الصواعق السلفية على أوكار الطائفة الحدادية التكفيرية | الحلقة الرابعة
لفضيلة الشيخ أ د أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فسقوط الحدادية وهدم منهجهم وباطلهم واندحار شرهم في مشارق الأرض ومغاربها ومعرفة رؤوسهم : نصرٌ من الله لكل سلفي نصر السنة وأهلها وأبطل البدعة وحزبها
وإن رجوع وترك من تأثر بهم أو وقع في باطلهم : لمن نِعَمِ الله الجليلة التي يفرح بها كل سلفي صادق ناصح .
وإن المتأمل في شأن الحدادية وأحوالهم ومقالاتهم : يجد العجب العجاب من مشابهتهم لأهل البدع والضلالة خصوصاً الروافض من أوجه عديدة !!!
وقد بينها شيخنا إمام الجرح والتعديل وحامل رايته العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى في مقاله الماتع :
((خطورة الحدادية الجديدة وأوجه الشبه بينها وبين الرافضة))
وقد قمت باختصار هذا المقال مع ترتيبه وتهذيبه وزيادات يسيرة ؛ لتقريبه لنفسي ولإخواننا السلفيين
فمن أراد الزيادة والشرح فعليه بقراءة مقال شيخنا الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى .
فأقول مستعيناً بالله تعالى:
الحدادية التكفيرية الخوارج الأرجاس الأنجاس قد شابهت الروافض الأرجاس الأنجاس في عدة أمور ولا يلزم من مشابتها للروافض أننا نعني أنهم روافض .
وإنما المراد : بيان أن الحدادية الجديدة في كتاباتهم ومواقفهم يسيرون على منهج فاسد وأصول فاسدة يُشابهون فيها الروافض بل قد فاقوا الروافض في بُهتهم وقذارة كلامهم وبشاعته
وهاكم ما تيسَّر ذكره من أوجه الشبه بينهم وبين الروافض :
الوجه الأول : التقية الشديدة ؛فهؤلاء الحدادية التكفيرية لا يعترفون بأنَّهم حدادية ولا يعترفون بشيءٍ من أصولهم وما ينطوون عليه .
بل يرون أنفسهم أنهم أهل السنة السلفيون وهم حرب عليها وعلى أهلها !
الوجه الثاني : السرية الشديدة في واقعهم ومواقعهم بدرجة لا يلحقهم فيها أي فرقة سِرِيَّة وقد فاقوا الروافض في هذا الباب .
وإن كانوا كشروا عن أنيابهم هذه الأيام وفضحوا أنفسهم إلا أنهم لا يعترفون بباطلهم فتراهم يسارعون بتكذيب كل ما يوقعهم في حرج مع ثبوته عليهم كالشمس ولكنها السرية الشديدة .
الوجه الثالث : الرفض : فالحدادية رفضوا أصول أهل السنة في الجرح والتعديل وتنقصوا أئمة الجرح والتعديل فلم يرضوا بها ولم يطبقوها بل رأوها قاصرة في الحكم على أهل البدع وقعدوا قواعد فاسدة لتخدم باطلهم ومنهجهم الخبيث.
كما رفض الروافض زيد بن علي لما تولَّى أبا بكر وعمر و
الوجه الرابع : إسقاطهم لعلماء السنة المعاصرين وتنقصهم لهم ورد أحكامهم القائمة على الأدلة والبراهين وخروجهم عليهم وطعنهم فيهم وفي مناهجهم وأصولهم القائمة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
وكما أن الروافض كفروا أبا بكر وعمر فإن من مشابهة بعض الحدادية التكفيرية تكفيرهم الإمام الألباني والإمام ربيع المدخلي ورميهما بالزندقة
الوجه الخامس : تسترهم ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم كما يفعل الروافض في تسترهم بأهل البيت مع مخالفتهم لهم في منهجهم وأصولهم وبغضهم لأكثرهم
لماذا يفعلون هذا ؟
الجواب : ليتمكنوا من إسقاط من يحاربونهم من أهل السنة وليتمكنوا من الطعن فيهم وتشويههم وتشويه أصولهم وليحققوا أهدافهم في تشتيت أهل المنهج السلفي وضرب بعضهم ببعض .
فما يذكرونه في مواقعهم عن بعض العلماء ما هو إلاَّ ستراً لأنفسهم ,وإلاَّ للتَّقَوِّي بذلك على حربهم لأهل السنَّة .
الوجه السادس: التدرج الماكر على طريقة الباطنية وإن كنَّا لا نرى أنَّهم باطنية لكن نرى أنَّهم شابهوهم في التدرُّج والتلوُّن .
