَيْنَ السُّنَّة وَالبِدْعَة- عِنْدَ الجَمَاعَاتِ الإِسْلاَمِيَّة-» قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْن! ومثلها بعدها بيسير كتابي : " الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي" .
أَمَّا الثَّانِيَّة: فَكَلاَمُ الشَّيْخ ابْنُ عُثَيْمِين -فِي فَتْوَاه- لاَ يَخْرُجُ-تَفْصِيلاً- عَمَّا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ السَّبْتُ فِي رِسَالَتِه -تَأْصِيلاً-، وَقَرَّظَهَا لَهُ الشَّيْخ الفُوزَان!
وَمَا قُلْتُهُ هُناك أَقُولُهُ هُنا! "
فَمَوْقِفِي مِنَ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ التَّنْظِيمِيّ الحِزْبِيّ مَعْرُوف.
وإني على يقين بأنه : لا واجب إلا ما وجب بالنص الشرعي، والدليل المرعي ..
ولم يدخل الحزبيون على أشياعهم بالتعصب إلا من باب الرضا بالإمارة ووجوب طاعة أربابها!!
نعم قد يكون تجويز الشيخين الفاضلين لهذا الأمر من باب الترتيب، والتنسيق، والنظام الإداري .. لا من باب الإمارة الحزبية أو البيعة غير الشرعية، والإلزام بما لا يلزم !! فتنبه " انتهى
1- أقول هذا الكلام بطوله هو رد الحلبي على الحلبي .
2- وكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى والشيخ الفوزان من باب الترتيب والتنسيق لا من باب الإمارة الحزبية والبيعة غير الشرعية جزماً عند أهل العلم ! بخلاف ما أوهمه قولك أيها الحلبي (قد يكون تجويز الشيخين ....) فلا تستعمل القد قدة! التي يستعملها أهل السياسة والحيل للمرواغة. كما يقوله العلامة الألباني رحمه الله تعالى. وكلام الشيخ العلامة ابن عثيمين والشيخ العلامة الفوزان في هذه القضية مشهور معلوم عند صغار السلفيين.
3- ثم لماذا التلبيس أيها الحلبي بمثل هذا الكلام، فهل يفيد تقديم الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى لكتاب عبد الله السبت أنه يقر حال الجمعية أو أنه يشجعها على بث الفتن بين السلفيين وتمزيق شملهم .
4- وهل تدل فتوى الشيخ ابن عثيمين على أنه اطلع على ما عندهم من انحراف ومخالفة للحق وأيدهم .
5- أنت بهذا تصور هاذين العالمين السلفيين بأنهما يؤيدان أهل الفتنة والبدع والضلال، مع أن كلامهما لا ينطبق على واقع جمعية إحياء التراث الإسلامي الإخواني القطبي، والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان يريان أن جماعة الإخوان من الاثنتين والسبعين فرقة .
6- والعجيب أن تذكر أنك ألفت كتابين في الرد على من يرى البيعة والتنظيم الحزبي الدعوي وترى أنه من البدع والضلال، ثم تزكي وتدافع عمن وقع فيهما ! فلماذا خالف فعلك كتابتك ! نعم صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " إذا لم تستح فاصنع ما شئت ". أم أنه من التغير والتبدل الذي حصل لك ! نعم صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث كان يدعو : " يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دِينِكَ ".
خامساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص44) : "
3- وَهَؤُلاءِ أَئِمَّةُ الحَرَمِ المَكِّي -وَفَّقَهُم الله- يَزُورُونَ (الجَمْعِيَّة) -مِثْل الشَّيْخ مُحَمَّد السُّبَيِّل، وَالشَّيْخ صَالِح بِن حُمَيد، وَالشَّيْخ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدَيْس- وَيُثْنُونَ عَلَيْهَا.
مِنْ ذَلِك: كَلاَمُ الشَّيْخ السُّدَيْس -وَفَّقَهُ الله- فِي (الجَمْعِيَّة)،وَأَنَّهَا: «عَلَم مِنْ أَعْلاَمِ المَنْهَج السَّلَفِيِّ المُتَمَيِّز، وَالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّة..» -كَمَا هُوَ مقطوعٌ عَنْهُ-.
