صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي | الحلقة العاشرة
لفضيلة الشيخ أ د أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فقد ذكرت في التحذير السلفي من كتابمنهج السلف للحلبي عدة ملاحظات على هذا الكتاب، وقد ذكرتها بحمد الله تعالى بعلم لابهوى أو بجهل أو مجرد دعوى.
وقد ناقشت الحلبي في الحلقة الأولى إلى الحلقة الرابعة في شيء من الملاحظة الأولى والتي هي (( تأصيل الحلبي وتقعيده قواعد على خلاف منهج السلف الصالح في التعامل مع أهلالبدع والأهواء)).
ثم ناقشت الحلبي في الحلقة الخامسة إلى الحلقة التاسعة في شيء من الملاحظة الثانية والتي هي ( طعن الحلبي في بعض علماء السلفية الذين لا يشك أحد في علمهم وورعهموتقواهم بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنهالهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق).
وقد لقيت تلكم الحلقات بحمد الله تعالى قبولاً واستحساناً من كثير من العلماء وطلاب العلم، وقد انتفع بها كثير ممن كان مغتراً بالحلبي محسناً الظن به، فظهر حاله وانكشف أمره – بفضل الله أولاً وآخراً - ثم بفضل العلماء السلفيين الذين علمونا المنهج السلفي الصحيح، وحفظوه لنا من التبديل أو التحريف أو التعطيل جزاهم الله عنَّا جميعاً خيراً .
وفي هذه الحلقة العاشرة سأناقش الحلبي في ملاحظة ثالثة وهي (( وصف الحلبي للشباب السلفي في هذا الكتاب وفي غيره بأوصاف لم يصفهم بها أهل البدع والأهواء : فقد نزل عليهم الوصف بأقبح البهائهم الخنزير، وبأنهم (مصاصو دماء) ، وبأنهم كالذباب ))
وإليكم البيان :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص68) (وَإِنِّي لأَخْشَى اللهَ وَأَتَّقِيهِ -فِي بَعْضِ المُنْتَسِبِين إِلى السَّلَفِيَّة-أَنْ يَكُونَ فِيهِم مِنَ البَاحِثِينَ عَنِ الأَخْطَاء، المُتَصَيِّدِين لِلأَغْلاَط، الفَرِحِينَ بالزَّلَّاتِ- : مِثْلُ مَنْ قَالَ فِيهِم الإِمَامُ ابْنُ القَيِّم -رَحِمَهُ الله- فِي «مَدَارِجِ السَّالِكِين» (1/403):
«وَمِنَ النَّاس مَنْ طَبْعُهُ طَبْعُ خِنْزِير؛ يَمُرُّ بِالطَّيِّبَاتِ فَلا يَلْوِي عَلَيْهَا...
وَهَكَذا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ؛ يَسْمَعُ مِنْكَ -وَيَرَى- مِنَ المَحَاسِن أَضْعافَ أَضْعافِ المَساوئ؛ فَلاَ يَحْفَظُها وَلاَ يَنْقُلُها -وَلاَ تُناسِبُهُ!-؛ فَإِذَا رَأَى سَقطَةً، أَوْ كَلِمَةً عَوْراءَ: وَجَدَ بُغْيَتَهُ وَمَا يُنَاسِبُها، فَجَعَلَها فَاكِهَتَهُ وَنُقْلَه»!)
وقال الحلبي في الحاشية رقم (5) ص68 تعليقاً على كلمة الخنزير : وفي منهاج السنة النبوية (6/150) لشيخ الإسلام تشبيه ذا بالذباب ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- الحلبي لم يكتف بطعوناته المسمومة في العلماء السلفيين حتى طعن في الشباب السلفي الذين يتبعون الحق الذي يدعو إليه العلماء السلفيون والمنهج السلفي، ويحذرون من الباطل الذي حذر منه العلماء السلفيون.
- وما ذنب الشباب السلفي عند الحلبي إلا أنهم سألوا العلماء عن ضلالات من يدافع الحلبي عنهم كأبي الحسن وغيره، وما يبثونه بين صفوف الشباب من شبهات وباطل من القول، فغضب الحلبي منهم ورماهم بالدواهي والفواقر بل بما لا يصفهم به أهل الأهواء والبدع.
- وإذا كان الحلبي لا يريد لكلامه أن ينقل للعلماء فلماذا تكلم به بين الشباب ليس في جلسة، بل في جلساته الكثيرة، فكيف يسمع الشباب كلام الحلبي الذي اشتمل على الباطل ولا يبلغونه للعلماء ليناصحوه وليردوا باطله الذي انتشر بين الشباب .
- ثم الشباب السلفي طبقوا المنهج السلفي الصحيح في مثل هذه المسائل، وقد جاءت أدلة كثيرة تدل على سؤال الشباب وطلاب العلم العلماء عن ما أشكل وعن ما ظهر من أهل الريب والفتن والأهواء وإليكم البيان :
فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: لَمَّا قال عبد اللَّهِ بن أُبَيٍّ لَا تُنْفِقُوا على من عِنْدَ رسول اللَّهِ وقال أَيْضًا لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ أَخْبَرْتُ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم فَلَامَنِي الْأَنْصَارُ وَحَلَفَ عبد اللَّهِ بن أُبَيٍّ ما قال ذلك فَرَجَعْتُ إلى الْمَنْزِلِ فَنِمْتُ فَدَعَانِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ فقال إِنَّ اللَّهَ قد صَدَّقَكَ وَنَزَلَ {هُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا } الْآيَةَ ". أخرجه البخاري في الصحيح (4/1860رقم4619) ومسلم في الصحيح (4/2140رقم2772)
قال النووي في شرح مسلم (17/120) : " في حديث زيد بن أرقم هذا أنه ينبغي لمن سمع أمرا يتعلق بالإمام أو نحوه من كبار ولاة الأمور ويخاف ضرره على المسلمين أن يبلغه إياه ليحترز منه وفيه منقبة لزيد " .