فقد كانوا إلى عهد قريب يتظاهرون باحترام مجموعة من العلماء ويرون أن من خالفهم فقد كذب الإسلام وكذب القرآن والسنة ,ونسف الإسلام ويدعون إلى تقليدهم بحماس فلما ظنوا أنهم قد قوي ساعدهم واشتد عودهم أعلنوا عليهم الحرب وسفهوا أقوالهم وجرَّأُوا عليهم الأوغاد , وهكذا يتدرجون في دعوتهم السرية , يبدأون بالتظاهر باحترام الإمام ابن باز إلى ابن تيمية , ثم يندرجون بالأغرار شيئاً فشيئاً إلى أن يعتقدوا أنهم قد أحكموا القبضة عليهم ،يبدأون في إسقاط العلماء بطريقتهم الماكرة واحداً تِلْوَ الآخر إلى أن يصلوا إلى ابن تيمية ثم هم كالروافض إذا خافوا تظاهروا باحترام الصحابة وحبهم والتَّرضِّي عنهم فإذا أَمِنُوا سبُّوا الصحابة وطعنوا فيهم ,وهؤلاء الحدادية يفعلون مثلهم إذا أَمِنُوا طعنوا في العلماء الطَّعن الذي ذكرنا بعضه في بداية هذا المقال .
وانظر ما يصنعون بالألباني فقد تظاهروا باحترامه والدفاع عنه ورمي من يصفه بالإرجاء بأنهم خوارج ,ثم تحولوا إلى الطعن فيه ورميه بالإرجاء والمخالفة لمنهج السلف .
وهم يطعنون في الألباني وفي إخوانه كبار العلماء منذ قامت حركتهم الحدادية الأولى وفي المرحلة الجديدة التي تواجه المنهج السلفي وأهله ويَرُدُّون أقوالهم الصحيحة التي تُخالف منهجهم الفاسد ,وقد طعن شيخهم في الشيخين فكفى تلاعباً وذَرًّا للرَّماد في العيون .
الوجه السابع : الدعوة إلى التقليد كما هو حال الروافض وغلاة الصوفية !
وهذا الذي أخترعه عبد اللطيف باشميل ليمضي قدماً بمنهج الحدادية في ثياب جديدة وخلف أسوار وتحت ظلمات المكر.
فأظهر-مكراً- احترام علماء نجد !
وتظاهر بالحماس للإمام محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنه فافتعل بأكاذيبه وخياناته عدوًّا للإمام محمد بن عبد الوهاب ألا وهو الشيخ العلامة المحدث السلفي محمد ناصر الدين الألباني .
فجعل عبد اللطيف باشميل بخبث ومكر : العلامة الألباني عدواً لدوداً لا نظير له للإمام محمد ودعوته ولآل سعود وربط أهل المدينة به وادعى للألباني منهجاً خاطئاً يسير عليه أهل المدينة .
والألباني معروف من الموالين لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والسائرين على منهجه منهج السلف الصالح !
لماذا اخترع هذا المنهج ؟
ليتمكن من إسقاط الألباني وليغرس العداوة والبغضاء بين أهل السنة والتوحيد في نجد وبين إخوانهم من أهل التوحيد والسنة في كل مكان تنتشر فيه السنَّة وينتشر فيه التوحيد .
وكان فالح يسير مع عبد اللطيف في هذا الميدان بصورة خفية ماكرة تظهر علاماتها بين الفينة والفينة إلى سنوات قريبة إلى أن فضح أمره واستبانت بدعته .
الوجه الثامن : أنهم يفترون على شيخنا الإمام العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي ومن ينصره في الحق من العلماء وأعضاء شبكة سحاب السلفية بأنهم مرجئة وبأنهم صنف أخير من أصناف المرجئة وكذبوا ورب السماوات والأرض جملة وتفصيلاً
وشيخنا الإمام ربيع المدخلي وإخوانه مشهورون بمحاربة البدع جميعاً ومنها الإرجاء بكل أصنافه وأخيراً وصفوهم بالرفض والصوفية و....... !
وللحدادية أكاذيب وافتراءات وخيانات وبتر متعمَّد لكلام من يريدون أن يُلصقوا به تهمة من التهم الكبيرة . وكذب وتحريف في الدفاع عن أعضائهم ومن يقودهم . وبهذه الخصال الشنيعة شابهوا الروافض والفئات والأحزاب الضالة بل قد يفوقونهم مكراً ودهاء وخيانة .
فهؤلاء الحداديون يُشابهون الروافض في الكذب وتصديق الكذب وتكذيب الصدق فهناك مقالات وأقوال صادقة قائمة على الكتاب والسنَّة كذَّبوا مضمونها وردُّوها ومنها أقوال لعلماء فحول حرَّروها في قضايا الإيمان ومسائل الأصول ردُّوها ورفضوها. وهناك من الأقاويل والأباطيل والأكاذيب والتحريفات أيَّدوها ونصروها وكم فجروا في خصومتهم لأهل السنَّة .