4- وَأَمَّا تَزْكِياتُ الشَّيْخ ابْن بَاز، وَالشَّيْخ العُبَيْكَان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح آل الشيخ لِلْجَمْعِيَّة؛ فَمَشْهُورَة لا تدفع.) "
وعلق الحلبي فوق اسم الشيخ محمد السبيل في الحاشية رقم (1) بقوله:
انْظُر ثَناءَ فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي -وَفَّقَهُ الله- عَلَيْهِ فِي مُقَدِّمَتِهِ لِكِتابِهِ «النَّصْر العَزِيز...» (ص11) ، وكذا كتابه المجموع الواضح (ص463) .
وعلق الحلبي في الحاشية رقم (2) بقوله : " وَلاَ شَكَّ أَنَّهُمْ مُزَكَّوْنَ مِنْ قِبَلِ أَوْلِيَاءِ الأُمُور -أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ-، إذ َلاَ يُمْكِنُ في الغالب أَنْ يَتَبَوَّأوا مِثْلَ هَذا المَنْصِبِ الفَخْم دُونَ أَهْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ عَقَائِدِيَّةٍ مأمونةٍ..
فَالطَّعْنُ بِهِم -وَالحَالَةُ هَذِهِ- طَعْنٌ بِمَنْ زَكَّاهُم، وَبَوَّأَهُم..
نعم يخطئ الجميع؛ لكن البحث في البدع والتبديع".
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- لا أدري ما الذي أوقع الحلبي في مثل هذا الاستدلال الذي لا يستدل بمثله إلا من أفلست حجته ! فالحجة في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
2- والعجيب أن الحلبي نفسه رد على الصابوني في صلاة التراويح حين استدل الصابوني بمشروعية صلاة عشرين ركعة لا بزيارة أئمة الحرم ولكن بصلاة أئمة الحرم! وليس في العصر السعودي بل عبر العصور حيث قال الحلبي في الكشف الصريح (61) وما بين القوسين مني لإلزام الحلبي بقوله : نحن أهل السنة والحديث من المسلمين قدوتنا كتاب الله سبحانه، وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم!!
والحرمان فأئمتهما غير معصومين، فهم معرضون للخطأ والصواب .
ثم ما الذي أعلم (الحلبي أن أئمة الحرم المكي الذين زاروا إحياء التراث الإسلامي كانوا يعلمون بحال جمعية إحياء التراث الإخواني ).
هل لديه (علم عن كل إمام) أم اطلع الغيب أم هو التهويش والتشويش.
ثم لو أن (أئمة الحرم المكي) جدلاً أقروا (حال الجمعية) فهل مجرد إقرارهم (حال الجمعية) يكون مسوغاً للأخذ بهذا القول دون دليل ؟!
الجواب على هذا عند أهل التحقيق : لا .
أما عند أهل التقليد الذين ارتضوا بالتقليد حكماً على دينهم ومنهجاً لهم فهو نعم !! وهذا عين الغلط والسقم " انتهى .
فهذا من درر ردَّ الحلبي على الحلبي .
3- ومن زكى الجمعية من العلماء السلفيين فتزكيتهم صدرت على حسب ما جاءهم من الوصف لهذه الجمعية ولم يطلعوا على ما فيها من خبايا أو أنهم زكوها قبل أن تعرف حقيقتها أو ينقلب حالهم . ولذلك جزم الشيخ مقبل الوادعي أن العلامة الإمام ابن باز لو وقف على ما عند جمعية إحياء التراث من فتن وضلالات لتركهم حيث قال رحمه الله تعالى :وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح لهأمرهم سيتبرأ منهم " انتهى .
وقال الشيخ مقبل رحمه الله أيضاً : " إنه لا يكفي انتقاد الشيخ عبدالعزيز بن باز في قضايا يسيرة ، بل الرجل أضلّ أمماً وفرّق كلمة أهل السنة، وغرّ الناس بديناره لا بأفكاره. فجمعية إحياء التراث بالكويت هي التي تجمع الأموال ثم ترسل عبدالرحمن عبدالخالق ليضل الناس ويشتت شملهم، فالدعوة غنية عن عبدالرحمن وعن أفكاره، فعليه بالجلوس في بيته! وإن كان غيوراً على الإسلام فليذهب إلى مصر ، فإنها محتاجة إلى دعاة، ولعله سيتفق مع الأزهريين في آرائهم، أفكار الضياع والميوعة". انتهى
وقال أيضاً رحمه الله تعالى كما في تحفة المجيب (198) عن جمعية إحياء التراث :"هم يتلونون فقد ردَّ عليهم الشيخ عبد العزيز بن باز، ثم يأتي عبد الرحمن عبد الخالق، وأنا متأكد أنه ما أجاب بما أجاب به ولا تراجع عما تراجع عنه إلا أنه يخشى من الحكومة الكويتية؛ فإنها تثق بالشيخ ابن باز وتحبه، فلو قال لهم : رحلوه، هذا لا خير فيه، لرُحل .