وقال الحافظ في فتح الباري (8/646) : " فيه جواز تبليغ ما لا يجوز للمقول فيه ولا يعد نميمة مذمومة إلا إن قصد بذلك الإفساد المطلق وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجح على المفسدة فلا" .
وعن يحيى بن يَعْمَرَ قال كان أَوَّلَ من قال في الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أنا وَحُمَيْدُ بن عبد الرحمن الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أو مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لو لَقِينَا أَحَدًا من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يقول هَؤُلَاءِ في الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لنا عبد اللَّهِ بن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أنا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عن يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عن شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إلي فقلت أَبَا عبد الرحمن إنه قد ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يقرؤون الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ وَذَكَرَ من شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ قال فإذا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي برئ منهم وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عبد اللَّهِ بن عُمَرَ لو أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ ما قَبِلَ الله منه حتى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ..." أخرجه مسلم في الصحيح (1/36رقم8).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحداً أحب إلى الشيطان هلاكاً مني ! فقيل وكيف ؟
فقال : والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل إليَّ فإذا انتهت إليَّ قمعتها بالسنة فترد عليه" . أخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (1/55رقم12) ومن طريقه ابن الجوزي في تلبيس إبليس (11) .
وقال أبو جعفر محمد بن الحسن بن بدينا سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقلت : يا أبا عبد الله ، أنا رجل من أهل الموصل ، الغالب على أهل بلدنا الجهمية ، وفيهم أهل سنة نفر يسير محبوك ، وقد وقعت مسألة الكرابيسي فأفتنتهم ، قول الكرابيسي : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقال لي أبو عبد الله : « إياك! إياك! إياك! إياك! وهذا الكرابيسي ، لا تكلمه ، ولا تكلم من يكلمه ، أربعاً مراراً ، قلت : يا أبا عبد الله فهذا القول عندك ما يتشعب منه يرجع إلى قول جهم ؟ قال : « هذا كله قول جهم » . أخرجه الحربي في رسالة في أن القرآن غير مخلوق (36رقم3) وابن بطة في الإبانة (1/329رقم129-الجهمية) والخطيب في تاريخ بغداد (8/65) وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/288)، وأخرجه ابن عدي في الكامل من وجه آخر (2/365).
وقد سئل الشيخ زيد المدخلي - حفظه الله تعالى - كما في العقدالمنضد الجديد في الإجابة على مسائل الفقه والمناهج والتوحيد: (1/154) : هل لطلبة العلم بيان حال المنحرفين إذااقتضى الحال البيان أم هو مختص بالعلماء ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : من عرف الحق وجب عليهبيانه عند اقتضاء الحال لذلك وعند لزوم الأمر وعند التقيد بمنهج الدعوة الصحيح، ومن عرف الباطل كذلك وجب عليه بيانه ولكن بالضوابط الشرعية وبآداب الدعوة السلفية .
والعلماء هم الذين يحسنون الدعوة في هذا الباب ويحسنون معالجة هذه الأمور , فلا يستعجل طالب العلم المبتدئ أو المتوسط ولا يحمله الحماس على ترشيحه لنفسه في تخطئة الناس أو الحكم عليهم بالضلال أو البدعة, حتى يتأكد ويدع الحكم لغيره ومناقشة هذاالأمر لغيره وهو يكون من خير الأعوان على نشر الخير وقمعاً للبدعة , ولكن يجب أنيكون منضبطاً ويجب أن يكون متأنياً حتى لا يصدر الأحكام مجازفة بدون علم وبدون فهمفي الأمور والحقائق فيقع فيما يضر ولا ينفع" . انتهى
فهل يلام الشباب المتأسي بالسلف الصالح بسؤال العلماء عن ما أشكل عليهم أو ما علموا ضلاله بنقله للعلماء ليقمعوها بالسنة فهؤلاء يرجى أن يكون سعيهم مشكوراً.
ولكن كان ينبغي للحلبي أن يوجه كلامه لصنف من الناس ممن يسعى جاداً لضرب كلام العلماء بعضه ببعض! وزرع الشكوك والفوضى في أوساط الشباب السلفي كما رام إلى هذا بعض أعضاء منتدى كل السلفيين وبعض أتباع الحلبي في فلسطين الذين حاولوا التفرقة بين الولد وأبيه والأخ وأخيه والعالم وتلميذه ممن يثير الفتن والقلاقل والبلابل والنميمة بين الناس سعياً في الفتنة !
ولكن الحلبي يريد خرس ألسنة الشباب الذين يطلبون الاسترشاد من علماء الأمة لتستنير عقولهم بالسنة حتى لا يدركوا حبائله وفتنه وانحرافاته فيتقوها!
- ولو كنت صادقاً في خشيتك يا حلبي لاتقيت الله في العلماء السلفيين، ولاتقيت الله في الشباب السلفي، وما رميتهم بما رميتهم به من الفواقر ولكنك تخدع الناس بعذوبة اللسان في الظاهر وفحشه في الباطن وإلا كيف تجتمع الخشية مع الظلم والتعدي والطعن القبيح بحيوان مثل الخنزير وحشرة قذرة كالذباب .
- وقد ظلمت ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى أيضاً حين جعلته في مصاف من يطعن في الشباب السلفي وهو براء من هذا الهراء الذي تقوله يا حلبي.
- فكلام ابن قيم الجوزية كان في معرض الكلام عن أهل الفسق والفجور وأهل الباطل والشرور . وإليكم البيان : فقد ذكر ابن قيم الجوزية هذا الكلام في معرض شرحه أحوال الناس مع المعصية، جاء في أوله ( مشاهد الخلق في المعصية: وهي ثلاثة عشر مشهداً :
- مشهد الحيوانية وقضاء الشهوة .
