يا حلبي : صحيح هكذا تعامل العلماء لكن مع العلماء لا مع أمثالك من أهل البدع والأهواء
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فقد وقفت على مقال الحلبي الذي سوده بعنوان ( هكذا تعامل العلماء الربانيون.. وهكذا كانت معاذيرهم -فيما يجب - في الواقع - أن يكون-..)
ولي معه وقفات :
الوقفه الأولى :
يقال للحلبي ( ليس هذا بعشك فادرجي )
فــليس لك في هذا الأمر حق ولا تعلق لك به
فلا ترفع نفسك فوق قدرها أيها السافل !
وذلك أن هذا في تعامل علماء السنة وأهل الحق
وأنت مبتدع ضال صاحب هوى
فليس لك في هذا الباب نصيب
بل : أنت عليك التوبة والرجوع إلى الله عز وجل
وعليك أن ترجع من باطلك إلى الحق
فليس بينك وبين أهل السنة صلة
بل أنت عدو ومحارب لهم
هذه جهة
وجهة أخرى :
أنت لست من العلماء أصلاً !
فلا تعدو قدرك !!
أنت تحتاج أن تدرس العلم وتجلس للعلماء كما وجهتك اللجنة الدائمة
فعليك أن تتأصل في العلم قبل أن تتكلم فيه .
لذلك أورد ابن عبد البر قصة ابن أبي ذئب مع الإمام مالك في باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض من جامع بيان العلم وفضله .
وأشار إلى ذلك في آخره (2/1117) بقوله (( من أراد أن يقبل قول العلماء الثقات الأئمة الاثبات بعضهم في بعض فليقبل قول من ذكرنا قوله ... ))
وكذا أشار إليه الشيخ العلامة صالح آل الشيخ في الموضع الذي نقلت منه بقوله (( ابن أبي ذئب رحمه الله وكان بينه وبين الإمام مالك بعض ما يكون بين العلماء))
بل أنت يا حلبي قلت في عنوان ما سودته ( هكذا تعامل العلماء الربانيون ...))
فهذا تعامل بين العلماء الربانيين
وأنت لست منهم
فهذا من رد الحلبي على الحلبي .
الوقفة الثانية :
الحلبي المسكين يريد أن يقول في هذا المقال لماذا لا أعذر فيما أخطأت فيه
ولماذا لا يحفظ قدري ويعرف لي فأنا رجل صاحب سنة
وضرب مثالاً بموقف ابن أبي ذئب مع الإمام مالك حين شنع عليه رده للحديث
وعدم رضا العلماء بذلك !
مع الاعتذار عن الإمام مالك فيما وقع فيه من مخالفة الحديث دون قصد
فيقال لك يا حلبي للمرة المليون
فرق بين المتعمد والمخطئ
فمنهج السلف الصالح الذي تحاربه وتعادي أهله يفرق بين من وقع في الخطأ تعمداً ومن وقع فيه دون قصد :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (29/43-45) : " سبب الفرق بين أهل العلم وأهل الأهواء مع وجود الاختلاف في قول كل منهما أن العالم قد فعل ما أمر به من حسن القصد والاجتهاد وهو مأمور في الظاهر باعتقاد ما قام عنده دليله وإن لم يكن مطابقاً لكن اعتقاداً ليس بيقيني ...
فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق وقد سلك طريقه
وأما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحق ويعاند عنه .
وثم قسم آخر وهو غالب الناس وهو أن يكون له هوى فيه شبهة فتجتمع الشهوة والشبهة.
فالمجتهد المحض مغفور له ومأجور
وصاحب الهوى المحض مستوجب للعذاب
وأما المجتهد الاجتهاد المركب من شبهة وهوى فهو مسيء وهم في ذلك على درجات بحسب ما يغلب وبحسب الحسنات الماحية وأكثر المتأخرين من المنتسبين إلى فقه أو تصوف مبتلون بذلك" انتهى
وقال الشيخ ربيع المدخلي حامل راية الجرح والتعديل حفظه الله تعالى " كل من وقع في البدع لا يبدع؛ لأنا لو أخذنا بهذه القاعدة؛ لبدعنا أكثر أئمة الإسلام، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنه كثير من أئمة السلف والخلف، وقع في البدعة من حيث لا يشعر، إما لأنه اعتمد حديثاً ضعيفاً، أو فهم من النص غير مراد الله، ومراد رسوله أو لاجتهاد.
