11 سلسلة احذر أيها السلفي
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
احذر أيها السلفي :
أن يكون في قلبك غلٌ على ولاة الأمر
فتدعو عليهم؛ لرواسب انحرافية، أو مجالستك للمخالفين
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"
مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ
أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا فَمَاتَ عَلَيْهِ إِلَّا
مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً" ([1]).
قال
شيخ الإسلام :"الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة ... ما
يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ ... يصبر عليه"([2]).
وعن
عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنه قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
:"إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَـا
قَالُـوا فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَدُّوا إِلَيْهِمْ
حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ"([3]).
قال
النووي :" فيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالماً عسوفاً فيعطى
حقه من الطاعة ولا يخرج عليه ولا يخلع بل يتضرع إلى الله تعالى في كشف أذاه ودفع
شره وإصلاحه"([4]) .
فالصبر
على ولاة الأمر يتضمن النهي عن سبهم أو شتمهم أو الدعاء عليهم.
قال
أنس بن مالك t :"نهانا
كبراؤنا من أصحاب رسول الله r قالوا :" لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا
تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب"([5]).
وقال
أبو مجلز:"سب الإمام الحالقة،لا أقول حالقة الشعر،ولكن حالقة الدين"([6]).
وسب
الحاكم يدخل فيه شتمه، وعيبه، والدعاء عليه.
وقال
البربهاري :" أمرنا أن ندعو لهم
بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن ظلموا وجاروا؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم
وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين" ([7]).
واعلم
أيها السني ذا النهج الواضح أن سب ولاة الأمر يؤدي إلى عدم طاعتهم بالمعروف وإلى
إيغار صدور العامة عليهم مما ينتج عنه الشر المستطير من الخروج عليهم وقتالهم وتلك
الطامة الكبرى والمصيبة العظمى .
قال
عبدالله بن عكيم الجهني : لا أعين على دم
خليفة أبداً بعد عثمان !!
فقيل
له : يا أًبا معبدٍ أًوَ أًعنت على دمِهِ ؟
فيقول
: إِني أُعِدُّ ذِكْرَ مساويه عوناً على دمِهِ ! "([8]).
فذكر أخطاء الحاكم والدعاء عليه مما يعين على سفك الدماء !!
قال
شيخ الإسلام ابن تيمية : الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، وهذا
شأن الفتن"([9]).
ومعلوم
أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فكل نص في تحريم الخروج وذم أهله دليل على تحريم سب
الحاكم والدعاء عليه وذم فاعله([10]).
وقال
البربهاري :"إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى.وإذا رأيت
الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله"([11]).
وقال
السعدي :" على الناس أن يغضوا عن مساويهم ولا يشتغلوا بسبهم بل يسألون الله
لهم التوفيق فإن سب الملوك والأمراء فيه شر كبير وضرر عام وخاص وربما تجد السَّاب
لهم لم تحدثه نفسه بنصيحتهم يوماً من الأيام وهذا عنوان الغش للراعي والرعية"([12]).
فإن
قيل : وردت أدلة على جواز الدعاء على الظالم ؟ فلماذا استثنيت الحاكم من الدعاء
عليه ؟
فالجواب:
أن ولي الأمر مستثنى من ذلك للآثار الواردة بالأمر بالصبر على جوره وترك القيام
عليه([13]).
حمل الملف | |
File Size: | 551 kb |
File Type: |