من أجل هذا تراجع، ونحن نقول لعبدالرحمن عبدالخالق : هل تراجعت عن قولك أنه لا بأس بالتحالف مع العلمانيين ... وقد عمَّ الفساد وطم في الكويت، وعبد الرحمن عبد الخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.
وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن ..... جمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان ...وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا فلا بارك الله في عبدالرحمن عبد الخالق " .
والعجيب أن الحلبي قال فيما سماه بـ "منهج السلف الصالح" (ص107) : وَفِي «تَهْذِيب التَّهْذِيب» (9/131) عَن أَبِي عَلِيٍّ النِّيسَابُورِيّ، قَال: «قُلْتُ لابْنِ خُزَيْمَة: لَوْ حَدَّثَ الأُسْتَاذُ عَنْ مُحَمَّد بن حُمَيد؛ فَإِنَّ أَحْمَد قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْه؟!
فَقَال: إِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْه؛ وَلَو عَرَفَهُ -كَمَا عَرَفْنَاه-مَا أَثْنَى عَلَيْهِ -أَصْلاً-».
وعلق الحلبي على قوله ( لو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه ) بقوله (وقد لا يفعل)
أي أن الإمام أحمد لا يقبل الجرح المفسر ولو وقف عليه !! كحال التراثيين وأتباعهم من المميعين والمضيعين لكن ثبت عن الإمام أحمد قبوله للجرح المفسر وتراجعه عن تعديله !
فهذه حجة تدين الحلبي وأمثاله ممن لا يقبل جرح العلماء المفسر، ويرده لهواه لا بحجة وبرهان . وقد سبق في (الحلقة السادسة) الرد على الحلبي في تعقيبه المتهافت .
4- ويدل على ذلك أن العلماء السلفيين الذين زكوا الجمعية يرون أن الإخوان المسلمين من فرق الضلال .
5- ثم من زكى الجمعية من العلماء فقولهم معارض بالجرح المفسر الواضح الصريح لهذه الجمعية، فكلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن كلام العلماء يستدل له ولا يستدل به.
6- فهل يصح لك أيها الحلبي أن تجعل دليلك التقليد دون طلب الحجة والدليل!!! فهل الحق معلق بالأشخاص!!!
7- ثم هل مجرد الزيارة لهذه الجمعية تعتبر تزكية! أم أن الجمعية والقائمين عليها يحكم عليهم على حسب أعمالهم وأقوالهم بالميزان السلفي القويم .
ومن رد الحلبي على الحلبي :
ما قاله الحلبي لسماحة المفتي في مقال ( مَعَ كلمة فضيلة الشيخ المُفتي في (سيّد قُطب) تأْييد ؛ لا تقليد! ) : " وَالظَّنُّ الحَسَنُ بِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفْتِي -نَفَعَ اللَّهُ بِه- لَوْ أُوقِفَ عَلَى هَذِهِ الحَقائِقِ-أَو بَعْضِهَا- أَنْ لا يُخَالَفَ فَتَاوَى مَشايِخِ العَصْرِ وَعُلَمائِهِ -مِمَّنْ هُم فِي طَبَقَةِ شُيُوخِه-؛ وَأَوَّلُهُم وَأَوْلاهُم سَلَفُهُ فِي مَنْصِبِ الإِفْتاءِ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بِن باز -رَحِمَهُ اللَّهُ-تَعالَى- وَهوَ مَن هو - …
فعندما نُقل لسماحتِه -رحمه الله - كلامُ ( سيّد قطب) في نبيِّ الله موسى -عليه السلام -، وَقَوْلُهُ فِيهِ؛ أنّه: «نموذجٌ للزعيمِ المُنْدَفعِ العصبيِّ المزاجِ» !! قال سماحتُهُ : «الاستهزاء بالأنبياء ردَّةٌ مستقلةٌ» …
فَالظَّنُّ الحَسَنُ بِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ المُفْتِي -زَادَهُ اللَّهُ تَوْفِيقاً- أَنَّهُ لَوْ عُرِّفَ القَائِلَ (الحَقِيقِيَّ) لِهَاتيك البَلايَا -وَأنّه (سَيِّد قُطب)- لَثَبَتَ عَلَى أَحْكَامِهِ، وَلاَ غَيَّرَ فِيهَا، وَلاَ تَغَيَّرَ بِسَبَبِهَا؛ نُصْرَةً لِلْحَقِّ -نَصَرَهُ اللهُ بالحقِّ ، ونَصَر الحقَّ به- .