الآن عندنا أئمة مجتهدون، وقد يؤديه اجتهاده إلى خطأ أو بدعة فإذا عرفنا سلامة المنهج، وسلامة المقصد، والبعد عن الهوى، وتحري الحق، إذا عرف هذا عنه، ثم وقع في بدعة لا يبدع. لكن إذا عرفنا منه الهوى، وعرفنا منه سوء القصد، وعرفنا منه أشياء تدل على أنه يريد البدعة فهذا يبدع. لهذا تجدهم: حكموا على كثير من الناس بأنهم مبتدعة. وكثير من الناس وقعوا في أخطاء ما سموهم مبتدعة؛ لأنهم عرفوا سلامة مقصدهم، وحسن نواياهم، وتحريهم للحق وسلامة المنهج الذي يسيرون عليه" انتهى
أمالك عقل يا حلبي !
ألا تفهم
ألا تعي
ألا ترعوي
أما تستحي
أما لك مروءة
ما هذا التحايل والتلاعب بعقول الناس
أنت تستخف بعقول الناس
حتى عصابتك التي تدافع عنك وتحامي لك بالباطل تجعلهم كالبهائم
وصدق الله إذ يقول {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}
الوقفة الثالثة :
الحلبي يريد أن يجعل نفسه قريناً للعلامة حامل راية الجرح والتعديل الإمام المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
ولكن هيهات العقيق
فأنت مبتدع ضال لا تسوى فلساً في المنهج السلفي
هذا لو كان عندك علم
فكيف وأنت متعالم جاهل تحتاج للدراسة على أيدي العلماء
وصدق الله إذ يقول { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
أنت يا حلبي أصبحت ميتاً خرباً
كما قال الشاعر :
وذو الجهل ميتٌ وهو يمشي على الثرى ... يعد من الأحياء وهو عديمُ
الوقفة الرابعة :
كلام ابن أبي ذئب الذي أورده الحلبي أشار الذهبي لضعفه وعدم ثبوته بقوله ((وَلَمْ يُسنِدْهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ؛ فَلَعَلَّهَا لَمْ تَصِحَّ))
وترك نقله ابن عبدالبر بقوله (( وَقَدْ تَكَلَّمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِكَلَامٍ فِيهِ جَفَاءٌ وَخُشُونَةٌ! كَرِهْتُ ذِكْرَهُ ))
فهلا انتفعت بهذا التعامل من العلماء في مثل هذه المقامات
بدلاً أن تورده وتوغر صدور طلاب العلم
وتبلبل أفكارهم
لكنك تريد أن تدافع عن نفسك !
حتى ولو كان على حساب إضلال غيرك وإيقاع الآخرين في المزالق
وهذا أمر معهود عليك في تعاملك
فلماذا لم تنتفع بما تقول !
وتتظاهر بأنك تصول وتجول !!
وأنت عجل عجول !!
الوقفة الخامسة :
لم ينكر العلماء على ابن أبي ذئب رده لما وقع فيه مالك
ولكن أنكروا اتهامه لمالك مع جلالته وعظيم قدره ومع عرف عنه من تمسك بالسنة بل وإمامته فيها
لذلك قال الذهبي ((لَمَا قَالَ هَذَا الكَلاَمَ القَبِيْحَ فِي حَقِّ إِمَامٍ عَظِيْمٍ))
فليس في القصة ما يدل على إنكار الشدة على المخالف مطلقاً
ولا التعنيف عليه .
فتأمل القصة تجدها حجة عليك لا حجة لك يا حلبي .
ومع ذلك اعتذروا لابن أبي ذئب بأنه (( لا يريد بهذا إلا أن يشنّع على الذين يريدون أن يخالفوا النص؛ لأن النص أعظم من شأن العالم ))
الوقفة السادسة :
هذا الموضوع يضاف إلى سرقات الحلبي المشهورة .
وقد تعودنا على ذلك
واشتهر أمره عند القاصي والداني .
فهناك مقال بعنوان (( ما توجيه قول ابن أبي ذئب في استتابة الإمام مالك))
لصلاح الدين الشامي - ملتقى أهل الحديث .
فقارن بين المقالين تجد السرقة واضحة
لم يزد الحلبي في مقاله سوى كلام ابن عبد البر والشيخ صالح آل الشيخ .
فلماذا يا حلبي تسرق ؟
وكيف جوزت ذلك !
أليس من بركة العلم نسبته لأهله !
ومتى تترك ما هنالك
أفي رمضان الذي صفدت فيه الشياطين
وفي العشر الأواخر
يا لك من هالك
ثم تزعم أنك قرين الشيخ العلامة ربيع المدخلي
لا ! لا ! لا
يا حلبي
أنت قرين أهل البدع والأهواء
أنت من شياطين الإنس
حسبنا الله ونعم الوكيل عليك
اللهم أكفنا شره بما شئت
واصرف عنا كيده ومكره وجنونه
اللهم آمين
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الاثنين 10 : 11 ضحى
25 رمضان 1433هــ