- ومشهد اقتضاء رسوم الطبيعة ولوازم الخلقة .
- ومشهد الجبر .
- ومشهد القدر .
- ومشهد الحكمة
- ومشهد التوفيق والخذلان
- ومشهد التوحيد .
- ومشهد الأسماء والصفات .
- ومشهد الإيمان وتعدد شواهده .
- ومشهد الرحمة .
- ومشهد العجز والضعف .
- ومشهد الذل والافتقار .
- ومشهد المحبة والعبودية
ثم قال فالأربعة الأول للمنحرفين والثمانية البواقي لأهل الاستقامة وأعلاها المشهد العاشر ...
فأما مشهد الحيوانية وقضاء الشهوة فمشهد الجهال الذين لا فرق بينهم وبين سائر الحيوان إلا في اعتدال القامة ونطق اللسان ليس همهم إلا مجرد نيل الشهوة بأي طريق أفضت إليها فهؤلاء نفوسهم نفوس حيوانية لم تترق عنها إلى درجة الإنسانية فضلاً عن درجة الملائكة فهؤلاء حالهم أخس من أن تذكر وهم في أحوالهم متفاوتون بحسب تفاوت الحيوانات التي هم على أخلاقها وطباعها ...".
والسلفيون براء من هذا الوصف وهذه الحال الشنيعة.
وإنما هم دعاة إلى الله، آمرون بالمعروف، ناهون عن المنكر، محبون للناس الخير والسعادة، في الدنيا والآخرة، وليسوا والله بالمتربصين بالناس ولا بالانتهازيين، ومن الأدلة على ذلك أنهم يصبرون ويناصحون كل من ينحرف عن الجادة على امتداد سنوات وسنوات، بخلاف أعمال هؤلاء المنحرفين فهم والله المتربصون والانتهازيون!
فما أن غادر هذه الدنيا الأئمة : ابن باز والألباني وابن عثيمين، فإذا بهم يهبون كالأسود الكاسرة يمزقون جسد السلفية في كل مكان! والأعجب من ذلك وقوف الحلبي إلى جانبهم يؤيدهم ويدافع عنهم، ويطبق أصولهم الفاسدة يحارب بها السلفيين بمكر ودهاء .
وما كفاه ذلك حتى هاجم السلفيين وفاجأهم بكتابين يشوه فيهما السلفية وأصول أسلافهم، وجرَّه فتح منتدى كل السلفيين الذي اجتمع فيه كل حاقد على السلفية والسلفيين يحاربونهم بالكذب والتحريفات والمغالطات ! بل إن هذا الموقع يشيد بالمحاربين للمنهج السلفي ويستشهد أهله بمن يتولى أهل البدع ويدافع عنهم علانية !!!
وأما قوله في الحاشية 5 ص68 تعليقاً على كلمة الخنزير : وفي منهاج السنة النبوية (6/150) لشيخ الإسلام تشبيه ذا بالذباب )- ما أدري هل الحلبي لم يكتفِ بتنزيله حال الخنزير على بعض الشباب السلفي حتى ينزل وصفهم بالذباب !!! أم أنه أحب تجميع أكبر عدد ممكن من الأوصاف السيئة والقبيحة للطعن فيهم ! فالله وحده حسيبه .
أليس هذا منك يا حلبي تشويهاً ضمنياً للحق الذي هم عليه وتنفيراً منه !!
- وهل الشباب السلفي بحاجة إلى كل هذا التجميع من الأوصاف، فقد طعنت في شيوخهم السلفيين، ثم طعنت فيهم فأصبحت كالمقاتل الهائج الذي يضرب يميناً وشمالاً دون تحكم في نفسه.
- ثم كلام شيخ الإسلام كان على الرافضة الذين يطعنون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقدحون فيهم خاصة الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض حيث قال :" ولا ريب أن الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض الذين عينهم عمر لا يوجد أفضل منهم وإن كان في كل منهم ما كرهه فإن غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم ولهذا لم يتول بعد عثمان خير منه ولا أحسن سيرة ولا تولى بعد علي خير منه ولا تولى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية رضي الله عنه كما ذكر الناس سيرته وفضائله
وإذا كان الواحد من هؤلاء له ذنوب فغيرهم أعظم ذنوبا وأقل حسنات فهذا من الأمور التي ينبغي أن تعرف فإن الجاهل بمنزلة الذباب الذي لا يقع إلا على العقير ولا يقع على الصحيح والعاقل يزن الأمور جميعا هذا وهذا
وهؤلاء الرافضة من أجهل الناس يعيبون على من يذمونه ما يعاب أعظم منه على من يمدحونه فإذا سلك معهم ميزان العدل تبين أن الذي ذموه أولى بالتفضيل ممن مدحوه".
وليس ذا غريباً عليك يا حلبي فأنت قد أغرقت في الطعونات فها أنت تصف العلماء الذين يردون على أهل الباطل والمخالفين لمنهج السلف بأنهم مصاصو دماء كما في الجلسة التي رد عليك فيها أيها المسكين الشيخ سعد الزعتري بتنبيه الفطين حيث قلت (( ترى الآن الذين يكتبون كأنه ليس تشفياً كأنه تعطش، كأنه تعطش، كأن الواحد صار الواحد والعياذ بالله كأنه مصاص للدماء ينتظر الفريسة وإذا وقعت لا رجعة لها وإذا تاب لا توبة له ))
فالله حسيبك في ظلمك للمشايخ السلفيين .