وَاللَّهُ العَاصِمُ...
وَقَدْ عَلَّقَ على فَتْوَى فَضِيلَتِهِ (البَعْضُ!) -قائِلاً -: ( فَلا شَكَّ أَنَّ رَأْيَهُ يَلْقَى قَبُولاً عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ المُسْلِمينَ..)!!
فَنقُول : هَذَا -هَكَذا- صَنِيعُ العَوَامِّ وَالمُقَلِّدَةِ ؛ أَمَّا أَهْلُ العِلْمِ المُحَقِّقُون -وَطُلاَّبُهُ المُتْقِنُون - : فَعِنْدَهُمْ مِيزَانُ الحَقِّ المُسْتَقِيم الَّذي يَقِيسُونَ بِهِ مَقَالاَتِ الخَلْقِ -صِحَّةً وَخَطَأً ، صَوَابَاً وَغَلَطاً!!
فَالكَبيرُ هُوَ الحَقّ بِبَهَائِهِ ، لا الأَسْمَاءُ ولا الأَشْخَاصُ -سِوَى رُسُلِ اللهِ وَأَنبيائِهِ -. ) انتهى
فلا أدري هل يعتبر الحلبي نفسه من العوام والمقلدة أم أنه من طلبة العلم !!!
8- وتعليق الحلبي في الحاشية بنقل ثناء الشيخ ربيع المدخلي على الشيخ محمد السبيل فيه دسيسة من الحلبي للطعن في الشيخ ربيع المدخلي؛ لأنه يريد أن يقول إن الشيخ ربيع المدخلي لم يطعن في الشيخ محمد السبيل لزيارته للجمعية وطعن فيمن له زيارة أو علاقة بالجمعية فهو يكيل بمكيالين ويزن بميزانين !!
وما درى الحلبي المسكين أن هذا هو العدل والإنصاف والمنهج السلفي، فالشيخ محمد السبيل معروف بسلفيته وتضليله لمنهج الإخوان المسلمون مما يدل على أنه لم يطلع على حال جمعية إحياء التراث الإخوانية، وقد يكون وصله الخبر بتزكيتهم فمثله والحال هذه يعذر بخلاف حالك أيها الحلبي الذي تعرف حالهم وخباياهم ولكنك تماحل بالباطل . لكن الله يعلم السرائر والخفايا فاعدد للسؤال جواباً !
فهل تريد من السلفيين أن يكونوا كالحدادية غلاة في التجريح !
أليس هذا ما تنكره فلماذا تريد أن نواقعه !
ما هذا التلبيس والتدليس يا حلبي !
9- وتعليق الحلبي في الحاشية بقوله (وَلاَ شَكَّ أَنَّهُمْ مُزَكَّوْنَ مِنْ قِبَلِ أَوْلِيَاءِ الأُمُور -أُمَرَاءَ وَعُلَمَاءَ-، إذ َلاَ يُمْكِنُ في الغالب أَنْ يَتَبَوَّأوا مِثْلَ هَذا المَنْصِبِ الفَخْم دُونَ أَهْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَنْهَجِيَّةٍ عَقَائِدِيَّةٍ مأمونةٍ.. فَالطَّعْنُ بِهِم -وَالحَالَةُ هَذِهِ- طَعْنٌ بِمَنْ زَكَّاهُم، وَبَوَّأَهُم.. نعم يخطئ الجميع؛ لكن البحث في البدع والتبديع".
هو أيضاً : من نميمته ودسائسه؛ فالحلبي يريد أن يوقع العداوة بين السلفيين وبين ولاة أمرهم، ويظهرهم في مظهر السوء لكن سيرد الحلبي على نفسه فالحق ليس معلقاً بالأشخاص فقد نقل الحلبي في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح (ص52-53) عن الشيخ محمد بازمول أنه قال (... الأَصْل أَلاَّ يُرَدَّ الكَلاَمُ بِالأَشْخَاص، بَلْ يُقْبَلُ الكَلاَمُ وَيُرَدُّ بِحَسْبِ مُوافَقَتِهِ لِلحَقِّ؛ أَوْ مُخالَفَتِهِ لَهُ؛ فَإِن وَافَقَ الحَقَّ قِبْلِنَاه، وَإِنْ خَالَفَ الحَقَّ رَدَدْنَاه.
