يا باسم الخلفي وأفراخ الحلبي تعلموا العلم قبل أن تتكلموا بالضلال والجهل المركب
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن سار على دربهم ونهجهم غلى يوم الدين .
أما بعد :
فقد سفسط المشغبون في منتديات الكل غير السلفيين - انتصاراً للباطل وأهله لاستدراكي على المحتار الطيباوي - عدم ذكره الفاء بعد ( أما بعد )
وقد رد عليهم أخونا يوسف المشاقبة برد علمي رصين جزاه الله خيراً .
كما في تعليقه في هذا الرابط :
https://www.sahab.net/forums/index.php?app=forums&module=forums&controller=topic&id=131240
وأحببت أن أعلق بشيء مختصر نصرة للحق وأهله ودمغاً للباطله وحزبه :
فأقول مستعيناً بالله تعالى :
ذكرتُ للطيباوي عدة جهالات وأخطاء في مقاله ومنها هذا الخطأ في عدم ذكره الفاء بعد أما بعد .
فترك المسفسطون أخطاءه الواضحة البينة التي تعدى فيها على المنهج السلفي
وتركوا تقعيده للباطل !
وتمسكوا بهذا الاستدراك وكأن ردي خاص بهذه القضية فقط !
وهذه عادة أهل البدع يذكرون ما لهم ويتركون ما عليهم .
فكيف إذا لم يكن لهم تعلق فيما ذكروه أصلاً .
فالمسألة واضحة جداً .
فإن قيل :
ما الجواب عن : ما حصل في كلام الشيخ العلامة حامل راية الجرح والتعديل ربيع بن هادي بن عمير المدخلي حفظه الله تعالى من إسقاط الفاء ؟
فالجواب :
أن الأصل ذكر الفاء في جواب أما بعد .
وما وقع في المقال الذي يظهر أنه خطأ طباعي بدليل أن مقالات الشيخ وكتبه تذكر فيها الفاء .
وبالتالي هو خطأ يصحح.
لكن هل تعترفون أنتم بأخطاء الحلبي والمأربي وعرعور وأهل الباطل ؟
فالغثائية ووحدة الأديان والذب عن أهل الباطل والطعن في السلفيين !
كلها أمور ليتكم تسكتون عنها وتستحون منها
بل تؤيدونها وتدافعون عنها .
وصدق من قال من أهل العلم:
قد يعذر المرء في السكوت عن قول الحق !
ولكن لا يعذر في قول الباطل !!!
وبعد كتابة ما تقدم سألت شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي الأحد 17 رمضان 1433هـ بعد صلاة المغرب في فناء بيته : عن سقوط الفاء في مقاله ؟
فأجاب حفظه الله تعالى :
تذكر الفاء في جواب أما بعد وجوباً كما نص عليه ابن مالك في ألفيته :
أما كمهما يك من شيء وفا ... لتلو تلوها وجوباً ألفا
وأنا دائماً أذكرها في كتبي ومقالاتي وما وقع في مقالي بعدم ذكرها خطأ مني سهواً أو من الطابع .
وأنا أعترف بخطئي .
فقل لهم : هل تعترفون بالأخطاء الكبيرة الواقعة من شيوخكم ؟ انتهى .
وهذه من درر الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حامل راية الجرح والتعديل .
فإن قيل :
ما الجواب عن ما وقع في بعض الروايات الصحيحة من عدم اقتران جواب أما بعد بالفاء ؟
فالجواب :
أنه لا تعارض بين القاعدة وبين ما جاء في بعض الأحاديث من عدم ذكر الفاء في جواب أما بعد ؛ لأن هذا من النادر الذي لا يقاس عليه أو مما يجب حذفه بعد القول المقدر
فحذف الفاء في الحديث لأحد سببين:
الأول : بعد القول المقدر .
الثاني : نادر لا يقاس عليه ويقتصر على ما ورد سماعاً.
قال ابن هشام في أوضح المسالك (4/233-235) : ولا بدُّ من فاء تالية لتاليها إلا إنْ دَخَلَتْ على قول قد طُرِحَ إستغناءً عنه بالمَقُول فيجب حذفها معه كقوله تعالى : ( فَأَمَّا الّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوُهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ ) أي :فيقال لهم أكفرتم
ولا تحُذَفَ في غير ذلك إلا :
في ضرورة كقْوله : ( فَأَمّا القْتِالُ لاَ قِتَالَ لَدَيْكُمُ ... )
أو نُدُورٍ نحو ( ( أمَّا بَعْدُ مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتِرَطُونَ شُرُوُطاً لَيْسَتْ فىِ كتَابِ اللهِ انتهى .