فالمشايخ السلفيون من أحرص الناس على توبة الناس خصوصاً أهل البدع والأهواء ، ولكن لا يعني حرصهم أن يكونوا مغفلين ساذجين، يظهر الواحد من أهل الأهواء التوبة، مع وقوعه فيما يخالف توبته ويكذب صدقه ومع ذلك يصدقونه ويعتبرونه
وقد سبق في الحلقة (السابعة) الرد على فريتك بتهمة العلماء بأنهم أهل المُلاَحَقَة، وَالمُتابَعَة، وَاللَّدَد فِي الخُصُومَة، إِلَى حَدِّ الإِسْقَاطِ وَالاسْتِئْصَال!!!
فلا داعي لإعادته هنا فليراجعها من شاء
فعجيب هذا منك مرة مصاصين دماء
ومرة خنازير
ومرة ذباب
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (64) حاشية رقم (1) (( قال الحلبي في ص 64 معلقاً على قول الشيخ الألباني رحمه الله :" الآثار السلفية إذا لم تكن متضافرة متواترة فلا ينبغي أن يؤخذ عن فرد من أفرادها منهج ".
ويشبه هذا التأصيل تطبيقاً ما قاله أخونا الشيخ محمد بن هادي وفقه المولى في محاضرته تحذير السلفيين من ألاعيب الحزبيين : الحداديون بالغوا في تعظيم الآثار إلى أن تركوا الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! بالغوا في هذا فوقعوا في هجر وترك الأحاديث ...
تقول له : قال النبي صلى الله عليه وسلم
يقول : قال فلان ؟
سبحان الله
قول فلان إنما هو تبع لقول النبي صلى الله عليه وسلم . انتهى
أقول مستعيناً بالله :
- بحمد الله السلفيون لم يخالفوا ما قاله الألباني بل هم يسيرون عليه ويعملون به .
- ونحن السلفيون نطالب الحلبي أن يضرب لنا مثلاً واحداً على قاعدة لديهم هي من أفراد ما نقل عن السلف وليست مبنية على ما صح من النصوص الشرعية، وعلى ما ثبت عن السلف الصالح منهجاً مشهوراً معروفاً ! فلو ظفر بها الحلبي لطار وشرق وغرب ولكن هيهات العقيق.
- والسلفيون لا يقدمون كلام أحد على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما وقع فيه الحدادية مما ذكره الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي هو بسبب غلوهم وجهلهم.
واليوم أتباع الحلبي أشد غلواً فهم يقدمون أقوال الحلبي على منهج السلف، ويبالغون في طعن وتشويه وسب أهل الحق، أشد من الحدادية!
فاعتدال أهل السنة عندهم: غلو! وغلوهم في التمييع والتجريح : اعتدال !
وهذا من آثار التعصب الأعمى للباطل وأهله!
- والحلبي يريد أن يصف بعض العلماء السلفيين والشباب السلفي بأنهم كالحدادية في هذا الجانب؛ بمعنى أن منهجهم مبني على بعض أفراد الآثار المنقولة لا على منهج سار عليه السلف.
- وهذه طعنة شديدة من الحلبي أن يرمي السلفيين بهذه التهمة التي هم منها براء، والذي يعرف كل منصف أنه لم يحارب منهج الحدادية مثلهم بالتأليف والمحاضرات والكتابة في الشبكات السلفية بحمد الله تعالى .
- والحلبي كرر رمي السلفيين بمنهج الحدادية في مواضع من هذا الكتاب وستأتي بإذن الله تعالى .
- وأنا أتحف الحلبي بتحفة غير مَرْضِية له، بل ستكون عليه مَرَضِية : فالشيخ محمد بن هادي المدخلي جلست معه وزارني في بيتي جزاه الله خيراً لما قدم لمكة وعمل فيها محاضرة، ومن قبلها هاتفته فكان يحذر منك، ويطعن في منهجك المنحرف من سنوات أيها الحلبي فخذها صريحة.
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (75) حاشية رقم (3) ((وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ ربيع بن هادي -وفَّقَهُ اللهُ- في بعض مقالاته مُبَيِّناً بعضَ صِفَات (الحَدَّادِيَّة):
«تَبْدِيعُ مَنْ لاَ يُبَدِّعُ مَنْ وَقَعَ فِي بِدْعَة، وَعَداوَتُهُ، وَحَرْبُهُ..»...
وَأَقُول:
كَثِيرٌ مِنَ (الشَّبَابِ) -اليَوْم- يُكَرِّرُونَ مُصْطَلَح (الحَدَّادِيَّة) -عَلَى وَجْهِ الإِنْكَارِ وَالتَّبْدِيع!-، وَلاَ يَعْرِفُونَ مَنْشأَهُ وَمُبْتَدأَهُ! وَلاَ يَعْرِفُونَ أَصْلَ نِسْبَتِه! وَلاَ يَعْرِفُونَ حَقِيقَةَ فِكْرَتِه!!
تَقْلِيدٌ فِي تَقْلِيدٍ {ظلمات بعضها فوق بعض} ....
نعم؛ (الحدَّادِيَّة) غُلاةٌ في كُلِّ شيءٍ -والعِياذُ بالله- هداهم الله.) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- الحلبي هنا ينفي عن كثير من الشباب السلفي علمهم بالحدادية كمنشأ وابتداء أو كمنهج وضلال، ولا أدري ما دليله على هذا النفي، هل لأنه لم يتكلم على الحدادية ولم يخض غمار الرد عليهم، توصل بذلك إلى هذه الدعوى الفارغة؛ فعدم العلم ليس بعلم.
- وربما تصدق هذه الأكثرية على أتباع الحلبي ومن سار على دربه.
- ولكن الحال والواقع أن الشباب السلفي من أعرف الناس بالحدادية؛ لكثرة تحذير العلماء السلفيين منهم سواء في دروسهم أو في محاضراتهم أو في كتبهم.