أَمَّا أَنْ يُرَدَّ الكَلاَمُ عَلَى قَائِلِهِ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: فَلا؛ لِمُخالَفَتِهِ الأَصْلَ، وَهُو أَنَّ الحَقَّ لاَ يُعْرَفُ بِالرِّجَال).
وَمِنْهَا: أَنَّ كَوْنَ القائِلِ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: لاَ يَعْنَي أَنَّ كُلَّ كَلاَمِهِ حَقّ، وَكَذَا كَوْنُهُ مِنَ المَشَايِخِ الَّذِينَ لَمْ يَصِلُوا إِلَى دَرَجَةٍ العُلَمَاءِ الكِبَار: لاَ يَعْنِي أَنَّ كُلَّ كَلاَمِهِ بَاطِل.
وَكَمَا جَاءَ عَنِ الإِمَام مَالِك -رَحِمَهُ الله-: «مَا مِنَّا إِلاَّ رادٌّ وَمَرْدُودٌ عَلَيْهِ إِلاَّ صَاحِبُ هَذا القَبْر».
فَعَادَ الأَمْرُ إِلى النَّظَرِ فِي دَلِيلِ هَذا القَائِل، وَمَدَى مُوافَقَتِهِ لِلحَقِّ أَوْ مُخالَفَتِه". انتهى
وعلق الحلبي على قول الشيخ محمد بازمول (أَمَّا أَنْ يُرَدَّ الكَلاَمُ عَلَى قَائِلِهِ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ لَيْسَ مِنَ العُلَمَاءِ الكِبَار: فَلا)
بقوله في الحاشية رقم (1) (أَوْ أَنْ يَقْبَلَهُ لِمُجَرَّدِ أَنَّ قَائِلَهُ مِن العُلَمَاءِ الكِبَار؛ فَلاَ!) انتهى
فهذا الكلام يبطل على الحلبي دسيسته التي حاول أن يوقع السلفيين فيها فالله حسيبه .
10- ثم إن المنصب ليس دليلاً على أن صاحبه من العلماء، أو أن الحق معه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع ( 27/296) :" المنصب والولاية لا يجعل من ليس عالماً مجتهداً؛ عالماً مجتهداً، ولو كان الكلام في العلم والدين بالولاية والمنصب؛ لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلم والدين، وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم والدين"
11- ثم لو كنت صادقاً منصفاً لماذا رددت في عدة مؤلفات على هيئة كبار العلماء وهم صفوة من أهل العلم باختيار ولاة الأمور، وأزبدت وأرجفت ولم تقبل توجيههم ونصائحهم . أم أنه الكيل بمكيالين والوزن بميزانين !
سادساً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص46) (صلاتي العلمية بمشايخها كما أشرت قبلاً حسنة أناصحهم، وأتواصى وإياهم بالحق والصبر من غير تبديع ولا تضليل ... نعم انتقدهم برفق، وأناصحهم بشفقة. وقد يقع الانتقاد والمناصحة منهم إليَّ فكلنا ذوو خطأ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي له صلة حسنة مع مشايخ جمعية إحياء التراث وهو يعرف أنهم على منهج إخواني حزبي إلا أنه يكابر ويماحل بالباطل .
2- وهذا من الحلبي نصرة لأهل الباطل، وتكثير لسوادهم وتغرير العوام بهم .
3- الحلبي لا يغار على دين الله فيخالط من خالف الحق مصراً عليه لأكثر من عشرين سنة ويصفها بالعلاقة الحسنة، بينما كان السلف يهجرون من خالف الحق ولو لم يكن عن بدعة . فعن سَالِم بن عبد اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إذا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا قال فقال بِلَالُ بن عبد اللَّهِ والله لَنَمْنَعُهُنَّ قال فَأَقْبَلَ عليه عبد اللَّهِ [فزبره] فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا ما سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مثله قَطُّ وقال أُخْبِرُكَ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ والله لَنَمْنَعُهُنَّ " . أخرجه مسلم في الصحيح . وعن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللَّهِ بن مُغَفَّلٍ خَذَفَ قال فَنَهَاهُ وقال إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الْخَذْفِ وقال إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا ولا تَنْكَأُ عَدُوًّا وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ قال فَعَادَ فقال أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثُمَّ تَخْذِفُ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له.
