12 سلسلة احذر أيها السلفي
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
احذر أيها السلفي :
أن يكون فيك نَفَسٌ خارجي مع ولاة
الأمر بسبب وجود بعض المعاصي والمخالفات
عن
عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ قال: قال رَسُولَ اللَّهِ r :" مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ
يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ
مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعـَةٍ "([1]).
قال
أئمة الدعوة :" ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب
الكفر والخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما
عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس واعتقاد أن ذلك
من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد وهذا غلط فاحش وجهل ظاهر لا يعلم صاحبه
ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا"([2]).
وقال
محمد أمان الجامي :"من يريد مجتمعاً لا تقع فيه المعاصي والمنكرات كأنه يريد
أن يتصور مجتمعاً من الملائكة يرأسهم جبرائيل هذا غير واقع تتحدث عن المستحيل نحن
بشر"([3]).
وقال ابن عثيمين :"بعض الناس لغيرته على دين الله عز وجل إذا
رأى هذه المنكرات ، وإن هذه المنكرات متفشية في الناس ... يغار على هذا ويرى أن
الحكومة مقصرة في هذا الشيء ثم يذهب ييشيع مساوىء الحكومة بين الناس ويوغر الصدور
عليها ويلزم من عمله هذا أن يكره الناس ولاة أمورهم ، والحقيقة أن هذه جادة خاطئة
جداً ومخالفة للشرع وخطيرة على المجتمع وسبب للفتن . ولو أنه سعى لإصلاح المجتمع
نفسه لكان خيراً له ... والمجتمع إذا صلح فإن ولاة الأمور جزء من المجتمع لا بد أن
يصلح إما اختياراً وإما اضطراراً .
أما أن يصب جام غيرته على ولاة الأمور من أجل أن يوغر صدور الناس
عليهم فيحصل بذلك الشر والفساد فهذا لا شك
أنه خلاف الصواب وحيدة عن الجادة السليمة"([4]).
وقد يؤدي الغلو ببعض السلفيين أنه لا يدعو للحاكم بالصلاح ولا
بالخير بسبب ظهور بعض المعاصي؛ فهؤلاء يخشى عليهم أن يدخلوا في التألي على الله !
فاحذر
أيها السني ذا النهج الواضح أن تقع في هذا المسلك المشين، ولا تصاحب من تراه يغلو
في باب المعاصي والذنوب، ويسب ولاة الأمر أو يتقصهم أو يعرض بهم ولو كان يدعي أنه
سلفي فإن هذا يخشى عليه أن يقع في منهج الخوارج! بل ويوقعك معه في خارجيته.
عَنْ
جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ:أَنَّ رَجُلًا قَالَ
وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ . وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ
:"مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي
قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ"([5]).
وعن الزبرقان
قال : كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساويه .
فقال : لا تسبه . وما يدريك لعله قال : اللهم اغفر
لي فغفر له"([6]).
وعن
المسور بن مخرمة t أنه قدم وافداً على
معاوية بن أبي سفيان t فقضى حاجته ثم دعاه
فاخلاه .
فقال
معاوية t : يا مسور ما فعل طعنك
على الأئمة ؟
فقال
المسور t : دعنا من هذا . وأحسن
فيما قدمنا له .
فقال
معاوية t : لا والله لتكلمن بذات
نفسك والذي تعيب علي .
فقال
المسور t : فلم أترك شيئاً أعيبه
عليه إلا بينته له .
فقال
معاوية t : لا بريء من الذنب ،
فهل تعد يا مسور مالي من الإصلاح في أمر العامة ، فان الحسنة بعشر أمثالها . أم
تعد الذنوب وتترك الحسنات ؟
فقال
المسور t : لا والله ما نذكر إلا
ما ترى من هذه الذنوب .
فقال
معاوية t: فإنا نعترف لله بكل ذنب
أذنبناه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله ؟
فقال
مسور t : نعم !
فقال
معاوية t : فما يجعلك أحق أن ترجو
المغفرة مني ؟
فوالله
لما أَلِي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وبين
غيره إلا اخترت الله تعالى على ما سواه . وإنا على دين يقبل الله فيه العمل ويجزي
فيه بالحسنات ويجزي فيه بالذنوب إلا أن يعفو عمن يشاء فأنا احتسب كل حسنة عملتها
بأضعافها . وأوازي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا تحصيها .
من
عمل لله في إقامة صلوات المسلمين والجهاد في سبيل الله عز وجل والحكم بما أنزل
الله تعالى والأمور التي لست تحصيها وإن عددتها لك فتفكر في ذلك .
فقال
المسور t : فعرفت أن معاوية قد
خصمني حين ذكر لي ما ذكر .
فلم يسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر
له"([7]).

حمل الملف | |
File Size: | 696 kb |
File Type: |