- والحلبي يريد أن يصل إلى أن الشباب السلفي يحذر من منهج الحدادية ويطعن فيه لكنه بسبب جهله بحقيقة الحدادية وقعوا في منهج الحدادية.
والواقع أن الحلبي وأتباعه وقعوا في شر مما وقع فيه الحدادية؛ لأنهم يجمعون بين أمرين : 1 - خطر التمييع المخزي . 2- والغلو في التجريح المردي.
- فالسلفيون - في نظر الحلبي - يكررون هذا المصطلح تقليداً لشيوخهم، وهم لا يفقهونه، ويقعون في المنهج الحدادي تقليداً لشيوخهم : فهي ظلمات بعضها فوق بعض: ظلمة التقليد الأعمى، وظلمة تقليد منهج الحدادية (من تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة) الذي وقع فيه شيوخ السلفية !!!
- وقد سبق في ( الحلقة السادسة ) الرد على هذه الفرية فأغنى عن إعادته هنا .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص82) حاشية رقم (1) ( لا يَخْفَى عَلَى (الفَاطِنِ)، وَ(الفَطُونِ)، وَ(الفَطِين!) أنَّ «اتِّخاذَ أقوالِ رجلٍ بعَيْنِهِ بمنزلةِ نُصوصِ الشَّرْعِ -لا يُلْتَفَتُ إلى قولِ مَن سِواه، بل ولا إلى نصوص الشرع -إلا إذا وافقتْ نصوصَ قولِه-: أجمعت الأمَّةُ على أنَّهُ مُحَرَّمٌ في دينِ الله.
ولمْ يظهرْ في الأُمَّة إلا بعد انْقِراضِ القُرونِ الفاضِلةِ».
كما قال ابنُ القيِّمِ في «إعلام المُوَقِّعين» (2/236).)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- لم يخف ذلك المنهج السلفي على الفاطن والفطون والفطين من السلفيين فهل خفي عليك حالهم يا مسكين .
- والواقع الواضح لكل مبصر أن أتباع الحلبي وأنصاره هم الذين غلو فيه فهو الحافظ والمحدث النحرير ولا يردون شيئاً من جهالاته وأباطيله وأصوله الفاسدة
- وقد سبق في ( الحلقة الخامسة) رد فرية ادعاء العصمة لمشايخنا السلفيين.
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (123) (( وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ الإِمَامُ ابْنُ حَزْمٍ -رَحِمَهُ الله- فِي «الأَخْلاَق وَالسِّيَر» (ص91):
«لاَ آفَةَ أَضَرُّ عَلَى العُلُومِ وَأَهْلِهَا مِنَ الدُّخَلاءِ فِيهَا -وَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا-؛ فَإِنَّهُم يَجْهَلُونَ، وَيَظُنُّون أَنَّهُم يَعْلَمُون! وَيُفْسِدُونَ، وَيُقَدِّرُونَ أَنَّهُم يُصْلِحُون!».
وعلق عليه في حاشية رقم (1) بقوله ((وَلَقَدْ ذَكَّرَتْنِي بعضُ صنائعِ (بعض!) هؤلاءِ (الدُّخَلاء) -غَفَرَ اللهُ لَهُم- بِكَلاَمِ للعَلاَّمَةِ المَاوَرْدِي؛ قَال:
(وَلَقَدْ رَأَيْتُ... رَجُلاً يُناظِرُ فِي مَجْلِسٍ حَافِل، وَقَدِ اسْتَدَلَّ عَلَيْهِ الخَصْمُ بِدَلالَةٍ صَحِيحَة، فَكَانَ جَوابُهُ عَنْهَا أَنْ قَال: إِنَّ هَذِهِ دِلالَةٌ فَاسِدَةٌ؛ وَوَجْهُ فَسَادِهَا أَنَّ شَيْخِي لَمْ يَذْكُرْهَا! وَمَا لَمْ يَذْكُرْهُ الشَّيْخُ لاَ خَيْرَ فِيه»! -كَمَا فِي كِتَاب «أَدَب الدُّنْيا وَالدِّين» (ص70) -لَه-.
فَهُمْ عَلَى مَذْهَبِ (!):
وَمَا أَنَا إِلاَّ مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ!))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- أؤكد مرة أخرى أن هذا الكلام الذي نقله الحلبي إنما ينطبق على حاله وواقع وأنصاره! ولكن : رمتني بدائها وانسلت .
- والحلبي يعتبر محمد حسان والحويني والمغراوي والمأربي من أهل السنة ومن حملة العقيدة السلفية، ويعتبر الشباب السلفي دخلاء على المنهج !!! فلا أدري أبه جنون أم أنه مجنون أم أنه هوس الثأر للنفس.
- وما ذنب الشباب السلفي عنده إلا أنهم ردوا الباطل وانحرافات هؤلاء واتبعوا الحق، ولم يرضوا بالتحزب له، والانصياع لأوامره وباطله .
- ولم يكتف الحلبي بوصفهم دخلاء حتى رماهم بأنهم متعصبون لبعض المشايخ السلفيين فيجعلونهم كالنص الشرعي، أو بعبارة الحلبي يصفونهم بالعصمة .
- وهذا الطعن أيضاً فيه طعن للعلماء السلفيين بأنهم يحملون أتباعهم على الباطل ويرونهم على الباطل ويقرونهم على ذلك . وقد سبق في (الحلقة الخامسة) رد هذه الفرية على الحلبي . فليراجعها من أحب .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص124) (( وَلَعَلَّ أَكْثَرَ هَذا (القَال وَالقِيل) صَادِرٌ مِنَ عَوامِّ الشَّبابِ؛ الَّذِينَ لاَ يَجُوزُ لَهُم -أَصْلاً- الدُّخُولُ فِي هَذا البَاب -لِمَا فِيهِ مِنَ البَلاَيَا والصِّعَاب ))
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- اجعل لعل عند ذاك الكوكب يا حلبي ، فالشباب السلفي بحمد الله تعالى تركوا الخوض في هذه المسائل بعد أن علمهم العلماء السلفيون خطورة هذه القضية كما سبق في (الحلقة الثامنة)
- لا تخلط أيها الحلبي مجدداً بين الشباب السلفي المتبع للحق وبين الحدادية وبعض الغلاة من المنحرفين وتجعلهم صفاً واحداً : فهذا من الظلم والبهتان .
