جواب الإشكال في حديث أبي موسى الأشعري
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فقد
سألتني - أخي بارك الله فيك - عن حديث :"بَشِّروا ولا تُنفِّروا، ويَسِّروا
ولا تُعسِّروا، وتَطاوَعا ولا تَختلِفا"([1]).
لماذا قال
النبي صلى الله عليه وسلم :" بَشِّروا ولا تُنفِّروا، ويَسِّروا ولا
تُعسِّروا". بصيغة الجمع ؟!
وقال صلى الله
عليه وسلم :"وتَطاوَعا ولا تَختلِفا". بصيغة المثنى ؟!
فالجواب :
يظهر أن الحديث في أوله بلفظ الجمع؛ لأنه خطاب لأبي موسى الأشعري ومعاذ والصحابة
رضي الله عنهم.
ويدل عليه
رواية مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ
:"بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا"([2]).
وحديث حديث
أنس بن مالك رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :"يَسِّرُوا
وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا"([3]).
وفي آخره بالتثنية
لأنه خطاب لأبي موسى الأشعري ومعاذ رضي الله عنهما.
وعمومًا: يصح
اطلاق لفظ الجمع على المثنى.
وجاءت بلفظ
التثنية في الجميع فعَنْ أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ :"يَسِّرَا
وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا"([4]).
وعلى لفظ
التثنية في الجميع فظاهرٌ أن المخاطب به أبو موسى ومعاذ رضي الله عنهما.
كتبه
: أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الاثنين
: 21 ذو الحجة 1444هـ
حمل الملف | |
File Size: | 305 kb |
File Type: |