4- والحلبي صاحب لين ورفق مع المخالفين، وصاحب عنف مع السلفيين فلا أدري ما السبب !!! أهما المكيلان
5- والحلبي يقبل من القائمين على الجمعية المناصحة والانتقاد، بينما لما نصحه بعض المشايخ السلفيين هاج وماج واضطرب، وأخرج السم الزعاف في كتابه المسمى بـمنهج السلف الصالح.
سابعاً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص46) (... لَمْ يصدر عني تزكية مطلقة للجَمْعِيَّة -قَطُّ-؛ بَل انْتَقَدْتُها عدة انْتِقَاداتٍ -مِنْ غَيْرٍ تَبْديعٍ وَلا تَضْلِيل-كَمَا قَدَّمْتُ-.
وَلَكِنِّي -لِلحَقِّ- (قد) أُدافِعُ عَنْهَا- كَمَا (قد) أُدافِعُ عَنْ غَيْرِهَا -بِالحَقّ-؛ وَذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُ مَا تُظْلَمُ بِهِ، أَوْ يُقَالُ فِيهَا بِغَيْرِ صَواب -كَتُهْمَةِ (القُطْبِيَّة)، وَ(التَّكْفِير)...وَهَذا -عِنْدِي- أَقْرَبُ إِلَى الحَقِّ مِن إِعْلاَنِ المُعادَاةِ لَهَا، وَإِشْهَارِ المُخاصَمَةِ مَعَهَا، وَجَعْلِ المَوْقِفِ مِنْهَا امْتِحاناً بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّة، وَفِتْنَةً لَهُم؛ مِمَّا يَزِيدُ الفِتْنَة، وَيُعْظِمُ البَلاَء ... وليس هذا من مقاصد الإسلام في شيء) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- الحلبي يزعم أنه لم يزكِ جمعية إحياء التراث تزكية مطلقة؛ لأنه زكاها لكن مع الانتقادات الكبرى التي وجهها لها، وهذا بناء على أصله الفاسد نصحح ولا نجرح، الذي جارى وشابه فيه فرقة الإخوان المسلمون .
2- ولم يطلب السلفيون من الحلبي أن يبدع الجمعية لكن طلبوا منه أن يسكت عن الدفاع عنها والثناء عليها مطلقاً أو مقيداً أو مقدقداً .
3- ولا يزال الحلبي يرمي العلماء السلفيين بأنهم يظلمون جمعية إحياء التراث بوصفها بالإخوانية القطبية، مع أن السلفيين تكلموا في هذه الجمعية بالحجة والبرهان وأثبتوا فضائحهم من إصدارات وكلام القائمين على الجمعية ولم يتكلموا جزافاً أو ظلماً وعدواناً كما يرميهم به الحلبي افتراء عليهم .
4- وقد سبق في الحلقة الثانية عشرة مناقشة الحلبي في اتهامه للسلفيين بأنهم ظلموا جمعية إحياء التراث في حكمهم عليها.
5- وقول الحلبي (وليس هذا من مقاصد الإسلام في شيء) انتهى
أقول : بل من مقاصد المنهج السلفي الحفاظ على أهل السنة من أهل الشر والفتنة، وليست مخالطة أهل البدعة والفتنة، والمخالفين والمحاربين للمنهج السلفي من مقاصد الإسلام في شيء.
والفتنة والتفرقة ليست من مقاصد الإسلام في شيء صحيح
وليس السكوت وعدم التحذير من أهل البدع مقصداً للإسلام في شيء.
وليس قلب الحقائق والطعن في السلفيين من الإسلام في شيء .
والقواعد المخالفة لمنهج السلف ليست من الإسلام في شيء .
ثامناً : قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص47) (..... وَلَسْتُ أَلُومُ غَيْرِي إِذا رَأَى غَيْرَ رَأْيِي؛ لَكِنْ: لِيَعْذِرْنِي...)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
1- هل هذا هو المقصود من تأليفك للكتاب؛ ألا يتكلم عليك أحد ؟!
2- ماذا تريد: تريد أن تكون سلفياً موالياً لأهل البدع . تريد أن تكون السلفية منهجاً أفيح واسعاً يسع الجميع = موافقين ومخالفين ؟!.
3- وهذا تطبيق لقاعدة الإخوان (نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)، وقاعدتك الموافقة لهم (لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا) وكلاهما باطل من القول عند أهل العلم.
4- ثم هل دين الله مبني على الآراء فتحرف وتبدل على ما تريد وتريد من العلماء السلفيين أن يسكتوا عن تبديلك وتحريفك وتغييرك للحق بالباطل .
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
يوم الاثنين ظهراً
22 / 6 / 1430هـ