- والشباب السلفي يدخلون في قول الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى في بعض أجوبته وقد نقلت قوله أنت فيما سميته بـمنهج السلف الصالح (ص68) حاشية رقم (4) :" فالسلفي بشر، ينسى أحياناً، ويخطئ أحياناً، ويجهل أحياناً ، ينسى .. يحصل عنده أمور .. فلا تتعجلوا بارك الله فيكم في جرح الأشخاص". انتهى .
- فلماذا أيها الحلبي لم تعذر العلماء السلفيين ولا الشباب السلفيين، وعذرت أهل الانحراف والباطل وتطعن في أهل السنة من أجلهم .
- وكلام الحلبي فيه اتهام للعلماء السلفيين بالغفلة وأن بطانتهم تؤثر عليهم، وهذا ما صرحت به فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (289-290) حاشية رقم (2) :" وَالَّذِي نَرَاهُ -اليَوْم- عَكْسُ ذَلِكَ -مِنْ جِهَتَيْن- :
- 1- أَنَّ (أكثر) السَّاحَةِ مُفَرَّغَةٌ لِلشَّبَاب، وَلِلجُهَلاء؛ يَخُوضُونَ فِيهَا، وَيَسْرَحُونَ، وَيَمْرَحُون!
- 2- أَنَّ لِنَفَرٍ مِن الشَّباب -وَبعضِ الجُهَلاَءِ-وللأسف- تَأْثِيراً عَلَى بَعْضِ المَشَايِخِ الأَفَاضِل؛ بِحَيْثُ يَكَادُ يَكُونُ لَهُم حُكْمٌ ظاهرٌ عَلَيْهِم، وَأَثَرٌ بالِغٌ فِيهِم!!! )) انتهى . وقد سبق الرد على هذه الفرية في ( الحلقة الثامنة).
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (124) حاشية رقم (2) ((أكبر المشاكل : أن سائر هؤلاء يعتبرون أنفسهم متأهلين كما قال ابن حزم فما الحل إذن )) انتهى.
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- الشباب السلفي بحمد الله تعالى لم يتصدروا في الفتن، ولم يعتبروا أنفسهم متأهلين، بدليل رجوعهم إلى العلماء، وسؤالهم إياهم.
- ووقوع هذا الأمر الذي ينكره الحلبي من بعض الناس إن كانوا غير سلفيين كالحدادية فما ذنب الشباب السلفيين بهم.
- ثم يا حلبي لماذا تدفع بأتباعك الجاهلين والمجهولين وغير المتأهلين لمحاربة أهل الحق المبين! فما أكثر تناقضك واضطرابك أيها المسكين .
فأنت اليوم وقبل اليوم ترى المحق: ظالماً ! والمبطل الظالم الباغي: مظلوماً؛ يستحق النصر والدفاع ولك سلف في هذا المنهج فاتقِ الله ودع المغالطات وتقليب الأمور!
- ولكن أنت أيها الحلبي وأمثالك ممن لم يتأهل أصحاب هذه المشاكل والفتن والمحن، وإشاعة الاختلاف والتفرق بين الشباب السلفي، وأنتم الدخلاء في هذه المسائل التي لم تفقهوها أو فقهتموها ولكن حرفتموها لأهوائكم وأغراضكم الشخصية.
- الحل: إن كنت صادقاً تريده فهو بالرجوع للعلماء الكبار واحترامهم وتقديرهم وقبول الحق الذي يدعون إليه وعدم معارضتهم بأهوائكم وتحريفاتكم، وإن كنت جاهلاً فبثني الركب بين أيديهم وتلقي العلم منهم .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (125)
وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ أَخُونَا الدُّكْتور الشَّيْخ عَبْد السَّلاَم البَرْجَس -رَحِمَهُ الله- فِي مُحَاضَرَةٍ لَهُ- بِعُنْوَان- «مَظَاهِرُ الغُلُوِّ فِي الاعْتِقَادِ، وَالعَمَلِ، وَالحُكْمِ عَلَى النَّاس»:
«التَّبْدِيعُ بِغَيْرِ حَقّ، وَالتَّفْسِيقُ بِغَيْرِ حَقّ: يَقُودُ إِلَى التَّقَاطُع وَالتَّبَاغُض.
وَهُوَ سَبِيلٌ إِلَى التَّكْفيرِ بِغَيْرِ حَقّ».
وعلق عليه الحلبي في الحاشية رقم (1) على كلمة التكفير بقوله (( وَهَذا ما حصل بعضه مِنْ بَعْضِ الأَشْخَاصِ فِي عَدَدٍ مِنَ المُجْتَمَعَاتِ (القَرِيبَةِ مِنَّا)!!
فَالحَذَرَ الحَذَرَ... وَالحِرْصَ الحِرْصَ... )) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- في النسخة القديمة (( وَهَذا مَا كاد يحصُلُ مِنْ بَعْضِ الأَشْخَاصِ فِي عَدَدٍ مِنَ المُجْتَمَعَاتِ (القَرِيبَةِ مِنَّا)!! )
فلا أدري مع أن الحلبي بين كان بين كلامه الأول والثاني ما يقارب ثلاثة شهور فهل ما كاده الحلبي وقع!!! سبحان الله مقلب الأمور والقلوب !!!
