سلسلة احذر يا عبدالله من حقوق عباد الله | مقدمة
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
قال تعالى âإِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَاá |
وقال صلى
الله عليه وسلم :"سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ في
الْدَّيْنِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ وَعَلَيْهِ
دَيْنٌ، مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ". رواه
النسائي، وحسنه الألباني |
وقال ابن قيم الجوزية :"ديوان
المظالم لا يترك الله تعالى منه شيئًا، وهو ظلم العباد بعضهم بعضًا، فإن الله
تعالى يستوفيه كله، وديوان المظالم لا يمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها
واستحلالهم منها". انظر: الوابل الصيب من الكلم الطيب (19).
|
مقدمة السلسلة :
إنَّ الحمد
لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا
شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد :
فهذه سلسلة من المقالات أعالج فيها – بإذن الله - بعض المخالفات والأخطاء الشرعية،
وأصحح بعض المفاهيم الخاطئة والمغالطات المتعلقة بحقوق عباد الله التي أمر الشرع
بحفظها وأدائها إلى أصحابها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :"كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ،
وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ"([1]).
قال شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى :"البغي
العدوان على الغير، ومواقعه ثلاثة بينها الرسول r
في قوله :"إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام"([2]).
فالبغي على الخلق : بالأموال والدماء والأعراض.
في الأموال : مثل أن يدعي ما ليس له أو ينكر ما كان
عليه أو يأخذ ما ليس له؛ فهذا بغي على الأموال.
وفي الدماء : القتل فما دونه يعتدي على الإنسان
بالجرح والقتل.
وفي الأعراض : يحتمل أن يراد بها الأعراض يعني
السمعة فيعتدي عليه بالغيبة التي يشوه بها سمعته ويحتمل أن يراد بها الزنى وما
دونه والكل محرم"([3]).
بل لا يجوز ظلم الكافر قال رَسُول اللَّهِ r
:"أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوِ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ
طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ "([4]).
من هنا اخترت كتابة هذه السلسلة المباركة مذكرًا بالنصوص
الشرعية والآثار السلفية كُل من تسول له نفسه التعدي على عباد الله أذيتهم بأي
صورة كانت .
ولقد دعاني إلى كتابة هذه السلسلة أمور منها :
-
ما نراه من
المظالم والمخالفات بين بعض المسلمين، وترى الظالم يدعي أنه مظلوم ويتلاعب بالنصوص
الشرعية ليُكَيّفَها وينزلها على حاله أو أنه لا يدخل فيها محاولًا الدفاع عن نفسه
ولو بالباطل([5])
!!! والواقع أنه من أهلها وهي أولى به من غيره.
-
ما أخبرني به
بعض إخواننا من وجود بعض الإخوة الصالحين للأسف الشديد يقترضون منه ثم يتلاعبون
بحقوقه وأداء ما وجب عليهم ! ويْ كأنهم لا يخافون الله ولا يراقبونه.
-
ما وقفت عليه
من المماطلة والتلاعب بحقوق الناس من بعض طلاب العلم المتصدرين ممن ظاهره الصلاح
والتقوى والورع؛ للأسف الشديد !!!!
وقد حذر السلف من أمثال هؤلاء فمن ذلك قول بلال بن
سعد :"لا تكن وليًا لله في العلانية، وعدوه في السريرة"([6]).
وقال أيضًا بلال بن سعد :"لا تكن ذا وجهين وذا
لسانين، تظهر للناس ليحمدوك، وقلبك فاجر"([7]).
وأمثال هؤلاء يخدعون ويتصيدون الناس بظاهر صلاحهم
فيأكلون أموالهم ويتلاعبون بحقوقهم لحسن ظنهم واغترارهم بظاهرهم !؟ فجعلوا صلاحهم
صقرًا يصطادون به أموال إخوانهم!!!
وصدق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما
جاءه رجل يشهد عنده فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لست أعرفك، ولا يضرك ألا
أعرفك، ائت بمن يعرفك!
فقال
رجل من القوم: أنا أعرفه.
فقال
عمر: بأي شيء تعرفه؟
قال:
بالعدالة والفضل!
قال
عمر: فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟
قال:
لا!
قال
عمر: فمعاملك بالدينار والدرهم اللذين بهما يستدل على الورع؟
قال:
لا!
قال
عمر: فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟
قال:
لا!
قال
عمر: لست تعرفه !!! ثم قال عمر للرجل: ائت بمن يعرفك"([8]).
عودٌ عَلَى بدءٍ : فهذه مقالات مهمة تعالج تلك
الأمراض والجهالات والأغلوطات والمفاهيم الخاطئة؛ بالأدلة الشرعية والآثار السلفية
فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها.
وهذا جهد المقل؛ فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن
نفسي والشيطان .

حمل الملف الصوتي | |
File Size: | 560 kb |
File Type: |