وقال الحافظ في فتح الباري(8/220) والفاء لازمة في أكثر الكلام ، وقد تحذف وهو نادر " انتهى
مع مراعاة أن لا تكون الفاء حذفت من تصرف بعض الرواة .
كما في المثال الذي ذكره أخونا يوسف المشاقبة .
ومثال آخر في صحيح البخاري حديث " أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع ..."
لكن جاءت رواية أخرى في صحيح مسلم " أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع "
ولذلك لما استدل ابن مالك على جواز حذف الفاء ببعض الروايات تعقبة الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/36)بقوله " قال ابن مالك فيه جواز حذف الفاء في جواب أما بعد .
قلت : لا حجة فيه لأن هذه رواية مسدد هنا وسيأتي قريباً عن أحمد بن أبي رجاء عن يحيى القطان بلفظ خطب عمر على المنبر فقال أنه قد نزل تحريم الخمر ليس فيه أما بعد .
وأخرجه الإسماعيلي هنا من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي عن يحيى بن سعيد القطان شيخ مسدد وفيه بلفظ"أما بعد فإن الخمر .
فظهر أن حذف الفاء وإثباتها من تصرف الرواة" انتهى
وبهذا يظهر الجواب عن الأحاديث التي لم تذكر فيها الفاء في جواب أما بعد .
وبهذا يظهر أن الأكثر ذكرها في الروايات، ولم تحذف إلا في النادر الذي لا يقاس عليه أو بعد القول المقدر.
فإن قيل :
ما معني لا يقاس عليه ؟
فالجواب :
أي أنه يقتصر فيه على السماع !
ولا يستعمل في غير ما ورد !
لذا لا يصح أن يقال : إن ما وقع في مقال الطيباوي المحتار هو موافق للحديث .
وفي الختام :
تأملوا إخواني حال هؤلاء المساكين كل المفلسين لا يريدون الحق ولا ينقادون له
بل يعارضونه بأهوائهم نسأل الله السلامة والعافية
وإذا وقفوا على هفوة أو افتروها – بزعمهم - استعظموها وجعلوها من الموبقات
وإذا وقع كبراؤهم في الضلال والموبقات غضوا الطرف
بل يدافعون عنهم ويتلمسون لهم المخارج بزلات وأخطاء الآخرين
وصدق الله إذ يقول{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الاثنين 18 رمضان 1433هـ
00 : 9 ضحى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن تواضع الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى أنه - مباشرة - ذكر الصواب في وجوب اتصال جواب أما بعد بالفاء
وأن عدم ذكرها خطأ منه - سهواً - أو من الطابع .
وكان جوابه على البديهة لم يتردد ولم يتلعثم ولم يلتمس لنفسه المخارج ليقول أنا لم أخطئ .
فجزاه الله خيراً !
ولقد أدهشني الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى : حين استدل بالبيت من ألفية ابن مالك من حفظه على المسألة
أَمَّا كَمَهْمَا يَكُ مِنْ شَيءٍ وَفَا ... لِتِلْوِ تِلْوِهَا وُجُوباً أُلِفَا
قلت والبيت الذي بعده :
وَحَذْفُ ذِي الفَا قَلَّ في نَثْرٍ إذا ..... لَمْ يَكُ قَوْلٌ مَعَهاَ قَدْ نُبِذَا
ومعني البيتين كما قال شراح الألفية :
أن (أَمَّا) أداة شرط قائمة مقام مهما .
وأن حرف الفاء تأتي في جوابها وهو تالي تاليها ؛ لأن تاليها مباشرة هو الشرط .
ثم ذكر ابن مالك أن حذف الفاء من جوابها قليل في الكلام المنثور . أي لا يقاس عليه .
وهذا بشرط أن لا يكون القول مقدراً في الكلام فيغلب حذفها.
وقوله (وفا) أي والفاء .
وقوله (أُلِفَا) أي مألوف مستعمل في كلام العرب
وقوله (ذِي الفَا) أي هذه الفاء
(قَلَّ) أي قليل نادر .
(قول معها قد نُبِذَا) من النبذ وهو الطرح ، والمراد حذف القول من الكلام لكنه مقدر .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بازمول
الثلاثاء 05 : 3 صباحاً
19 رمضان 1433هــ