- هل هؤلاء الأشخاص الذين حصل منهم التكفير سلفيون أم ليسوا بسلفيين، هذا يحتاج خبر عدل أما أنت أيها الحلبي فمعذرة لست مأموناً .
- والحمد لله الشباب السلفي من أبعد الناس عن التكفير ومن أكثرهم تنفيراً وتحذيراً؛ بتوجيهات العلماء السلفيين جزاهم الله خيراً.
- وأما التكفير فأنت أيها الحلبي قلت في كتابك ترغيم المجادل العنيد (ص15) فيمن طعن في الأنساب (وأشده ذلك الكفر الأصغر الذي أخشى أن ينقلب عليه كفراً أكبر؛ لإصراره، وعدم رجوعه وإقراره المواقعه هذا البليد بطعنه الجاهلي المفترى في الأنساب) انتهى .
فهذا فيه تكفير بالإصرار على المعصية، كما هو منهج التكفيريين، فنقول لك بلسانك ((فَالحَذَرَ الحَذَرَ... وَالحِرْصَ الحِرْصَ...)).
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (126-127) حاشية رقم (4) ((ونَرَى أكثرَ المُقَلِّدَةِ -اليومَ- هُم مُسْعِرِي نارِ حُروبِ الفِتَنِ والخِلافات، والمشاكلِ والنِّزاعات!
وإنِّي لأخشى أنْ يكونَ (بَعْضُ!) هؤلاء (!) مُنْدَسِّين بين السَّلَفِيِّين -عَمْداً- لِلْفَتِّ في عَضُدِهم، والتفريق بينهم، وتمزيق جَمْعِهم!!
وليس ذلك بغريبٍ على دُعاةِ الحزبيَّة، وأساليبِهم الجاسوسية، ودهاليزِهم السرِّيَّة!
وبالأمسِ القريب (اعْتَرَف!) واحِدٌ مِن ذاك الصّنف -فِي لَحْظَةِ غَفْلَةٍ أَوْ خُبْثٍ! أَوْ عُجْبٍ وَتَكَبُّر!- أنَّه (جاءه!) كذا وكذا مِن الأموال (!!) لإسقاطِ (فُلان)، و(فُلان) -مِن مشايخ السَّلَفِيَّة في بعضِ البُلدان-!)) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- يرمي الحلبي الشباب السلفي بأنهم مقلدة وأنهم جهال لا يعلمون الدليل ويأخذون بقول شيخهم الذي يقلدونه، هكذا يرميهم جزافاً ظلماً وعدواناً .
- والشباب السلفي بحمد الله تعالى يقبلون الحق من العلماء بدليله وهو الإتباع الممدوح أهله . والحلبي يطعن في الشباب السلفي وهو يعلم الفرق بين التقليد والإتباع ولكن يرميهم بالتقليد لأنهم اتبعوا الحق وتركوه في أوحاله فرماهم بالتقليد.
- بل المشايخ السلفيون أنفسهم لا يرضون للشباب السلفي أن يقلدوهم، ويربونهم على الدليل والإتباع كما سبق بيانه في (الحلقة الخامسة).
- والحلبي يرمي الشباب السلفي بأنهم أوقدوا نار الفتن والخلافات، وقد سبق نقل رميه لبعض العلماء السلفيين بأنهم أهل تفرقة واختلاف. وإما رماهم الحلبي بهذه الفواقر؛ لأنهم فرقوا من حوله طلاب العلم السلفيين، بعد معرفتهم لمخالفته لمنهج السلف الصالح .
- ولم يكتفِ الحلبي بذلك حتى جعلهم ((مندسين - بين السلفيين - لِلْفَتِّ في عَضُدِهم، والتفريق بينهم، وتمزيق جَمْعِهم!! )) ونحن نطالب الحلبي بالدليل على هذا القول!!! أم أنها التهم الجائرات في النيات ؟ ثم هل من يحب العلماء السلفيين ويناصرهم بالحق، ومن يرد على أهل الأهواء والبدع ويحذر منهم هل هذا يعتبر مندساً عندك أيها الحلبي وأمثالك .
- وفي المقابل : هل من يجالس أهل البدع والأهواء ويناصرهم ويطعن في أهل السنة السلفيين ويحاربهم : هل هؤلاء عندك أيها الحلبي من السلفيين الصادقين !! لا أدري أيهاالحلبي لعل ميزانك مقلوب ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
- وهذا الواحد الذي ذكرته لم تذكر لنا أيها الحلبي ممن جاءته الأموال ! وهذه عادة جمعية إحياء التراث التي تدافع عنها وتناصرها . والألباني الإمام يكرر مقولة (( من آثارهم تعرفونها)) فهل عرفتهم !!
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (145) ( المسألة الثالثة عشر : تتبع العثرات منقصة .... )
وقال (ص146) (وأما هؤلاء المتلقطون المتسقطون ...)
وقال (ص147) (نفوس منكوسة، وقلوب معكوسة؛ يخالفون بها الهدي النبوي الرشيد، والنظر الإنساني السديد : أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً)
وقال (ص112) (المسألة العاشرة القال والقيل ونقل الأقاويل) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- لجأ الحلبي للدفاع عن نفسه وللهروب من الاعتراف بخطئه وباطله إلى أسلوب الحركيين والحزبيين في رد الحق بالباطل، فرمى من كشف باطله وبلاياه بتتبع العثرات والقيل والقال . فيا عجباً من حالك أيها الحلبي المتردي في أساليب ومنهج الحركيين ، ولا عجب فهذا ديدن من وقع في الباطل استخدام الأسلوب العاطل .
