التحذير من منشور خدرت رجله فقل يا محمد
لفضيلة أ د الشيخ أحمد بازمول حفظه الله
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد : فقد سئلت عن منشور في مواقع التواصل فيه
:
حب الحبيب شفاء ودواء :
روى الإمام البخاري في الأدب المفرد تحت باب ما
يقول الرجل إذا خدرت رجله : حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن
عبد الرحمن بن سعد قال :"خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: اذكر أحب الناس
إليك، فقال: يا محمد".
قال صاحب المنشور :
إذا كنت مريضًا وأنت تحب محمدًا فقلت صادقًا
"يا محمد" ذهب عنك ما تجد.
الحديث أورده النووي في الأذكار وابن تيمية في
الكلم الطيب والسخاوي في القول البديع والحافظ السلفي في غريب الحديث([1]) والحافظ ابن السني في كتابه
عمل اليوم والليلة وذكره الشوكاني في تحفة الذاكرين.
فأجبت :
أولًا : لا يصح الأثر الوارد عن ابن عمر رضي الله عنهما
المذكور في المنشور؛ فإسناده ضعيف لا يثبت، قال الألباني :"ضعيف"([2]).
ثانيًا : جاء نحوه عن ابن عباس ولا يصح؛ قال مجاهد : خدرت
رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس: اذكر أحب الناس إليك فقال:
محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره".
وهذا أثر مكذوب؛ قال الألباني :"موضوع"([3]).
ثالثًا
:
لا
دليل على أن من خدرت قدمه يذكر النبي صلى الله عليه وسلم .
رابعًا: وأما
كون المريض يقول صادقًا :"يا محمد" فيذهب عنه ما يجد.
فهذه خطأ من
ثلاث جهات :
الجهة الأولى
: الأثر ورد في خدر الرجل لا المرض.
الجهة الثانية
: أنه مخالف للأحاديث الواردة في أذكار المريض([4])؛ فقد وردت عدة أحاديث كلها
فيها تعليق الأمر بالله عز وجل وحده لا شريك له.
الجهة الثالثة
: أن هذا الفعل فيه ذريعة للشرك بنداء الغائب، والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه
وسلم، وقد استدل به الصوفية على تجويز هذا وليس لهم فيه دليل لأمرين الأول لعدم
صحة هذه الآثار من جهة، ومن جهة أخرى أنه ليس المراد به الاستغاثة به أو طلب منه
الشفاء([5]).
خامسًا : وأما كون الأثر ذكره جمع من العلماء
فلا يلزم منه ثبوته وصحته كما هو مقرر في علوم الحديث، خاصة أن كلام العلماء على
الآثار تصحيحًا، أو تضعيفًا؛ ليس بالكثير.
كتبه
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هجري
حمل الملف | |
File Size: | 335 kb |
File Type: |