الوجه التاسع : المكابرة والعناد والإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحقِّ باطلاً والباطل حقًّا والصدق كذباً والكذب صدقاً وجعل الأقزام جبالاً والجبال أقزاماً ,وتعظيم ما حقَّر الله وتحقير ما عظَّم الله ورمي خصومهم الأبرياء بآفاتهم وأمراضهم المهلكة متعاونين فيما بينهم على ذلك .
الوجه العاشر: الولاء والبراء على أشخاص كما يفعل الروافض في ولائهم الكاذب لأشخاصٍ من أهل البيت ,لكنَّ هؤلاء يُوالون ويُعادون على أشخاصٍ من أجهل الناس وأكذبهم وأفجرهم وأشدهم عداوة للمنهج السلفي وعلمائه , وتقديس هؤلاء الجهال المغرقين في الجهل والمعدودين في الأصاغر بكل المقاييس ديناً وسناً ومنهجا وعقيدة ممن لا يعرفون بعلم ولا خلق إسلامي ولا أدب إسلامي ولا إنساني .
فحالهم كحال اليهود مع عبد الله بن سلام أحد أحبار بني إسرائيل الذي أكرمه الله بالإسلام , حيث أسلم وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( أشهد أنك رسول الله ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأَخْيَرُنَا وابنُ أَخْيَرِنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرُّنَا وابن شَرِّنا ووقعوا فيه) (!) .
فاليهود لما ظنوا أن عبد الله بن سلام سيبقى على ضلالهم وباطلهم مدحوه وقالوا خيرنا وابن خيرنا , ولما أعلن الحق انقلبوا فوراً فذموه فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه .
وهكذا يفعل هؤلاء القوم كرَّات ومرَّات مع أفاضل أهل السنة والحق يمدحونهم لأغراض بيَّتوها في أنفسهم فلما واجهوا أباطيلهم وخالفوهم طعنوا فيهم واحداً تلو الآخر وحاربوهم , وكلما زاد العالم بياناً لباطلهم زادوا طغياناً وكذباً وبهتاً له وفجوراً في حربه إلى تصرفات ومقالات مُسِفَّة يخجل منها كل فرق الضلال .
وختاماً :
فهذه الأمور يدلُّ بعضُها فضلاً عن كلِّها على أنَّ هذه الفئة ما أُنشِئت إلاَّ لحرب السنَّة وأهلها مما يُؤكِّدُ هذا أنَّك في هذه الظروف العصيبة والمحنة الكبيرة التي تكالب فيها اليهود والنصارى والفرق الضالة على السنَّة وأهلها تجدُ هذه الفئة في طليعتهم في هذه الحرب الشرسة وأشدهم حرباً ,حيث لا شُغلَ لهم ولا لموقعهم المُخصَّص للفتن إلاَّ حرب أهل السنَّة ومنهجهم وأصولهم وحرب مواقعهم السَّلفية التي ترفع راية السنَّة ويذَّبِّ عنها وعن أهلها .
وإنَّ بعض أعمالهم هذه في هذه الظروف العصيبة ليكشفُ كشفاً جليًّا على أنَّ هذه الفئة إنَّما هي دسيسة أُعدَّت لتحقيق أهداف وأهداف (!) .
ومع كل هذا الفجور والمخازي والضلال يَدَّعُون كذباً وزوراً مفضوحاً أنهم هم أهل السنة (!)
وإن كل السلفيين الصادقين ليعلمون أن الحدادية الخوارج : كذَّابون في كل ما واجهوا به أهل السنة ويعتقدون أنكم تعلمون أنَّكم كذَّابون !ولن تضروا الإسلام بشيء ولن تضروا السلفية وأهلها بشيء وثِقُوا أنَّكم لا تُهلكون إلا أنفسكم في الدنيا والآخرة إن لم تتوبوا إلى الله توبة نصوحا وإن أفرحتم أعداء الله وأعداء المنهج السلفي فلن يضر ذلك هذا المنهج العظيم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك )
فهذا ما تيسَّر ذكره من أصول هذه الطائفة المشابهة لأصول الرافضة وأفعالهم ومنهجهم .
برَّأَ اللهُ الإسلام من أعمالها وأخلاقها وأصولها إنَّ ربنا لسميع الدعاء
والله أعلم
وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
السـ 30 : 4ـاعـــ عصراً ـــة
الأحــــــ 29 رمضـــــان 1435هـ ـــــــــد