- وإذا صح هذا الإطلاق على الشباب السلفي فأول من يدخل فيها أنت أيها الحلبي فنظرة عابرة على بعض مؤلفاتك نجد أنها انطبق عليها ما أطلقته هنا وإلا ما الفرق بين ما سطرته في مؤلفاتك من ردود على من خالف الحق سواءاً كان من أهل الحق (كالشيخ إسماعيل الأنصاري) أو كان من أهل الباطل (كالصابوني والسقاف وغيرهما).
- ثم بيان الأخطاء والرد على المخالف ليس من باب تتبع العثرات ولا من باب القيل والقال إذا صح النقل وثبتت النسبة لقائلها، فقد سئل الشيخ صالح الفوزان كما فيالأجوبة المفيدة (138) :"هل بيان بعض أخطاء الكتب الحزبية، أو الجماعات الوافدة إلى بلادنا، يعتبر من التعرض للدعاة ؟ فأجاب :" لا هذا ليس من التعرض للدعاة ؛ لأن هذه الكتب ليست كتب دعوة، وهؤلاء – أصحاب هذه الكتب والأفكار – ليسوا من الدعاة إلى الله على بصيرة، وعلم وعلى حق. فنحن حين نبين أخطاء هذه الكتب – أو هؤلاء الدعاة – ليس من باب التجريح للأشخاص لذاتهم، وإنما من باب النصيحة للأمة أن تتسرب إليها أفكار مشبوهة، ثم تكون الفتنة، وتتفرق الكلمة، وتتشتت الجماعة، وليس غرضنا الأشخاص، غرضنا الأفكار الموجودة بالكتب التي وفدت إلينا باسم الدعوة".
- ما أدري هل الحلبي يريد من الشباب السلفي أن يقفوا على الباطل ويسكتوا فالسكوت عن المبتدعة وعن الجهال المتصدرين فيه تغرير بالعامة، وتدليس عليهم، وكتمان للحق؛ فيظنون أنهم على حق وخير، والواقع أكبر شاهد على ذلك، قال الشيخ صالح الفوزان في ظاهرة التبديع والتفسيق (73) :" لا يجوز تعظيم المبتدعة والثناء عليهم، ولو كان عندهم شيء من الحق؛ لأن مدحهم والثناء عليهم يروج بدعتهم، ويجعل المبتدعة في صفوف المقتدى بهم من رجالات هذه الأمة. والسلف حذرونا من الثقة بالمبتدعة، وعن الثناء عليهم، ومن مجالستهم، والمبتدعة يجب التحذير منهم، ويجب الابتعاد عنهم، ولو كان عندهم شيء من الحق، فإن غالب الضُلاَّل لا يخلون من شيء من الحق؛ ولكن ما دام عندهم ابتداع، وعندهم مخالفات، وعندهم أفكار سيئة، فلا يجوز الثناء عليهم، ولا يجوز مدحهم، ولا يجوز التغاضي عن بدعتهم؛ لأن في هذا ترويجاً للبدعة، وتهويناً من أمر السنة، وبهذه الطريقة يظهر المبتدعة ويكونون قادة للأمة - لا قدَّر الله - فالواجب التحذير منهم".
- ثم إن الرد على المخالف ليس المقصود منه تنقصه أو فضحه بل المقصود منه النصيحة، هذا الظاهر، والسرائر علمها عند الله، تبلى يوم تلتقي الخصوم، قال الشيخ صالح الفوزان كما في الأجوبة المفيدة (163) :" ليس أحد معصومًا من الخطأ إلا رسول الله e. يجب أن نعرف هذا، ولا نتكتّم على الخطأ محاباة لفلان، بل علينا أن نُبَيِّن الخطأ. يقول النبي e :"الدين النصيحـة" قلنا : لمن ؟ قال : لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم". وبيان الخطأ من النصيحة للجميع، وأما كتمانه فهو مخالف للنصيحة".
- ثم إن الخطأ لو كان خفياً لا يطلع عليه الناس، لكان الأولى رده بالخفاء، أما إن أظهر فوجب رده في العلن إلا أن يتراجع صاحبه إذا نوصح .
- وأما ما رمى به الشباب السلفي من أوصاف لا تليق بالعامة فضلاً عن طلاب العلم من السلفيين فهذا من الأدلة على ما في نفسه من الحقد الدفين على السلفيين، والحاقد لا دواء له إلا التوبة النصوح والرضا بقسمة الله بين عباده .
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (148) (ألا تعلم أن من جر أذيال الناس بالباطل جروا ذيله بالحق
بالله عليك هل نهاية العالِم ستقف عند هذا التسقط والتلقط الذي تمارسه بشغف واهتمام أو ذاك التربص والتصيد الذي تعيشه بل تعيش له وبه)
أقول مستعيناً بالله تعالى :
- هذا الخطاب أيها الحلبي يوجه إليك، وفي ذلك عبرة! فأنت حاولت الطعن بالعلماء السلفيين وبالشباب السلفي بالباطل، فردوا عليك بالحق فهل اعتبرت !
- ويقال لك أيها الحلبي : هل نهاية العالم ستقف عند تماديك في الباطل وعدم رجوعك إلى الحق، أليس ما أنت عليه من نصرة لأهل الباطل وطعن في أهل الحق هو من السقوط والانحراف الذي تعيشه بل تعيش له وبه !!!
- ثم يا حلبي هل تعتبر : رد الباطل والمنكر نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين تسقطاً وتلقطاً ! أليس هذا يعود على أئمة الإسلام الذين ردوا على أهل الباطل كل سقطاتهم! أليس هذا الأسلوب الذي تطعن وتشوه به أهل الحق أسوأ من أساليب أهل البدع وأشد وأنكى ! فما حاربوا السلف واللاحقين إلا بهذه الأساليب الظالمة القائمة على الكذب ! فنعوذ بالله من الفتن التي تنكس القلوب !
محبكم
أحمد بن عمر بازمول
أحمد بن عمر بازمول